بأقلامنا

نحن شعب لا نيأس بقلم السيد هاشم فضل الله

من قلب المعاناة ولدنا وفي أرض المقاومات نشأنا ورضعنا العناد والقوة وتحطيم اليأس نحن شعب لا يبالي يتسامى للأعالي ينحت من الصخر العزّة والكرامة ويخرج منه العيش الكريم العزيز ،لا ينحني للعواصف ولا يضعف للنوائب يجاهد ويعاند ثم ينتصر ويصنع المجد والعزة إنه الشعب العنيد شعب الابطال شعب المجاهدين والثائرين نعم يميل مع الرياح حتى تستكين ويعاود نشاطه متفوقا متميّزا شامخا للمجد، راياته خفاقة وصولاته مرهوبة التاريخ يشهد بهذا فمنذ العهود الغابرة ونحن نتعرض للظلم والاضطهاد وكنا صامدين لا تزحزحنا العواصف ولا تثنينا الأهوال والمصائب ، اننا شعب عانينا في الماضي وانتصرنا ونعاني اليوم وسوف ننتصر لا يمكن ان نستسلم للواقع المرير نعم نصرخ ننادي نطالب ولكننا نصمد ونقاوم وننتصر هذا هو التاريخ يحكي والوقائع تؤيد ما أقول ، لقد تعرضت شعوبنا لابشع انواع الظلم والاضطهاد ، في التاريخ القديم والمعاصر وخرجنا من الازمات رافي الرؤوس هامتنا مرفوعة وقاماتنا شامخة لم تذلها المؤاموات ولا هزمها العدوان بشتى انواعه بل على العكس كانت تخرج اكثر قوة وايمانا وثقة بالنفس وهذا ما جعلها مفخرة للتاريخ وقدوة لكل احرار الناس ومثالا يحتذى في العناد والصبر والمقاومة ، والله انعم علينا بقادة افذاذ هم عباقرة بحق فقد ألهمونا الثورة وعلّمونا المقاومة ، ورفعوا رؤوس الأمة عاليا نستمدّ منهم المعنويات العالية ونستلهم الايمان والعقيدة والقدرة إنهم سادتنا وقادتنا وهداتنا الى الحق المبين فمنذ وقف إمامنا العظيم الحسين عليه السلام أمام طاغية العصر وطالب بالاصلاح والعدالة بدأت بذرة الجهاد والاستشهاد من أجل الحق والعدل دون وجل ولا خوف وعرف التاريخ الكثير من هؤلاء القادة الذين شرّفوا الامة بثوراتهم والدفاع عن الحق وسقطوا شهداء في وجه الظالمين والتاريخ يعيد نفسه فشعبنا يتعرض للظلم والحصار والاضظهاد من قبل الاستكبار ولكن الحق أولى أن يتبّع ، ومهما حاولوا فلهم الخزي والعار ولنا المجد والعزة والانتصار ولم تتعود شعوبنا على الخضوع والركوع بل كلما زاد الظلم كلما زاد العناد والدفاع والمقاومة , وهذه السيدة العظيمة قدوتنا انظر اليها وفي اشد المهالك والمحن والمصلئب ماذا تقول فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا وهل أيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد وهي تشمخ برأسها عاليا وتحتقر الظالمين وهم في أعلى السلطة غير هيّابة ولا وجلة ولا آبهة بعظيم جبروتهم إنها إمرأة في أمة تقاوم جحافلا من جيوش بمفردها فتهزم نفوسهم الطاغية ولو كانوا عتاة جبارين وهي وحيدة وقد نزلت بها المصائب ،أدرسوا جيّدا هذه الظاهرة العظيمة التي تخفي وراءها عبقريّة لا توجد في التاريخ نحن ابناؤها في النهج والسلوك ولا يمكن هزيمتنا ولو اجتمعت قوى الشرّ كلها فلن تفت في عضدنا وسبقى للابد بإذن الله مرفوعي الرؤوس شامخة هامتنا للاعالي نردد هيهات منا الذلة

زر الذهاب إلى الأعلى