بأقلامنا

طلال سلمان …وطن من لا صوت له قد رحل بقلم//جهاد أيوب

 

طلال سلمان ابن البيئة المعذبة التي بحثت عن ذاتها فكان هو كل البيئة، وهو الصوت المراد منه أن يختفي، ويبقى في سجلات النفوس للعدد، لكنه رفض ذلك!
تنقّل في عالم الصحافة من الصفر، جمع أوراق انتفاضته في مرحلة صعبة أن تكون متواجداً أو منافساً، وزرع ” السفير” في مرحلة حرجة من وطن يتمزق من الكيدية وتناحر الابناء، ومن إعلام كان بغالبيته يعيش في مكان مغاير لطلعات وأهداف وطموحات ومظلومية طلال سلمان وجيله والاجيال التي سبقته وما تلاه!
حينما أطلّت جريدة السفير ” صوت الذين لا صوت لهم” أينعت الزهور، ورُسمت بيارقها من زنود سمراء تؤمن بالعروبة من مصر إلى كل مكان، وتألّق طلال الطموح، والقلق، والمشتاق إلى إحداث نقلة مغايرة في إعلام مع كل ما يملكه من حرية مقنّنة إلى إعلام للجميع، وتحديداً للمقاومين في العيش وفي العروبة وفي نضال ضد الصهاينة!
نجح طلال سلمان في مشواره الشائك، وقد نختلف معه في كثير من القضايا، ولكننا نتوافق معه في المصير والقضية والصوت!
زرع طلال سلمان فينا الأمل، وحب النضال، والجدال، وثقافة الرأي والفن النظيف، ولم يبخل على أبناء جيلنا بمساحة تفرضنا في زحمة البحث عن وجود في غياب الوطن والدولة والحضن المساند!
مكتبه ينتظرنا دائماً، كان يستمع بشغف، ربما لا يأخذ بما نشرح نقترح نقول، لكنه لا يلغيك، ولا يجرحك…كان يحب أن ينفذ ما يجده صائباً، وهذا من حقه!
طلال سلمان ابن بيئة متصالحة مع العذاب ومع التعب والطموح من أجل أن تتوافق مع الشمس قرر أن يرحل عن الوطن الصغير دون أنيحدث التصالح، وعن الوطن الكبير دون أن يلاقيه، فكانت الغصّة التي لا تعرف الأفول!
تتفق مع طلال سلمان أو لا تتفق، لكنه من مداميك الإعلام المنافس في مرحلة حساسة ودقيقة ومطلوبة كي نستطيع أن نترك بصمتنا، وطلال كان البصمة وسيد الامكنة التي زاح عنها ستائر الظلم بسبب دولة جائزة وأنظمة حاقدة وسياسات تبيع ولا تعرف الشراء، وشباب يحلم بوطن وبوصول القضية الحق إلى بر الأمان!
طلال سلمان إبن الشمس في إعلام كان ولا يزال رغم السّم المدسوس سيبقى هو الشمس…رحيله يعني إضاءة لمرحلة يجب دراستها والوقوف عندها والتعلم منها حتى يتم الغاء قلة الأدب وعدم الوطنية الواقعة في غالبية إعلامنا هذه الإيام، لذلك طلال سلمان صوت الجميع، وحكاية التعب حينما يقرر الوصول…

#جهاد_أيوب

#طلال_سلمان

#جريدة_السفير

زر الذهاب إلى الأعلى