بأقلامنا

مضافة الإمام الحسين…فعلتها بلدة الشرقية فتميزت بقلم //جهاد أيوب

مجرد زيارة، تقرر أن تكون سريعة فتجد نفسك كلك قد اصبحت في عمق الخدمة، اصبحت شريكاً في خدمة كل زائر من زوار مضيف بقية الله – الشرقية، وكأنك في مرقد الإمام الحسين بالعراق، يستقبلونك بكل أدب ومحبة، الضيافة في كل مكان، كل زاوية مدروسة ومنظمة، والجميع هو مندفع بحب بعشق باقتدار روح الإمام المظلوم، إمام الثوار، وقائد تحرر النفس الإمام الحسين.
الناس من كل المناطق المجاورة، هنا اجتمعت اممنا كي تقدم تحية للإمام ولأهل بيت النبوة، كيف تواجدوا في زحمة الشوب، ما هذا السر في عشق الروح الحسينية دون أن تعرفها؟!
ما هذا الوقار الذي يغلف حركة الجميع في حضرة الغائب المتواجد حيث لم تغب شمسه يوماً؟!
ما هذا السحر الذي يدفعك إلى خدمة أناسك ومن لا تعرفهم عن روح شهداء القضية التي أعادت وهج الإسلام منذ كربلاء إلى اليوم؟!
ما زرعه الحسين في عمق روح أطفال يشاركون بما لديهم من أجل خدمة الزوار، ويبكون، ويبتسمون كلما رفع الصوت بإسم إمام الحق ؟!
نساء يأتون ومعهم هدايا لتكون مشاركتهن في خدمة السيرة الكربلائية، في خدمة أرواح الشهداء، في خدمة راية كلما خدمناها نجد النصر حليفنا رغم تكالب الشياطين في السياسة والاقتصاد والدواء والتربية على الراية وأهلها وبيئتها…من أين لكم هذا الصبر يا كل الكل؟!
مسيرات الشباب والنساء والرجال والاطفال لا تعرف الأفول كما حبنا للحسين، ولا يحتاجون البوح فعملهم فعلتهم تتحدث عن الحدث العزاء التشريف.
#الشباب والبداية
الشباب نشاط وحيوية وخدمة محبة لعقيدة فيها حب الحياة رغم تذكر من استشهد من أجل حياة كريمة، وجعل الموقف قضية، والقضية موقف حق.
منذ ثلاث سنوات بدأ هذا المضيف ” بقية الله- الشرقية” من خلال كباية شاي تبرع بها شباب الشرقية وبعض القرى المجاورة خاصة قرية النميرية، وتوسع أكثر من شاي وقهوة وخبز مرقوق وما تيسر من الناس، وما يصنعونه في منازلهم…
هذا العام دُرست أكثر، توسع المكان الذي يستقطب الاف المحبين، ووصلت المناقيش في ليلة واحدة إلى أكثر من 4 آلاف منقوشة.
مناقيش زعتر وكشك ولحم بعجين وجبنة، كلها توزع لكل من يطلبها دون منة، ومع ابتسامة.
العصائر البارده ستة انواع، المشربات الساخنة 4 انواع، أما الطبخ فكل يوم أكثر من طبخة توزع على المارة، وما يتبقى إلى منازل الفقراء..
هنا في “مضيف الشرقية” مشهد يفرح ويبشر بأن تربية الأطفال يعني أن تعطي الراية للمستقبل، هنا العمل على جيل أطفال الشباب كي يكونوا شركاء بالحدث، يزرعون فيهم خدمة غيرهم في سبيل إضاءة الروح من عمق شهداء كربلاء.
هنا الأطفال الشباب لهم دورهم في الرأي ليعرفوا أن يكونوا هو الرأي، شركاء في الضيافة في الفكرة، والأهم تعليمهم النظافة، تدريبهم على تنظيف المكان…إن لمشاركة الأطفال والشباب غاية ذهبية أثار ثمارها تتفتح مع الأيام، وكيف لا تبقى سيرة الحسين وأجيال تسلم الراية إلى أجيال..
من كل الأعمار في المجلس الحسيني، الحضور من صيدا وبنت جبيل وصور وغالبية القرى المجاورة لقرية الشرقية، ترتيب واضح، تنظيم لافت ومشبع بالعطاء المندفع آلى الأجر لمجموعة شباب قرروا أن يخدموا الحسين وزواره…
في صبيحة اليوم الثاني ذهبت إلى ذات المكان لأجد النظافة للمكان سيدة المكان.. فعلاً فازت الشرقية، ومضافة الإمام الحسين- بقية الله…فعلتها بلدة الشرقية فتميزت.

زر الذهاب إلى الأعلى