بأقلامنا

ماذا بعد الهدنة ؟ بقلم الدكتور حازم الخليل

يبدو جلياً أن كل الأطراف لا تريد أن تنتهي الهدنة ، والجميع يسعى لاستمرارها تمديداً أو تجديداً ، وإن من دون عنوان ، فالمطلوب بعض الوقت لإعادة خلط الأوراق أو لتوزيعها ، فجميع الأطراف تتوجس من ما يمكن أن يحصل بعد الهدنة .
فإسرائيل سقطت في غزة وخسرت كل معاركها حتى الآن
وأهمها معركة الرأي العام العالمي واستطيع أن أقول المحلي فالإسرائيليين أنفسهم لم يعودوا يصدقوا أكذوبة الدفاع عن النفس ،
وشعوب العالم إجتمعت على ادانة الجرائم التي إرتكبتها إسرائيل عن سابق تصور وتصميم ، فالأكيد بما لا يقبل الشك أن نظرة العالم إلى القضية الفلسطينية قد تغيرت ما بين طوفان الأقصى والهدنة .
وحماس ربحت في فلسطين وهي منتصرة في غزة حتى هذه اللحظة ، واستمرار الهدنة يعزز انتصارها العسكري ويثبت موقعها الريادي محلياً ودوليًا ، وهي وإن تكن لا تخاف من العودة الى القتال إلا أنها تسعى للحفاظ على ناسها وأهلها في غزة وهي تعرف وتدرك خطورة اللحظة .
وأمريكا تريد أن تعطي فرصة لدبلوماسيتها لتحقيق أي تقدم ممكن ومقبول في مسار السلام ، بعد أن خسرت دورها كوسيط ودخلت طرفاً في النزاع وهي تحاول إعادة إحياء دورها الذي خسرته علماً أنها كانت قد فرضت نفسها شريكاً وحيداً و وصياً على عملية السلام على مدى الاربعين سنة الماضية ، و لكنها خسرت دورها كوسيط وراعي للسلام لتكون شريكاً و مُمَوّلاً للحرب
وهي تتحضر لما بعد الهدنة وكيف يمكن لها أن تحقق أهدافها بأقل كلفة ، دون أن يعني ذلك التراجع عن المشروع المرسوم للمنطقة .
وإيران التي لا تريد التصعيد ولا تخفي رغبتها بذلك ، عبرت وفي أكثر من مناسبة أنها تدعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه ، وهي لا تريد أن تكون طرفاً مشاركاً بشكل مباشر في الحرب ، وهي تترقب بكثير من الاحتساب والتحسب لمرحلة ما بعد الهدنة ، وهي تدرك تماماً أنها مستهدفة بشكلٍ مباشر من أكثر من طرف ولاعب إقليمي و دولي

زر الذهاب إلى الأعلى