بأقلامنا

تأثيرات ” طوفان الأقصى” في الوعي السني…أزمة صناعة القائد! 2من2 بقلم//جهاد أيوب

 

وتلك العلة شكلت ضرراً كبيراً في وعي الجماعة، والجماعة نفرت من شيوخها المعتدلين، وابعدوهم عن الإمامة والصورة، والأخطر غيبت فكرة القائد الملهم، وسهلت مع أميركا صناعة القائد السني المتطرف، وغير المؤثر في الأمة لكنه منتشراً إعلامياً رغم إنه لا يراكم لهم الانتصارات كما حال الشيعة، لا بل هذه النوعية من زعاماتهم-قياداتهم الإعلامية راكمت انكسارات وانتكاسات وعدم انفراجات اجتماعية رغم كذبة السلام مع الكيان الصهيوني النازي المؤقت، والكل يشاهد نسبة الفقر وعدم الاستقرار الاقتصادي عند الدول المطبعة!
الآن يعاني الغرب حينما يقرأنا من أزمة فكرية اجتماعية قاسية وحادة، أزمته تكمن بأنه لا يجد في العالم العربي والغربي والإسلامي إنتاج إعلامي وثقافي ” بسيكيلوك نفسي” مثل السيد حسن نصرالله!
في ظهوره أو صمته اربكهم وشكل لهم حرباً نفسية مقلقة كما قلق المعركة، وأهل العلم الاجتماعي يعلمون أن القائد لا يُصنع، بل يولد بنعمة القيادة التي تتبلور وحينها علينا إدراك ظهورها…وهذا لم تتمكن منه أميركا في صناعة القائد عند الجماعة حالياً، وهي بعد “طوفان الأقصى” منزعجة من ولادة ربيع عربي إسلامي غير أميركي بطله سيكون “قائد سني من الجماعة” وخارج لعبتها!
ولا خلاف، أن التاريخ فيه العدد الكبير من قيادات الجماعة سابقاً، وللتوضيح نشير إلى إن العقل الجمعي السني منذ موت صلاح الدين الأيوبي عام 1194 في دمشق يبحث عن بطل!
وقد مر العقل الجمعي السني المعاصر بصناعة الأبطال من خلال ثلاث مراحل دون أن يستكملها، أولها القائد جمال عبد الناصر، ولكن النكسة وتأمر حكام بعض العرب عليه اسقط وعيهم، وادخلهم الهزيمة!
ثانياً بطل القادسية صدام حسين، وبسبب عناده الالغائي، وديكتاتوريته الدامية لم يصنع لهم الإنتصارات!
وثالثاً أسامة بن لادن وحركته في جهاده، وتعاطف معه العلماني السني وأيده في داخله، وبموته التراجيدي سقطت الامثولة القيادية في عقل الجمعي السني، وأخذ لا شعورياً بمراقبة العقل الجمعي الشيعي ومقارنتها بما عنده من القادة!
حاول أردوغان استغلال هذا الفراغ، لكن ورقته مكشوفة كلياً، وعلاقته مع الكيان الصهيوني أمتن مما يتصوره عقل، وللإشارة تجارة تركيا الأضخم تقوم عبر إسرائيل إلى الدول العربية والعالم!
في العقل الجمعي الشيعي الذي خرج من القهر التاريخي الممتد عبر قرون، خرج بثقة، وأخرج تراكمات لإنتصارات واضحة منذ ظهور ثورة الإمام الخميني، وحركة موسى الصدر، وقيادة السيد علي خامنئي، وصولاً إلى قيادة السيد حسن نصر الله والمقاومة المتمثلة بحزب الله …وهذا زاد من أزمة العقل الجمعي السني حتى أخذ يشكك في عقيدته لكثرة هزائمه، وفقدانه لفلسطين التي يعتبرها بالروح له وقياداته الدنياوية غيبتها عن الجهاد، بينما القيادة الشيعية أصبحت تحميها بالروح وبالاقتصاد وبالسلاح إلى أن جاء يوم 7 أكتوبر…
هنا…اختلفت المفاهيم في فكر الجمعي الشبابي السني، وقلب الصورة التي جعلت منه هرماً ومهزوماً، ووجد أمامه انجازاً اسلامياً مشتركاً بين السنة والشيعة بامتياز، فيه الروح السنية المنتظرة من خلال مجموعة قادة من دون أسماء، أصيب بانتعاش الوعي، وادرك أن المقاومة تقدم القائد من الوعي بينما أميركا تقدم الزعيم السني إلى السلطة من خارج الوعي الجماعي، لذلك استوعب القتل المنتشر من حوله في غزة، ولم يخافه داخل ادراكه، بينما أميركا النظام الشيطاني انتبهت إلى وعي الجماعة في صناعة القائد من المقاومة في الميدان، أي بدأت نهضة السنة تتأسس من فلسطين وبفكرة “شهداء على طريق فلسطين” اليوم، وبما إن أميركا لا تريد ذلك حركت الأنظمة العربية الوظائفية لإدخال حركة النظام في كي الوعي، وطلبت من إسرائيل وبمشاركة بعض دول التطبيع بضرب الشعب الفلسطيني في غزة بالعمق وبإجرام، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير الحجر، وحرق الشجر والانتقام الأهوج من أجل إخافة العقل الجمعي السني، وأن لا يطالب هذا العقل بالجهاد، وأن لا يؤمن بتحرير فلسطين بعد الآن، وليعود عبداً إلى السلطة، وأن لا يفكر بوحدة صفه والمسلمين والعرب…
ما نسته أميركا بأن حرب ” طوفان الأقصى” هي حربنا مع أميركا مباشرة، ما نسته أن حربنا معها تفيدنا، وأن كرامة الشعوب تتطلب الحروب، وإن أردنا تحرير البلاد فلا يجوز أن نعد الشهداء، و20 سنة على الفتنة السنية الشيعية لم تحقق نجاحاً لمشروعها، والشارع السني الذي يتظاهر اليوم يهتف بإسم السيد حسن نصر الله، ويعتبرونه القائد الحقيقي على مسامع السلطة وحكامه وسفراء الغرب وأميركا وبقايا إسرائيل…

زر الذهاب إلى الأعلى