بأقلامنا

كيف أرثيك يا أبتِ وأنت أقرب مني لنفسي بقلم نجل الشهيد بلال حسين شعيتلي

الشهيد القائد حسين شعيتلي
ذكرى تفجير حسينية معركة 1985

نزيف الشهادة

كيف أرثيك يا أبتِ وأنت أقرب مني لنفسي

يا أبتِ
إني أراك تحملُ فوق جسر الغيوم قناديل السماء.
وتطوي ظهر الأرض في صحراء الشمس.
تحملُ عبءَ الدنيا، ويتخطفك القلق..!
تحت مظلةِ العبور، ولا تغربُ عنك مملكةُ الفاتحين.
ما دام أروعُ اسمٍ من أسماء الخالق
يتدفقُ نورهُ في خلطةِ روحك القدُسية
ويجتاح غضون جبينك
ليسطرَ أروع حكايةٍ على صفحاتِ الورقين في اولِ ساعاتِ النهار .
ويسقطَ الضوءُ بين راحتيك.
ويصيرَ دوياً في أرجاء هذا الكون.

يا أبتِ
علمني ما عندك..!
علمني كيفَ تصيرُ الكلمةُ سيفاً عند أسوارِ الحصار.
كيف أصيرُ نوراً في عين أرمد..!
وكسرة َ قمحٍ في حُلم رغيف.

يا أبتِ
علمني كيفَ أغدو سياطاً، في وجه جلاديك.
وزهرةً في وجهِ قضيتي..!

يا أبتِ
علمني إذا اعتقلوا كفني
كيف أعيد رفيفَ منفي جسدي.
علمني كيف أصبحُ ناراً تستعر في هشيم الحاقدين
لأتكئُ تحت ظلال جبينك، واستريح من ضجيج العابـِرين.
اسامر الليالي وثغروك الملثوم بالحكايات، وطيفك الجميل.
سأكتبُ أحلامك وأنا منك إليك
وستبقي في الذاكرة أسئلةٌ لا تموت..!
لا قمحٌ من بعدك ولا ربيعٌ أتي،
ولا حارسٌ جاء ولا قمرٌ غوىَّ.

يا أبتِ
علمني… علمني ما عندك،
كي انهض وأوقظ أفراس الحلم في أمل جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى