بأقلامنا

بيروت العطاء بقلم الشاعر الدكتور رجب شعلان

كالشمس تعطينا النهار
وتزيلي عتم ليلنا بضوء القمر
كما الغيم الرمادي يمنحنا المطر
يحيي الارض البوار فيفرشها عشب وزهر
ما ملكت شيئا لنفسها
عبر العصور
والدهور
منحت العالم الضياء والنور
مرفاك المدمر
كان عليهم ان يدمروه
ذهبت به يا بيروت الى كل الدنيا
وتركت بصماتك علما ونور
واعواد تحترق فينتشر البخور
منذ الازل اعطيت للدنيا القانون
ومنحتهم الجمال والفتون
كان غزاتك يدمرون ويحرقون
وكانوا يريدون قتلك
وتمر القرون وعقود السنون
وانت صامدة بوجه اعاصير المجون
كالسوس تغلغلوا في ابنائك ” المخلصين”
زرعوا فيهم الشر والجنون
كانوا لحبك معلنين
وفي خلواتهم كانوا يخططون
كيف ينفذون
ما نفعت حرب تقسيم ولا تحرير ولا الغاء
وما نفع عدوان غادر واستمريت في البقاء
بقيت مسلة حشبسوت تكتب تاريخ مجدها
على اضرحة شهدائها
حتى جن الجنون
وقف كبيرهم وبيده ورقة عليها اسهما
تشير اين سيلتهب الاتون
قال سنعيدها الى الوراء عدة قرون
وذات عصر
هاتفك بالموت
عصف صاروخ بلا صوت
وكان الاعصار المجنون
اعطيت يا بيروت ما استطعت
وقدمت من الدماء والارواح ما تحملت
ودمرت
لكنك يا بيروت عدت
توجهين من حملتهم في بطنك
وارضعتهم من ثديك
خائنون غير بررة ؛ ماكرون
وتواجهين من في الخارج
غادرون ؛ لئام ؛ مجرمون
وتبقين يا بيروت عصية كما كل تاريخك
يحتفل بنصرك المامون

زر الذهاب إلى الأعلى