المرحوم البرفسور الدكتور أحمد عوض أبو الشباب ( أبو عثمان) رحمه الله بقلم: العميد الاستاذ عبد أسعد

المرحوم البرفسور الدكتور أحمد عوض أبو الشباب ( أبو عثمان) رحمه الله بقلم: العميد الاستاذ عبد أسعد ابو جهاد ٠٠٠٠٠ امين سر مؤسسة الشهيد ابو جهاد الوزير لتأهيل الاشخاص ذوي الاعاقة و رئيس رابطة نور الأمل للمكفوين الفلسطينيين في لبنان ٠٠٠٠0 بقلوبٍ مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبعيونٍ دامعة على فراق العلماء، ودّعت الساحة العلمية والدعوية في لبنان وفلسطين، وجموع محبّيه من طلبة العلم والباحثين، العالم الجليل، والمربي الفاضل، والمفكر الإسلامي الدكتور أحمد عوض أبو الشباب ، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد حياةٍ حافلة بالعطاء، زاخرة بالصبر، ومليئة بالإيمان والثبات.
عالِمٌ صابرٌ محتسب لم يكن الدكتور أحمد عوض مجرد باحثٍ أكاديمي، بل كان مدرسةً قائمة بذاتها في العلم والعمل والتربية. واجه المرض بصبر المؤمنين، وما وهن قلبه حين اشتدّ الألم، ولا اهتزّ يقينه حين طال البلاء. بل كان يُقابل الأوجاع ببسمة رضا، ويستقبل ليالي الوجع بتسبيح الصابرين، حتى صار مثالًا يُحتذى في الثبات على الطريق، والرضا بالقضاء. جذورُهُ من فلسطين.. وثمرته في كل مكان وُلد الدكتور أحمد في لبنان من بلدة سعسع في منطقة الجليل المحتلة، في ربوع فلسطين التاريخية. ومع نكبة الشعب الفلسطيني، استقرّت عائلته في مخيم الرشيدية جنوبي لبنان، فصار من رموزه الفكرية، ومناراته التعليمية، وريحانةً سكنت القلوب قبل أن يسكن الثرى. مسيرة أكاديمية مشرّفة بدأ رحلته العلمية في جامعة بيروت العربية ، حيث درس في قسم الدراسات الإسلامية، ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة الإمام الأوزاعي العريقة، وهي من الجامعات المتخصصة في الشريعة الإسلامية، والمعروفة بعمقها الأكاديمي.
عام 2011 ، رُقي إلى رتبة أستاذ جامعي (بروفيسور) ، وهي أعلى رتبة أكاديمية في سلك التعليم العالي، لم تكن مجرّد لقب، بل ثمرة جهد علمي متواصل، وتفانٍ في البحث والتدريس، دام لعقود من الزمن.
حافظٌ للقرآن.. ومجازٌ في تلاوته كان رحمه الله مجازًا في حفظ القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم ، وقد جمع في شخصه بين الحفظ والدراية، وبين جمال الصوت ودقّة الأداء، وكان حريصًا على تعليم كتاب الله وتعظيمه، واعتبره منطلقًا لكل فهمٍ دينيٍ وفكري.
مؤلفات خالدة وإرث علمي رصين نشر الدكتور أحمد أبو الشباب أكثر من 16 مؤلفًا علميًّا وبحثيًّا، تميزت بالدقة والمنهجية، وتنوّعت مواضيعها بين الفقه، السيرة، الفكر الإسلامي، والتاريخ النقدي، ومن أبرز مؤلفاته: 1. 📘 السيرة النبوية: وقائع ودروس 2. 📘 قراءة في سيرة الخلفاء الراشدين 3. 📘 مقومات النصر في ضوء القرآن والسنة 4. 📘 الخوارج: تاريخهم، فرقهم، وعقائدهم 5. 📘 تاريخ الخلافة الأموية بين الحقائق والأوهام 6. 📘 أثر الدعاء في حياة المسلم 7. 📘 الاجتهاد والتجديد في الفكر الإسلامي المعاصر 8. 📘 فقه الواقع وأثره في الفتوى 9. 📘 المنهج الأخلاقي في الإسلام لقد تميّزت كتبه بأنها لم تكتب للمكتبات فقط، بل نزلت إلى الواقع، وتناول بها قضايا الأمة، وقدّم فيها رؤيةً إصلاحية تنطلق من الأصول وتُخاطب العصر. مدرّس ومربٍّ وداعية لم يكن الدكتور أحمد حبيس قاعات الجامعات أو الورق، بل كان داعية ميدانياً ، محاضرًا في المساجد والمراكز الإسلامية ، ومشاركًا نشطًا في المؤتمرات العلمية والندوات الفكرية. كما تخرّج على يديه مئات الطلاب في لبنان وخارجه، وكان مرجعًا يُرجع إليه في القضايا الشائكة، وصاحب رأيٍ رصينٍ عند الاختلاف. مكانته في قلوب الناس لقد أحبّه الناس لتواضعه، ووقاره، ونبله، وعلمه الغزير، وكانت له مكانة خاصة في المجتمع الفلسطيني واللبناني، حيث عُرف بنقاء السيرة، وطهارة اليد، وحسن المعشر.
من لم يعرفه عن قرب، قد يجهل قدره وميراثه، أما من اقترب منه، فقد لمس النور في كلماته، والعلم في سكونه، والهيبة في حضوره. في وداعه.. لا نقول إلا ما يُرضي ربّنا برحيله، فقدت الأمة الإسلامية عالماً قلّ نظيره، وفقدت فلسطين أحد أبنائها البررة، وافتقدت مخيمات الشتات وجهًا من وجوهها المضيئة. وإن علاقتي الشخصية بهذا العالم مميزة وكنت أزوره في منزله واتطلع عن قرب على مؤلفاته وكتبه وقصصه التي خطها بيده فهو كان خطاط ورسام وخطه ليس له مثيل . كان يساعدنا في تخطيط اليافطات لإحياء المناسبات الوطنية والاجتماعية فكان محاضراً في جوامع منطقة صور يلقي المحاضرات ويعطي الدروس الدينية في جامع الغفران في الرشيدية وجامع الوزيري في المعشوق وكان مدرساً في أكثر من مكان وقد أصيب قبل وفاته بسنوات عدة سافر إلى ألمانيا بغاية العلاج وعندما تدهورت صحته عاد إلى لبنان وخلال مرضه فقد بصره وتحدثت معه في إحدى زياراتي في ٢٠٢٤ عن رابطة نور الأمل وطبيعة عملها وقدم لي التهاني والتبريكات الشفوية على هذا العمل الرائع المميز عن بعد وكان يستمع إلى انجازاتها انجازاتنا التي تحققت في السنوات الماضية وقد اهداني كتاب من مؤلفاته للذكرى وانني أفتخر بهذه الشخصية العلمية التي حصلت على اعلى درجات العلم فأصبح بروفسور خطيب واديب وعالم ومرجع كبير تأثرنا به جميعا وكان وفاته يوم حزن لفقدان هذا العالم.
نسأل الله أن يُكرمه بما علم، وأن يُثقل موازينه بما نشر من خير، وأن يجعل علمه صدقة جارية له إلى يوم الدين. ٠٠٠إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم اجزه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، واجعل مستقره الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. ٠٠٠٠العميد الاستاذ عبد اسعد ابو جهاد