بأقلامنا

عماد سعيد … قريب جداً من النبض الشعبي محمد عبد الحميد بيضون نائب صور و الجنوب

عماد سعيد … قريب جداً من النبض الشعبي

محمد عبد الحميد بيضون

نائب صور و الجنوب

عماد سعيد ” أبو بشار ” كما يحلو للجميع مناداته  قريب جداً من النبض الشعبي في مدينة صور أو قل بارومتر هذه المدينة التي يجوبها يومياً من أطرافها إلى أطرافها ليطمئن إلى أنها ما زالت كما عرفها و كما يريدها مزيجاً من نقاوة الروح الشعبية و من هدير الأصوات الملتزمة بالمقاومة كما اعلنها الإمام المغيب  سماحة السيد موسى الصدر ، مقاومة كل ما يتعرض لإنسانية اإنسان .

و في كتابه هذا يجمع ” أبو بشار ” مقالاته على مدى زمني هو زمن الحرب على العراق وزمن الديموقراطية القادة على الدبابات ، كجزء من الحرب على الإرهاب ، وبالأخص في زمن انتفاضة فلسطين و مواجهاتها البطولية الشجاعة لكل جرائم العقل الصهيوني وآلة الحرب والإرهاب المتجسدة في الكيان الصهيوني ، وفي هذه المقالات لا يخفي  الكاتب عماد سعيد مقاصده فهو أبن مدينة صور أب عن جد ، ويريد أن ينقل للجميع حدين المدينة كما يحلو على ألسنة أبنائها و كما يعتمر في قلوبهم الطيبة ولبتزامهم العميقة .

كنت أشكو أنا أبن صور أيضاً أن الكثير من ” الممارسات  السلطوية ” وانتشار ” العسكرة ” في الفكر و الممارسة قد حرم مدننا الرئيسية في الجنوب من صور نهضتها لبفكرية و الإجتماعية و السياسية ، أصبحت أقول أمام الجميع كيف تجدون لون هذه المدن ، هل أنجذبت هي أيضاً في لعبة الولاءات و المحسوبيات و تم احتواؤها أو أستيعابها كما تم أستيعاب الدولة في الميليشيا و ليس الميليشيا في الدولة ، وكنت أصر على أن المدينة في عمقها عصية الأستيعاب و الأحتواء وأنها بشيء من التمويه تطلق صرختها و تعمل على بناء نهضتها ، و هو ما أراه اليوم مجسداًفي مقالات عماد سعيد وأدبياته .

كم هي ممتعة هذه الرحلة من الإمام الصدر ألى المطران صادر مروراً بسماحة السيد علي الأمين وكل رجالات صور و جمعياتها و أنديتها و كل من أحب صور من خارج رجلاتها أو كل من أنتسب ألى وطنية صور أو الموقع الذي أرادته لنفسها ، و لا يتوقف عماد سعيد عند الصور البارزة في الموقع أو الإعلام بل يذهب إلى عمق الشارع و إلى أنفاس المدينة ليأخذ شخصياتها التي نسجت خيوطاً في روحها من المثقف إلى المحامي إلى رجل اليوميات العادية ينقل عنها نظرتها و عملها و تضحياتها ، يراقبها و يرافقها في عملها الدوؤب في صناعة الحياة وصناعة الإنسان و صناعة المقاومة .

مع هذا الكتاب في جديده نعيش تجربة عميقة ليس فقط من حيث أسلوب الكتابة واختيار المناسبة ، أنما من حيث الإقتراب من كل ما هو حقيقي و الإبتعاد عما هو اصطناع وتركيب .

لم يغرق الكاتب عماد سعيد في صحن التملق ولعبة الولاءات الشخصية التي تدمر مجتمعنا ، لم يتوقف عند المظاهر الخارجية للعبة النفوذ و تقاسم المواقع ، بل ذهب مباشرة إلى حيث تنمو الشخصية وتنبت الحرية على شكل إنسان يصنع المستقبل و لا تقلبهلعبة النفوذ التقليدية .

إننا نعيش معك يا  ” أبا بشار ” لحظات من الأمل أو قل صفحات من الأمل بأن هويتنا الوطنية المتشكلة دائماً و المجبولة بعرقنا و تعبنا لا يمكن استيعابها أو إلغاؤها : إنها حية تتجدد في شبابنا الذين نشجعهم على معرفة أنفسهم و الالتحاق بالغد الأفضل

محمد عبد الحميد بيضون

نائب صور و الجنوب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه تقديم لكتابي السابع ( زمن ليس مستعاراً ) الصادر عن دار الأرقم في أيار 2005

 

زر الذهاب إلى الأعلى