شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
بأقلامنا

رحل إلياس الرحباني بقلم الدكتورة سلوى الخليل الامين

أتعبته هذه الدنيا الغادرة حين النشيد نشيد الموت التحف الريح وأتاه على عجل،
هو الحامل موسيقاه أنغاما ملونة تحاكي المجد الذي كتب على صحائف من نور ،
تراك مللت من هذه الحياة الغارقة في نكران الجميل، حين موسيقاك عمت بلاد الغرب فكان لها الوقع المميز المدهش الذي تماهى مع انبهارات المساء .. في ليلة ظلماء.
لم يقدرك وطنك .. ولم يرفعك على كفوف الراح .. ولم تسند لك وزارة الثقافة كي تجعلها منارة لبلد عرف عصر الرحابنة الذي رفعوه إلى ذروة المجد .
وقفت أتامل الحياة ومن بعدها الموت وقلت في نفسي : حرام أن يغادرنا العباقرة .. وحرام أن تدفن مواهبهم تحت التراب.. وحرام ألا يبقوا مدى العمر نقطة ارتكاز لنجاوى المساءات .. حين الألحان .. ألحانك هي الوشم الباقي أبد الدهر .. والبريق الذي شعشع في ليالي الجفاف.
الياس الرحباني أفتقدك صديقا رائعا ، بخلقك الرفيع ، وتواضعك الجم ، ومعدنك الأصيل ، فما غبت يوما عن ذكرك والعزيزة نينا التي تومض بكل بهجة.. حين تغلق الذكريات على أجملها.
رحيلك في زمن الكورونا مؤسف، فأنت الذي تليق بك كل الأفراح حتى في زمن المآسي ، وتراني أمتص رحيق الخجل وأنا أكتب كلمتي عن رحيلك إلى دنيا الله الواسعة.. عل احتمالات الضوء هي نشيدك الأبدي.
تعازي أرفعها للسيدة نينا زوجتك التي صبرت على ألمك وتسامت برؤى تتندى رحاب الله كي يحفظك بحفظه ويصونك من الشرور التي كرهتها ولم تمارسها بل كنت لها قارب نجاة.. وبخور يسمو إلى أعلى الأعلين كي تشرق أراجيح السماوات بما هو خير وحب وموسيقى وإبداع.
نشرت في جريدة اللواء يوم 5 كانون الثاني 2021
زر الذهاب إلى الأعلى