بأقلامنا

بين زلزالين بقلم الإعلامية السورية • رشا النقري

بين زلزالين
وسط عتمة أردتها عام ٢٠١١ بقصد النوم وأنا التي لا أنام إلا بالعتمة رن الهاتف الأرضي ومع الكلمات عبره شعرت أن الأرض تزلزلت تحت قدمي
الخبر أن أخي في يد المجموعات الإرهابية مشاعر لا يمكن وصفها خوف تارة” مما قد يحدث وإطمئنان من إحتمالات عودته وحتى أل بي الأمر أن أنام كل الوقت الذي إستغرق سنتين أو أكثر حتى علمت أنه شهيد منذ اليوم الثاني لإختطافه لم يكن بإستطاعتي البكاء فالدموع جفت من حرقة الإنتظار فخالي الأكبر مني بسنتين أيضا” تم خطفه وهو في طريقه لنقل عتاد وهو المتطوع في الجيش العربي السوري
خلال نومي العميق الحزين كنت أستيقظ وأشاهد التلفاز عندما كان هناك كهرباء مرة إستيقظت على صوت هز وسادتي
كان تفجير حي القزاز بدمشق عام ٢٠١٢ حينها علمت وعرفت كيف يموت الإنسان وهو نائم وعلمت أنه يمكن لنا أن نرحل وكل ما حولنا ركام ولأن الحياة تستمر وهذا ما قاله لي مشهد عرس رأيته عندما فتحت نافذتي تستمر بنا أو دوننا عدت من النوم الطويل للحياة بالعمل والحب وكل شيء إلى أن كانت الكورونا وأعادتني حيث الحزن الأول بالفقد والخوف وأيضا” خرجنا منها لكن مع ضغوط إقتصادية تحت وطأة قانون قيصر ومعه متنا على دفعات من ضياع كل شيء من فقدان وغلاء كل شيء وكأن الواقع يقول لا مستقبل وكم يبدو الأمر صعبا” بلا مستقبل فالماضي عبىء والحاضر ضياع بلا مستقبل
لا يمكن لمواطن أن عانى من حرب الميدان والإقتصاد أن يكون حيا” فالأمر وصل لعقد من الزمن وأكثر ومع هذه الضغوط عرفنا كيف يموت الإنسان على دفعات وصل بنا حد العزلة والقناعة أن الفرح كذبة لا تصدق بأوطاننا وأن الموت أجمل من كل شيء حولنا وبظل كل هذه المشاعر ضربنا الزلزال في السادس من شباط من هذا العام عام ٢٠٢٣ نحن أموات بالفعل داخل منازلنا لكن الركام تعليل حقيقي لحالتنا التي بدأت أشعر أنها تخرج من الثبات فرغم كل شيء تحرك شعور الناس نحو الخير ونحونا وما زلزال شباط سوى ذاكرة حية لدموع زرفها السوري على دفعات ينتظر أن يمسحها إلى الأبد….
• رشا النقري اعلامية من طرطوس

زر الذهاب إلى الأعلى