شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
أخبار فلسطين

حركة فتح هي قبطان سفينة الوحدة الوطنية

  •  

إن المؤتمر الصحفي المشترك بين الأخوين جبريل رجوب أمين سر اللجنة المركزية متحدثاً باسم حركة فتح، ومكلفاً من سيادة الرئيس أبو مازن، والأخ صالح العاروري نأئب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، حول الخطوة الوحدوية الاستراتيجية والقائمة على أن الانقسام قد انتهى، وأن الوحدة الوطنية قد تحققت. وهذا ما أشار إليه الأخ جبريل رجوب في كلمته عند افتتاح المؤتمر:” مؤتمر اليوم خطوة أولى بأتجاه الوحدة ونحن سنقوم بحراك شعبي، وبتجنيد وتأطير كل الأنشطة والفعاليات كشعب واحد ببرنامج سياسي واحد، هذا هو قرارنا وسلوكنا في الميدان”.

وأضاف لتعزيز الثقة اكثر بهذه الخطوة:” نخرج اليوم بصوت واحد، موحَّدين تحت علم واحد، لإنتاج رؤية استراتيجية لقيادة الشارع، نحن وكل عناصر العمل الوطني وفصائل العمل الوطني … وتريد فتح صفحة جديدة، وتقديم نموذج لشعبنا”.

أما الأخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي، فقد اكَّد موقف حماس المركزي قائلاً: ” نحن في حماس تحاورنا في الضفة، وفي غزة وفي الخارج، ونتج عن هذا الحوار التوافق الذي تقف وراءه كل قيادة الحركتين، ونحن واثقون من نجاحنا لتكون هذه الخطوة مفتاحاً للانطلاق لمرحلة جديدة وسنعمل معاً في كل الميادين..”.

ما تحدث به الأخ جبريل رجوب الذي أدار الحوار مع قيادة حركة حماس بعيداً عن الأنظار، وعبَّر عن تفاؤله الكامل بنجاح هذه الخطوة السياسية الاستراتيجية في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني، الذي شهد عراقيل خطيرة وكبيرة خلال الاعوام الثلاثة عشرة السابقة، واليوم الأخ جبريل قدَّم وجبةً سياسية وفكرية متفائلة من التوقعات بأنَّ هذا المشروع سيقوم بتجنيد وتأطير كل الانشطة كشعب واحد، وبرنامج سياسي واحد، وهذا هو قرار فتح الحالي، وانه ستكون هناك استراتيجية واحدة لقيادة الشارع بكل فصائله وقواه، وهذا يعني أننا سنقدم نموذجاً وطنياً لشعبنا. أما الأخ صالح العاروري فقد أكد القدرة على النجاح لتكون هذه الخطوة مفتاحاً للانطلاق لمرحلة جديدة.

ما ذكرناه هو أبرز ما جاء في مضامين الكلام الذي قيل من الطرفين علناً، وكان المطلوب من الشعب الفلسطيني كله أن يعطي الثقة كاملةً على أساس أن الطبخة ناضجة، وأصبحت بمتناول الأيدي. والجميع كان متشوقاً ليشاهد بعينيه الحقائق، التي يجب أن تتجلى وتنجلي أمام الشعب الفلسطيني خاصة وهو الذي دفع ثمن الانقسام المدمِّر غالياً. لكن للأسف في صباح اليوم التالي، اضطربت شوارع قطاع غزة، وهو الذي كان أهله أشدَّ حرقةً، وتشوقاً لاستقبال المولود الجديد الذي طال غيابه، وهو المصالحة الوطنية، ودَفْن اللقيط الذي جعل حياتنا جحيماً.

ما حصل في القطاع ابتداء من يوم الجمعة هو تشويه لهذا الجهد الفلسطيني المبارك، الذي أعلنت عنه قيادتنا فتح وحماس وبتعليمات واضحة من الأخ الرئيس أبو مازن.

والسؤال الجوهري بعد الذي حصل هو، هل مازال الاتفاق قائماً وهو على قيد الحياة؟ أم أنه أُدخل غرفة العناية الفائقة لمعالجة ما يمكن علاجه؛ وإعادة تسويقه بأسلوب أشد حصانة؟

أما السؤال الثاني فهو: من هي الجهة التي تجرأت على توجيه خنجرها المسموم، إلى صدر المولود الجديد لإغلاق الباب أمام معطيات المرحلة الجديدة التي نحلم بها، ونبنى الأمالَ عليها؟

السؤال الثالث: إذا سلَّمنا جدلاً بأمانة واستقامة المتحدثين في المؤتمر الصحفي، ومصداقيتهما في خطابيهما، وأنهما مخوَّلان من أعلى هيئة قيادية في حركة فتح وحركة حماس للتعبير بمصداقية عن تنظيمهما، وأيضاً التعبير الشمولي عن إطار م.ت.ف، فمن هي الجهة التي ارتأت واختارت إثارة الفتنة، وتدمير هذا الحلم الفلسطيني، وبالتالي هذه الجهة اختارت أن تكون العدوَّ اللدود لأمال وأحلام شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وصناعة الاستقلال، والاصرار من قبل صنَّاع الفتنة، على أن يستمر شعبنا غائصاً في مستنقع الانقسام.

والسؤال الرابع المفترض طرحُه أيضاً على الجميع، هل حصل الطرفان الأساسيان في المؤتر على ضمانات حقيقية ومبدئية من الأطراف المعنية بوجود الانقسام أو محاربته، على تنظيف الطاولة من كل رواسب الماضي المؤلم، من أجل الانطلاقة الوطنية الجديدة التي بشَّرنا بها شعبنا المتعطِّش إلى الوحدة الوطنية، واذا كانت هناك ضمانات وتعهدات فلماذا تترنَّح الفكرة بهذه السرعة.

والسؤال الخامس وهو سؤال جوهري حول واقع ومصير، ومستقبل هذا الاتفاق الذي أُبلغت به جميع الأطراف الفلسطينية، وأنَّ ما سيُقال في المؤتمر يمِّثل الجميع، والأخ جبريل رجوب كان متفائلاً جداً عندما قال : ” لن نموتَ وحدَنا، وهناك من سيدفع ثمن عدوانه”.

وهو يستند في كلامه إلى أنَّ هناك اتفاقاً استراتجياً بين القوى الفلسطينية على تصعيد مقاومة الاحتلال مهما كانت التكلفة، لأنَّ الوطن، والاستقلال، والدولة المنتظرة أكبر من كافة الحسابات الجانبية.

من خلال ما جرى حتى الآن، وما سيجري مستقبلاً آخذين بعين الاعتبار كافة التوقعات والاحتمالات، فإننا في حركة فتح، ونحن الذين دفعنا ثمن وجود الانقسام من لحمنا الحي، وأننا نؤمن بالوحدة الوطنية، ولا خيار آخر أمامنا، فنحن تحت الاحتلال الكامل والبشع شديد السواد، وكافة الأطراف الدولية والاسلامية والعربية وخاصة التي تدعمنا سياسياً، أو تتعاطف معنا مبدئياً هي ليست مستعدة لخوض المعركة نيابةً عنا. وأيضاً هي ليست مستعدة أن تضحي بمصالحها من أجلنا، وكل طرف وضعَ لنفسه خطاً أحمر لا يمكنه تجاوزه لأن مصالحهُ الخاصة فوق كل الاعتبارات، وهذا ما يجب أن ندركه جميعاً. ولذلك وحتى نكون أوفياء وصادقين مع شعبنا الفلسطيني، وحتى نحفظ وصية الشهداء، وفي البداية وحتى نكون صادقين وجادين في حماية الساحة الفلسطينية علينا أن نكون صادقين كحركة فتح وجادين في تعهداتنا، التي أقسمنا عليها للحفاظ على ثوابتنا الوطنية، والأهم أن نكون ملتفين حول القائد الوطني الفلسطيني الثابت على الثوابت، الصامد هناك في عرين الثورة والعزة والكرامة على أرض الوطن، في رام الله على مقربة من القدس وأقصاها، والذي لا تهزُّه كلُّ التهديدات، والمؤامرات، وكلُّ الصفقات الاميركية والاسرائيلية والمشبوهة، وهو في كل يوم ينظر فيه إلى ضريح الشهيد الرمز ياسر عرفات يستقي منه قوله نحن شعب الجبارين، ويا جبل ما يهزك ريح، نحن وإياهم والزمن طويل.

وإذا أردنا الوفاء لذلك القائد الصامد الرئيس محمود عباس أبو مازن المؤتمن على الثوابت الوطنية والذي لا ترعُبه ولا تهزُّه كلُّ صفقات ترامب، وكلُّ مجازر نتنياهو، وكل محاولات الاقتلاع والتهجير والتهويد، علينا نحن في حركة فتح أن نحافظ عليها عملاقة رأسها مرفوع، لا يمكن تدجينُها، ولا يمكن تركيعها، ولا يمكن امتطاؤُها، ولا يمكن تقاسمها أو تقسيمها، وكما كان زعيمها التاريخي منذ نشأتها الرمز ياسر عرفات، وحتى لحظة استشهاده لم يساوم على أمجادها، فاليوم نحن في قارب مقاومة الاحتلال الذي يقوده قبطان شعبنا الأصيل والمؤصَّل، والذي خبرناه في كل المراحل جريئاً مخلصاً لشعبه، ولوطنه والقضية التاريخية، وللقرار الفلسطيني المستقل، وخاض كل التحديات أما المطلوب منَّا كأبناء لهذه الحركة الرائدة أن نحافظ عليها موحَّدةً متماسكةً على قلب رجل واحدٍ، وان تكون غايتنا دائماً أن نكون فيها جنوداً مقاتلين، أو شهداء مباركين، أو أسرى صامدين لا نخضع ولا نلين، فنحن شعب الجبارين، عمالقة أرض الرباط والجهاد، أرض الانبياء، والاسراء والمعراج حتى يوم الدين.

نحن في حركة فتح جادون في شق طريق المصالحة وإنهاء مرحلة الانقسام لأن ذلك مطلب وطني خالص.

ونحن في لبنان نتمنى لأبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني وخاصة في المحافظات المكتظة بالسكان السلامة، وأخذ الاحتياطات الكاملة لتجنب الإصابات بفايروس كورونا حتى نستطيع الاستمرار في مقاومة الاحتلال الصهيوني.

المجد والخلود لشهدائنا الإبرار.

الحرية لأسرانا البواسل.

الشفاء لجرحانا الشجعان.

وانها لثورة حتى النصر

الحاج رفعت شناعة

عضو المجلس الثوري لحركة فتح

6/7/2020

 

علي الجرشي

زر الذهاب إلى الأعلى