بأقلامنا

نص كلمة الدكتور محمود ابو خليل خلال تكريم اللجنة المشرفه على جناح ” فلسطين ” في معرض الكتاب العربي التاسع في صور

هلا صورَ

صورَ وغزةَ ، يا جناحينِ لا ينكسرانِ فإنّ ما بينهما مساحةُ عشقٍ للشهادةِ ، صخورٌ وتلالٌ وجبالٌ لا تشبهُ إلا المقاومينَ ، تراهمْ نسورا حينَ يشتدُ الصراعُ معَ الثعالبِ والذئابِ وشذاذِ الآفاقِ . نستظلُ هنا علمَ فلسطينَ في هذا الجناحِ وفي حضرةِ الإعلامِ ، إنها فلسطينُ يا سادةُ: أغنيةُ المسارحِ ومفتاحُ الجوارحِ… عبءٌ هيَ على الخونةِ والتافهينَ، لذا نرى الإعلامَ اليومَ منْ دونِ عاصمةٍ ، ومتى اقتنعنا فعلياً أن تكونَ بيروتُ عاصمةَ الإعلامِ العربيِ فعلى إعلامييها الأحرارِ، كما أنتمْ ، أنْ يَعصِموا بالكلمةِ والموقفِ الواضحِ هذا الإعلامَ منْ أنْ ينزلقَ بعضُهُ أوْ أغلبهُ إلى خانةِ البغاءِ الإعلاميِ . ماذا تعصِمُ بيروتُ اليومَ وفيها إعلامٌ لا يستحي منْ تسميةِ الشهداءِ قتلى ؟ عاصمةُ الإعلامِ العربيِ هيَ التي تحمي إعلامَها منْ سيطرةِ سيدِ المعلفِ-النيرِ . الإعلامُ المعياريُّ إمّا أنْ يكونَ حراً يرفعُ رايةَ الحقِ خفاقةً وإما هو سلاحٌ بيدِ الإِمَّعاتِ الإعلاميةِ والطبولِ الفارغةِ التي لا تجيدُ التهجئةَ ولا القراءةَ لا في كتاب اللغة ولا في قاموس الكرامة ، فكيفَ بفكِّ طلاسمِ خطابٍ مصيريْ. نعمْ إخوتي، مِن منائر الإعلام الذي يكشف المشهد الوطني ليصنع به الرأيَ العام ، نحن جميعاً مَدعُوُّونَ إلى أنْ نخوضَ معركةَ الكتابِ ، معركةً يقودُها أهلُ الفكرِ الرؤيوي وتكونُ بواكيرُ ضحاياها الجهلَ والتخلفَ . أقفُ هنا بمعيتكمْ مُكَرماً للجنةِ المشرفةِ على جناحِ فلسطينَ فكيفَ أجرؤُ وفلسطينُ اليومَ يكرمُنا فِعلُ الولادةِ فيها ، ويطمسُ عقوداً طويلةً منَ الذلِ والهوانِ ، والكذبِ والرياءْ ، فتتسعُ الصحراء منْ غيرِ صدى، وقوافلُ الشهداءِ على طولِ المدى ، ففوقَ الأرضِ أحجارٌ تَهوي ولكنْ تحتَها نيرانٌ تغلي، تتفجرُ، براكينُ تصرعُ كلَّ غازٍ وتشقُ الطريق أمامَ أبناءِ الحياةِ ، وطائرُ الفينيقِ ينتفضُ منْ تحتِ الرمادِ ، وطريقُ التحريرِ شاقةٌ لا تعَبّدُها إلا الدماءُ الطَّهور، دماءُ أبناءِ الأرضِ لا مزايداتُ تجارِ السياسة . أعرفُ أنَ الدمعَ قدْ جفَ في مآقينا، وهولَ المجازرِ قدْ أدمى أفئدتَنا. أما أبناءُ الأفاعي وقتَلةُ الأنبياءِ فلنْ يكونَ لهمْ مستقرٌ بيننا . لقدْ دنَتِ الساعةِ التي ستُنسفُ فيها أساطيرُ يشوعَ بْنِ نونْ، وشعبُ الجبارينَ باتحادِ كلِ ضفافهِ سيزيلُ لائحةَ الفجورِ والإرهابِ والدولِ المارقةِ المتسترةِ بأحرفٍ عربيةٍ وهميةٍ عنوانُها الحقيقيُّ هو البيتُ الأسودُ الأميركي الذي أسقطه حزبُنا باستشرافٍ مبكر، منذُ عشرينياتِ القرنِ المنصرمِ، منْ عالمِ الإنسانيةِ الأدبيْ . وما زال يُوغلُ في السقوط الذي لا قعرَ له. أما قضيتُنا المُحِقةُ المُكَللةُ باسْم فلسطين فستُزهرُ من رُكامِ غزةَ بساتينَ ليمونٍ ومُروجَ زعترٍ وسنابلَ من القمح المبارك. وستبزُغُ من تربةِ شهدائِها وملحمةِ بطولاتِها بشائرُ النصرِ الذي لا مفرَّ منه

زر الذهاب إلى الأعلى