بأقلامنا

يوم القدس العالمي بقلم السيد هاشم فضل الله

القدس عربية وستبقى عربية برغم انف الطواغيت وستعود الى أحضان العروبة ولو بعد حين وقدسنا تعني الكثير فهي المكان المقدس لما لها من تاريخ طويل مع الانبياء والرسل والوحي الالهي ومباركتها من الرب العلي فلها في ذاكرة كا انسان عربي تقديس واحترام فاذا كان طاغية روما نيرون قد احرق روما وجلس في برجه يتفرح على المشهد المؤلم وهو يلتذ برؤيا النار تلتهم الاجساد والمنازل وكل شيء فان زعماء العالم اليوم المحابون للصهيونية هم شكاء العدوان والظلم وكما انتهى نيرون الى مزابل التاريخ هكذا مصير الطغاة والظالمين عندما تسلم نيرون الحكم بانت عدوانيته وبدا عليه الطيش واشتد الصراع بينه وبين والدته المسيطرة على نفوذ الحكم هناك ، حتى أصبح يصعب السيطرة عليه ، وانصرف إلى ليالي العربدةِ والمجون ، ليزيد من انحطاطه شيئاً فشيئا ، يعتبر نيرون طاغية روما الشهيرعرف عنه الوحشية والإجرام في التعامل مع أخصامه ومن أعماله الغريبة العجيبة حرق روما ومن ثم الجلوس في برج عاجي عال عن المدينة والتمتع بمنظر الحريق الملتهب الكبير الذي التهم روما واباد معظم السكان فيها والذي بقي بضعة أيام يأكل الأخضر واليابس في منظر مروّع وكان يجلس ويتفرج ويتمتع بالمناظر الشنيعة ذات القسوة والشدة ، حيث النيران تشتعل في المنازل والبيوت وتحصد أرواح الناس وهذه الجريمة هي الاعنف على الاطلاق فقد صوّر له خياله بأن يقوم بإعادة بناء المدينة عن طريق حرقها أولاً ، فقام بإشعال النيران أولاً بقاعدة السيرك الخشبية ، لتنتشر ألسنة اللهب بعدها بسرعة في أنحاء روما ، واستمرت لمدة أسبوع ، لتترك عشرة أحياءٍ متفحمة من أصل أربعة عشر حياً هي عدد أحياء المدينة ، والتهمت تلك النيران الآلاف من الضحايا ، وكان نيرون بجبروته يترقب المشهد اثناء جلوسه مستمتعاً بما يرى على برجٍ مرتفع بينما تتعالى صرخات الضحايا من جراء النيران التي كانت تلتهم أجسادهم دون رحمة، هذه هي شخصية نيرون الظالم الغاشم نتكلم عن هذه الشخصية لنذّكر ونقول بأن التاريخ يظهر بعض الشخصيات العدوانية الوحشية التي تتعدّى على بني البشرفتتسلّط عليهم بما أوتيت من سلطة لتوقع بهم أنواع الذلّ والإنتقام والتعذيب وذلك حبّا بإشباع غريزتهم المتوحشة ، واليوم عندما يجلس رئيس الولايات المتحدة الامريكية على كرسي الحكم وينظر من برجه العالي فيرى أن يقدّم القدس هدية للصهاينة المتعدين المحتلين للأرض على طبق من فضة أو من ذهب وكأن القدس منزلا أو عقارا يملكه ترامب فيقدمه هدية لمن يريد دون مراعاة أي مشاعر إنسانية أو أخلاقية للآخرين فما أشبه موقفه هذا بموقف نيرون وإن كان يقدمه بطريقة أخرى وأسلوب آخر فهو بذلك يمثّل دور نيرون وشخصيته العدوانية بل هو الصورة الشبيهة لهذا القائد الروماني الذي أحرق روما وجلس يتمتع بمنظر الإحتراق واليوم هذا العنجهي المتغطرس ترامب أيضا يشعل النار ويتفرّج من البعيد دون أن يرفّ له جفن أو دون أن يشعر بندامة على فعلته النكراءهذه هذه هي صفات هؤلاء القادة العدائيين والتي تمتليء نفوسهم بالكبرياء والعنجهية في نظرتهم الى الناس وهو نظر لا يراعي الإنصاف ولا العدالة ولا الرحمة ولا الإنسانية ولا الشعور بالمسؤولية الأخلاقية إتّجاه الآخرين ، ومع هذا نقول أن التاريخ ينصف هؤلاء الرجال فيجعلهم في مزابله حيث تلاحقهم اللعنات وينبذهم الدهر ويصبحون لعنة على السنة الناس بما إقترفوه من جرائم بينما الشرفاء والأخلاقيون والناس الأتقياء والأصفياء تبقى أسماؤهم لامعة في سماء المجد وذكرهم عطر تفوح منه رائحة زكية عطرة تبقى الى الأبد ومجدهم في الدنيا والآخرة عظيم، واللعنة الدائمة على الظالمين

زر الذهاب إلى الأعلى