بأقلامنا

غريبٌ أمر تعاطيكم مع مدينة صور و منطقة صور! بقلم : الناشط الحقوقي غازي بنجك.

هل تُعاقب مدينة و منطقة صور!
وأي ذنب إقترفوا!
لا تستغربوا ايها السادة ان تصعد صرخات الوجع ، وهذه أسباب إستغرابنا وإستنكارنا وصرختنا ، لما يحصل من معاملة ظالمة ومعاناة وإستخفاف بآلام وتجاهل لأبسط مطالب الأمور الحياتية لسكان مدينة صور و منطقتها.
– وكأنه حُكِم على هذه المنطقة بالاستباحة الكاملة دون ان يكون لها من يدفع عن اهاليها الذين قدموا الدماء على مذبح الوطن شرور عصابات الفاسدين والمحتكرين والمتاجرين بدماء الناس.
– فلقد بات واضحاً وجلياً ان اسوأ منطقة في لبنان لناحية الاحتكار وسيطرة العصابات التي تتاجر بقوت الناس هي منطقة صور التي كلما شهد لبنان ازمة ظهرت فيها فوراً و على اشدها.
– وأسبابنا للتذمر والإستنكار هي برسم كل عاقل ومسؤول بعيداً عن أي غائية وإستفزاز، بل هي شكوى بالمظلومية التي نعانيها ونشعر بأننا وحيدون ومتروكون لأقدارنا.
١- إن مدينة صور و منطقتها هي أكثر منطقة إنعكست و تنعكس فيها ألأزمات الخانقة والمتعاقبة وفي اسوأ صورها.
٢ – ولعل ابرزها ازمة المحروقات الاخيرة ومن تجلياتها ان لاحظتم طوابير الذل على محطات البنزين في مدينة صور و منطقتها.
٣ – هل لاحظتم طوابير الذل والتضارب والصدامات على ابواب الأفران.
٤- – هل لاحظتم ايضاً طوابير الذل والتزاحم أمام ملاحم القصابين!
٥- هل لاحظتم عدم وصول اللحم المدعوم ، في حين أنه متوافر وبدون اي تزاحم في مدينة صيدا؟ وكيف ان قصاباً في منطقة صور قام بإحراق ملحمته أمس.
٧- هل تعلمون ان مدينة صور تصبح بعد الظهر أشبه بمدينة أشباح تتعايش فيها عصابات بدأت تتناحر وتنمو كالطفيليات، ولا يخلوا اسبوع من المشاكل وإطلاق النار وسقوط جرحى وترويع سكان المدينة الآمنين.
٨- وأن من يأتي لزيارة صور يستغرب وجود عشرات ألأشخاص على كل مدخل وناحية ومفرق وزاوية وهم يرفعون ايديهم في الهواء، يشيرون لمهنتهم(صرافون متجولون) ، وقد استوقفت هذه الحالة الغريبة سعادة المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، أثناء زيارته الى مدينة صور.
٨- لتاريخه لم تنفذ المستشفى الحكومي في مدينة صور رغم الحاجة الماسة .
٩ – هل تذكرون ألمستشفى الميداني القطري المرصود له ٥٠٠ سرير كيف نقلت من مدينة صور ولم تُنفذ بالرغم من الضرورة القصوى إليها.
١٠- هل تذكرون شفط الرمال من شواطيء مدينة صور – وبآلاف الأطنان وقد بيع المتر المربع ب الف ليرة لبنانية فقط – وكانت الموافقة الخاصة وقتها من معالي وزير الأشغال الأستاذ وليد بك جنبلاط.
١١ -هل تذكرون الهجوم على ندوة في نادي التضامن عندما تنادى أبناء المدينة والمنطقة وقتها للإجتماع مستنكرين شفط رمول شواطئهم.
١٢- هل تذكرون الهجمة الشرسه على مشاعات صور و مداخلها وبناء الأبنية المخالفة وإستملاك المحلات وتأجيرها بآلاف الدولارات….
١٣- هل تذكرون السيطرة على الأملاك العامة والمواقف والزبائنية في تخصيصها وإستثمارها لمصالح خاصة.
١٤ -هل تذكرون ان الأوتوستراد المرسوم حتى الناقورة قد توقف عند مشارف بلدة المقاومة العزيزة “برج رحال” وما زالت الطريق ذات المسرب الواحد منذ الإستقلال تعاني من الإزدحام والمطبات والحفر وعدم وجود إنارة ليلية وكثرة الحوادث…مع ان الأوتوستراد قد أنجز في كل لبنان حتى طرابلس!
١٥ -إن هذا الأوتوستراد المبتور يعاني من الإنهيارات كل شتاء ناهيك عن سوء التنفيذ والإلتواءآت والإنحناءآت في الطريق ، والحوادث الأسبوعية القاتلة عليه.
– هذا غيض من فيض ما نعانيه والغريب أن الكل يتغنى بمدينة الإمامين ، مدينة الإمام عبد الحسين شرف الدين!
– ومدينة الإمام موس الصدر!
– و مدينة المرحوم محمد الزيات!
-ومدينة العيش المشترك!
-ومدينة “القسم” وإنطلاقة المقاومة تحت شعار “السلاح زينة الرجال” في المهرجان الشهير في مدينة صور وحضور مئات الألاف.
– وهي مدينة ومنطقة الشهداء “محمد سعد” و “خليل جرادي ” و “داوود داوود” و “مرشد النحاس” و الشهداء “من آل قصير الكرام” و”أل شعيتلي الكرام” وغيرهم المئات بل الإلاف!
– وهي مدينة ومنطقة شهدت أعنف المجازر الدموية التي إرتكبها العدو المجرم في قانا وصديقين والمنصوري ويارين – مروحين – البياضة.
– وهي منطقة إحتضنت “مؤسسة جبل عامل” حيث كانت البذرة و الحاضنة للنواة الأولى للمقاومات والثورات على إمتداد بلاد الشرق!
– وفيها المدرسة الجعفرية حيث درس فيها وزراء ونواب و رؤساء في البلاد!
– وهي مدينة الدكتور الجامعي الوزير علي الخليل ابن المدينة وكان وجهاً مشرِّفاً وأميناً لوزارة المالية .
– هي مدينة ومنطقة النائب النظيف السيد جعفر شرف الدين المفكر والأديب والكاتب.
– وهي منطقة الوزير والنائب السيد محمد صفي الدين، وهو من أوائل المحامين والقضاة في لبنان ، والنظيف الكف في المناصب والوزارات الكثيرة التي تقلدها.
– و هي مدينة ومنطقة العديد من العوائل العلمائية التي كان لها دور في تاريخ لبنان القديم والحديث ، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : آل مغنية، و آل عز الدين، وآل نعمة، وآل خاتون، وآل شمس الدين، وآل الصايغ، وآل حجازي، وآل حب الله،وآل مديحلي، ،وآل خازم” وقسم من آل شرارة المتحدرين من مدينة بنت حبيل، وقسم من آل الفقيه المتحدرين من بلدة حاريص.
– ومن مدينة ومنطقة صور أيضاً العائلات العلمائية من السادة : آل شرف الدين وآل صفي الدين وآل الحسيني، وآل مرتضى” وآل هاشم ، و قسم من آل فضل الله المتحدرين من بلدة عيناثا، وقسم من آل الأمين المتحدرين من بلدتي شقراء و مجدل سلم ، وآل قشاقش ، وآل نصر الله ، وآل بزون ، و “آل نور الدين”، وغيرهم مع الإعتذار ممن فاتني ذكر أسماءهم.
– هذه المدينة والمنطقة، قد قدمت آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين وعانت الكثير الكثير ، وقدمت التضحيات ورفعتكم ، ولكنها تشعر اليوم انها وحيدة ومتروكة لقدرها تواجه أصعب الأزمات والمشاكل بدون معين ولا مساعد،
وكأنه حكم على هذه المنطقة بالاستباحة الكاملة دون ان يكون لها من يدفع عن اهاليها الذين قدموا الدماء على مذبح الوطن شرور عصابات الفاسدين والمحتكرين والمتاجرين بدماء الناس!
… أهكذا تكافأ … وغداً سيكون لصور ومنطقة صور حساباً آخر .

زر الذهاب إلى الأعلى