تحقيقات

كلمة ملتقى الجمعيات الأهلية في صور ومنطقتها للمهندس احمد يونس خلال إحتفال تكريم قائمقام صور الأسبق الأستاذ حسين قبلان

احتفالنا اليوم هو مساحة تلاقي نفترشها بالحب والوفاء لمن حفظوا تاريخ هذه المدينة وكانوا سداً منيعاً في وجه الفوضى وفي ظل غياب السلطات المحلية
احتفالنا اليوم هو إحياء ألق عن ذاكرة جميلة لرجل كريم كان ولا يزال يحمل في قلبه وعقله حب مدينة صور وأهلها..
عرفناه شهقة عمل دؤوب فاعل في زمن عاقر، عرفناه إنشودة أمل في رعاية المدينة والمحافظة على هويتها في التنوع والأمن والاستقرار حينما كانت خيوط الفتن تتسلل في مناطق أخرى من جسم الوطن، فألف تحية اعتزاز وتقدير بإسمي وبإسمكم جميعاً إلى من اؤتمن على مملكة الحرف صور وكان حافظاً و صائناً لتاريخهاعنيت به سعادة قائمقام صور السابق الأستاذ حسين قبلان..
عرفته عندما كنت فتى كشفي صغير في الفرقة الموسيقية لكشافة الجراح نستقبله في المناسبات فيطل علينا بابتسامة مشرقة ملقي التحية علينا فرداً فرداً وإطلالة التواضع والامتنان تلف جبينه فيتقدم لتدشين عمل إنمائي او افتتاح مركز تنموي يساهم في نهضة المدينة في ظل غياب العمل البلدي آنذاك، ثم كانت تجربتي الأغنى مع شخصه الكريم عندما أصبحت منسقاً لعمل الجمعيات الأهلية في مدينة صور في آواخر التسعينات ومع عودة العمل البلدي حيث كان مكتب المكرم ملتقى للعمل البلدي والأهلي معاً ،يسهل ويوفر كل ما يحتاجه العمل البلدي من جهة خاصة في إطلاق المشاريع الإنمائية و قمع المخالفات وإزالتها ويعمل على إشراك المجتمع المدني والأهلي في لعب دور هام من أجل حل قضايا ملحة في المدينة من جهة أخرى فكان يسدي إلينا نصائحه المجبولة بعمق التجربة ويبث في نفوسنا الحماسة بنفحة مملوءة ثقافة وفكراً ويرد على أسئلتنا المعقدة أحياناً باستحضار طرائف من تاريخ الشعراء والأداء ويقاربها مع مضمون حديثنا تاركاً وراءه حكمة يضعها بين أيدينا كي ترشدنا في عملنا وفي نفس الوقت تضفي سلاسة على لقاءنا به فتبدد غيوم الجدية المربكة.. وما يعطي هذا التكريم وهجاً استثنائياً هو أنه جاء خلال عرس ثقافي عنيت به معرض الكتاب العربي الخامس والتي حرصت جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية على إقامته سنوياً وتحت عنوان يخاطب فكر وعقل المكرم دائماً وأبداً “لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني”..
وفي الختام لا بد من التأكيد على أن ملتقى الجمعيات الأهلية في صور ومنطقتها وكما عهدتموه دائماً السباق في معالجة كافة قضايا المدينة والحريص على تكريس الحياة الثقافية والاجتماعية في المنطقة بأجمل صورها إلى جانب نشاطه الإنساني إتجاه أهل منطقته وخاصة في هذه الظروف العصيبة من خلال إطلاق العديد من الحملات الإغاثة الصحية والاجتماعية والتي لا زالت مستمرة إلى الآن بفضل الله عز وجل ودعمكم جميعاً وأننا كملتقى نؤكد اليوم بأننا نعمل وبالتعاون مع مختصين وخبراء مخلصين من أهل المدينة على إعداد برنامج اقتصادي، تربوي، صحي يحاكي الوضع الحالي في مدينة صور وقضاءها من أجل فتح نوافذ أمل لإيجاد فرص عمل للشباب من خلال تعاوننا مع لجنة الاغتراب التي شكلت حديثا إلى جانب معالجة حقيقية لوضع الطلاب في الجامعات والمدارس على الصعيد النفسي والمعنوي والصحي والتربوي والاقتصادي آملين الخروج من أزماتنا الوطنية قريباً راجين من الله سبحانه وتعالى أن يلطف بنا ويوصلنا إلى شاطئ الأمان.. عشتم.. عاشت مدينة صور.. عاش لبنان

زر الذهاب إلى الأعلى