بأقلامنا

المسؤولية واهميتها بقلم فاطمة احمد الحايك

بسم الله الرحمن الرحيم

يغيب عن الناس في تفاصيل حياتهم اليومية مفهوم رئيس وركن ركين في شخصية الفرد والشخصية العامة للمجتمع، وهو ما يخلق
الطابع العام في المرافق العامة والخاصة والتعامل فيما بين أفراد المجتمع، أَلَا وهو المسؤولية، حيث أن هذا المفهوم عند إطلاقِه ينصرف الذهن إلى تولي المنصب والرتبة والدرجة في السلّم الوظيفي، وهذا تصور ضيّقٌ ومحدود، بل إنها الواجبات والالتزامات التي يتحملها الفرد تجاه نفسه وتجاه المجتمع والعالم من حوله، والمقدرة على التعامل مع نتائج أفعاله وقراراته والقدرة على تبرير ما يقوم به بحيث تكون أفعال وقرارات صادرة عن منطق سليم.
نلاحظ في هذا التعريف ثلاث جوانب يتعيّن على الفرد العمل بها سواء كانت مسؤولية عامة في العمل، أو في حياته الخاصة مع نفسه، أو في الحياة الاجتماعية مع مَن حولَه، الأول: التفكير النقدي والوعي بالتأثير الذي يمكن أن تحدثه أفعاله على الآخرين والبيئة المحيطة به. الثاني: اتخاذ القرارات المناسبة واتخاذ الإجراءات الملائمة لتحقيق النتائج المرجوة. الثالث: القدرة على التحمل وقبول المساءلة عن أفعاله وتحمل العواقب الناتجة عنها.
يتضح ما للمسؤولية من دَورٍ رئيسٍ في تكوين الشخصية لدى الأفراد والمؤسسات، من ناحية الوفاء بالوعود وأداء المهام المكلف بها، فمن جهة الجانب الاجتماعي تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع، فعندما يتحمل الأفراد والمؤسسات المسؤولية، يصبح بإمكانهم تحديد المشكلات والعمل على حلها وتحقيق التحسينات، إنها القوة التي تدفعنا للعمل بنشاط وتكوين تميُّز حقيقي في العالم من حولنا، وتخلق المبادرة في حل المشكلات ومساعدة الآخرين وتحسين الظروف المحيطة.
وبالنسبة للجانب الشخصي لدى الفرد: تقدم المسؤولية دورها في تنمية النمو الشخصي والتطور، فعندما يتحمل الإنسان مسؤولية، يتعين عليه أن يكون منظمًا وملتزمًا ومتفانيًا في عمله، وهذا يشجع على تطوير المهارات والقدرات وتعزيز التجربة الشخصية، وهذا سيؤدي إلى أثر إيجابي على الشخص من ناحية زيادة الثقة بالنفس والشعور بالاستقلالية والقدرة على المواجهة والتوقف عن الخوف من الفشل أو الانتقاد وعدم تقبل الآخرين له وما يحكمون عليه.
ومن جهة الحياة المهنية، تساهم المسؤولية في بناء الثقة والاحترام بين الأفراد والمجتمعات، لأنها إثبات القدرة على التعامل بشكل مسؤول وموثوق، وتتحقق هذه النتائج من خلال العمل وتنفيذ المهام، لأن التقصير سيؤدي إلى التهاون بالشخص ويعطي صورة ضعيفة عن المسؤول، كذلك الصمود أمام تبِعات الأفعال لو تبيّن مجانبتها للصواب والشجاعة في الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، مما يزيد في الاحترام من قِبل الآخرين ولا ينقص من قدر المسؤول، مما يعزز الثقة التي يوليها الآخرون ويؤدي إلى بناء علاقات صحية ودائمة.

ومن خلال تجربتي الشخصية مع المسؤولية إنها ليست بالسهولة أن تكون مسؤولًا ينبغي عليك ما هو الشيء الذي أوكل إليك كي تكون مسؤولًا ومحترما في موقعك. لا تتوقع أن تكون محترما اذا تحدثت عن نفسك بأنك مسؤول بل اجعل الآخرون يتحدثون عن انجازاتك ، سمعتك ومن ثم مسؤوليتك. فإذا رأيت الناس يلبون دعوتك ويتسابقون في الحديث عنك بأنك إيجابي صادق ومتمرس في مهنتك فأنت مسؤول وقابل في التدرج في المسؤولية لنيلك الدرجات العليا وحصولك على التكريمات التي تشير إلى صلاحيتك وتفهمك بأن المسؤولية ليست سهلة مع تحيات اختكم سكرتيرة نور الامل للمكفوفين الفلسطينيين في لبنان فاطمة الحايك

في ١٣ كانون الأول ٢٠٢٣

زر الذهاب إلى الأعلى