بأقلامنا

أمير البيان استاذي المناضل محمود شعبان:تعلمت منك التمرد والثورة بقلم محمد صفا

في ذروة نهوض المقاومة الفلسطينية واليسار اللبناني سألت احد ابناء بلدتي اذكر العام ١٩٦٩:كيف اتعرف على المقاومة فقال لي:اذهب الى نادي التضامن في صور.
وفعلا نزلت الى مدينة صور وسألت عن نادي التضامن فصعدت درجه الطويل مسرعا.لا اعرف احدا فسألني شخص ماذا تريد؟ اجبته بصوت اشبه بالوشوشة:اريد ان اعمل في المقاومة!
استمع لي بدهشة وطلب مني الانتظار دقائق.
بعد لحظات اتجه صوبي مرحبا رجل مهيب تفيض عينيه برقا وصلابة،استمع لي باهتمام ودعاني الى لقاء آخر كان مع الراحل المناضل وليد خالد.
وبدأت التردد على نادي التضامن وانخرطت مع الرفاق في مسيرتي النضالية الاولى في حزب العمل الاشتراكي العربي.
تأثرت بشخصية الاستاذ محمود وخاصة عندما درسني الادب العربي في ثانوية الاتحاد فتراه عندما يدخل الصف بنظراته الحادة وشخصيته حتى المقاعد تقف اليه.
عندما تقدمت الى امتحان البكالوريا كان السؤال:انقد وحلل:دع عنك لومي فإن اللوم اغراء وداوني بالتي كانت هي الداء وو
الراحل الاديب الكبير كان قد اعطانا هذا البيت الشعري وحلله بلغته وبلاغته وما زلت اذكر المقدمة:اذا كان للخمرة شاعر فالنواسي شاعرها.وفعلا كتبت نفس النص الذي كتبه الاستاذ محمود وكان سبب نجاحي التلميذ الوحيد في ثانوية الاتحاد.
الراحل الاستاذ محمود تعلمت منك النضال والخطابة والنقد والتمرد والثورة.
امثالك ايها الرفيق القائد الاديب الكبير زرعتم واسستم لمدرسة نضالية رحيقها ونسيمها واشعتها بزغت في ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ ومحطات نضالية محفورة في الذاكرة والوجدان.
الوداع يا معلمي واستاذي ما زلت كما لقاءي الاول معك في عرينك نادي التضامن واعذرني بعدم المشاركة في وضع وردة حمراء فوق ضريح مجدك وتاريخك لاني اواصل رحلة النضال كما علمتنا.
تلميذك محمد صفا
٣ آذار ٢٠٢٠
جنيف

زر الذهاب إلى الأعلى