بأقلامنا

كلمة الصحفي والاعلامي غسان جواد في حفل تكريم الكاتب السياسي نهاد حشيشو في معرض الكتاب العربي الخامس في صور الذي تنظمه جمعية هلا صور الثقافية والاجتماعية

 

بسم الله الرحمن الرحيم
شرفني اخي وصديقي الدكتور عماد سعيد بدعوتي لاكون متحدثا بينكم . نيابة عن اصدقاء الاستاذ والمعلم والمثقف والباحث والكاتب السياسي والمؤرخ الصديق نهاد حشيشو . وهي مهمة بقدر ما اسعدتني بقدر ما اشعرتني بالمسؤولية ذلك ان تجربة الاستاذ نهاد واسعة وعريضة وعميقة وعلمية ودقيقة ولا مجال لاختصارها ببضع كلمات ليس في وسعها ان تختصر كل المعنى والتجربة
وفي هذه الفرصة المتاحة ساتحدث عن تجربتي مع هذا الرجل علها تضيئ على جوانب مهمة من شخصه والتزامه وسلوكه الحياتي والنضالي والفكري والكتابي في ان معا
ذات ربيع من العام 1996 في مقهى المودكا في شارع الحمرا .كان يجلس وحيدا او مع اصدقاء في ركن من زوايا المقهى و كنت شابا جنوبيا نازحا نحو المدينة باحثا عن ابواب المستقبل وتحقيق الذات واكتشاف الحياة . راقبت سلوكه عن بعد رجل خمسيني يدخل المقهى باناقة لافتة وربطة عنق دائمة واوراق وملفات اخبرتني اني امام باحث او كاتب او مثقف كبير وبعد اسابيع قررت ان اقدم له نفسي واتعرف اليه . وقد شجعني على ذلك بسمته الخفيفة مرتسمة على محياه ونظارته التي لا يخفي تحتها سوى عينين طيبتين ونظرة فاحصة ووجها موحيا بالدفئ والثقة . ومنذ صافحته لاول مرة وجلسنا نتبادل اطراف الحديث اصبحنا صديقين لاكتشف انني امام رجل شديد الثقافة والتواضع صاحب تجربة في لبنان وعاش جزءا من حياته في الخارح . وشاهد امين وظقيق على احداث وحقبات مفصلية من تاريخنا العربي واللبناني . وطني غير متحزب ولكنه كتب ووثق تاريخ الاحزاب في لبنان . متحرر دون تغريب ودون انسلاخ عن بيئته الثقافية والمعرفية الاولى وملتزم بقضايا الانسان يساري دون قوالب جاهزة ومواقف مسبقة واسقاطات بعيدة عن واقعنا وحقيقة بلادنا ومجتمعنا .. منحاز الى فلسطين والمقاومة وهما عنده معادل موضوعي للتحرر والانعتاق الحقيقين
عندما قمت بمراجعة سياسية لتجربتي حوال12عاما او ما اسميه بين اصدقائي بخركتي التصحيحية فقدت كثيرا من الاصدقاء المثقفين تحديدا الذين كانت تجمعني معهم صداقات يومية وحياتية واجتماعية وسياسية .كثيرون منهم ناصبوني العداء كما ناصبوا هذه التجربة العداء دون مبرر سوى انني تغيرت ونضجت وفهمت اخطائي وصححتها . الا انني بعد فترة وجيزة وكل مدة من الزمن تلقيت واتلقى من الاستاذ نهاد اكثر من اشارة تنم عن الرضا عما قمت به وهذا من الامور التي تركت اكيب الاثر واعطتني دفعا معنويا كبيرا واكدت لي انني في الطريق القويم
اذكر هءه التجربة مع الاستاذ نهاد لاعطي مثالا على المواقف النبيلة والخصال الاصيلة التي يتمتع بها هذا الرجل والتي دون شك تعكس نفسها في نصه وكتابته وابحاثه وتوثيقاته حيث يقول السيد المسيح من ثمارهم تعرفونهم . وقد عرفنا اي اخ وصديق ومعلم هو الاستاذ نهاد حشيشو
اما قصة اقامته اليوم في صور فهي في السياق ذاته ضربة معلم ذواقه في المدن والناس والبحار والشواطئ والرمال …وتجسيده لما تعنيه هذه المدينة العظيمة من ارث عظيم لا يزهد فيه عشاق المجد النبلاء وانت استاذ نهاد في مقدمتهم …والسلام

زر الذهاب إلى الأعلى