بأقلامنا

دور المثقف العربي في الخروج من المازق الطائفي

بعيدا عن السياسة والسياسيين يتحمل المثقفون العرب مسؤولية كبيرة فيما ال اليه الراهن العربي من تدهور عام بل فيما يمكن ان نصفه بالانحدار نحو الهويات الجزئية الطائفية والاثنية والعشائرية على حساب الهوية الوطنية والقومية الجامعة .
نعلم ان من الاجحاف تحميل المثقفين العرب مسؤولية قضية بنيوية فيها من التعقيد والتركيب ما لا يسمح لنا بتبسيط المسالة على هذا النحو .
اذا كان تضارب المصالح السياسية يدفع بالسياسيين الى استغلال الوجدان الديني او النزعة العشائرية او المذهبية الكامنة لدى الجماهير العريضة من الناس وتوظيفها لحسابات ضيقة فان مسؤولية المثقفين العرب تكمن اما في الانسياق وراء لعبة الاستقطابات السياسية ليصبحوا اداة من ادواتها واما في صمتهم امام هذه الظاهرة التي باتت موازية في خطرها او ربما اكثر خطرا على المجتمعات العربية من اعدائها الخارجيين . وبهذا المعنى لا بد ان يقف المثقفون العرب من مفكرين وكتاب واصحاب راي امام مسؤولياتهم التاريخية من اجل الخروج من هذا النفق المظلم وبلورة رؤى جديدة للهوية الوطنية والقومية الجامعة التي لا تعني انغلاقا على الذات القومية بل انفتاحا على الحداثة الكونية مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصية الهوية المصالح الوطنية والقومية واعادة الاعتبار لمفهوم المواطنة والمساواة امام القانون دون تمييز بين الافراد .
لقد ان الاوان للاستفادة من تجارب الشعوب التي خاضت حروبا اهلية وصراعات مذهبية وكان المخرج بالنسبة لها هو (العلمانية) التي لا تعني باي حال من الاحوال فصل الدين ( وابعاده الروحية ) عن الحياة وانما استقلال المؤسسات الدينية واحترامها والسمو بها لابعادها عن حرتقات السياسة والمؤسسات السياسية …
بقلم علي حسين

زر الذهاب إلى الأعلى