بأقلامنا

فشل النتائج في وحدة الاهداف بقلم عبد الكريم الراعي

كنا نسمع ونرى،ولا زلنا كذلك،في وحدة الخطاب عن الموضوع الواحد،الذي يستفيضون به،في ليلة القضاء على الفساد من جهة،وإصلاح وطني من جهة اخرى،حتى امسينا نصدّق القولَنوعا مافصرخاتهم رنانة كصاروخٍ يسبق الصوت،عن إصلاح الفساد ومحاسبة الفاسدين…
كلهم يقولون،ولكن ما بين الفعل وتطبيقه مسافة كالمسافة بين الارض والسماء،فلبنان سيظل محكوم بالخطاب والخطابة ومكتظٌ بالمخاطبين على مذبح الوطن…
لعل الاصلاح يأتي في ليالي غير لياليهم،لان هؤلاء المقنعين،ليس لانهم لا يريدون وطنا،بل لان الوطن لا يريدهم…
إن وطننا هذا لا يحكمه إلا رجلٌ واحدٌ،ممثلا بشرعية المواطنين،وبتفويضٍ منه…
رجلٌ يملا الوطن قسطا وعدلا،بعدما ملئ ظلما وجورا…
لا نقول انهم اغرقوه،فنحمل افكارهم على محمل السوء،بل انهم ليسوا جديرين بأن يسوسوا البلاد والعباد بميولهم وتوجوهاتهم،والتجربة خير برهان.
فالحكم قبل الحرب هو هو بعدها،حتى الوجوه لم تتغير،كأن لم يمت أحدٌ فيها،فبدأ العمل على شكلٍ تقليدي لا يرتقي بالمواطن الى الدرجات العلى، التي تجعله يرتبط بتراب هذا الوطن…
إن جل ما نتطلع إليه هو حكم الحاكم الواحد،مع مراعاة الرأي دون التأثير بالقرار،على قاعدة من شاور الناس شاركهم عقولهم،والمهم الاهم هو الاختصاص في التصدي لمفاصل الادارات،وأيضا حسن التداول، لخلق روح التنافس البناء بين اطراف المتعاقبين على العمل،وفي كل ميادينه التي تصب في اصل نمو الانماء داخليا،وحتى على مستوى سياسة العمل الخارجي في حسن توزيع العلاقات،وخلق نموذجا جديدا في اسلوب التواصل ليندرج ايضا في إطار المصلحة الوطنية العليا للدولة.
إن سياسة الحكم الواحد ليست سياسةً إلغائية،إذ ما راعينا التوزيع الطائفي بحسب الكفاءة،فيكون للرئيس كامل الصلاحيات،وإلغاء فكرة مجلس الشيوخ،وحصر الوزارة بالتمثيل الطائفي،وتوزيع الادارات بحسب الكفاءات…
إن من أهم معايير العمل يكون على قاعدةللذين لا يريدون علوا في الارضفيكون علو الوطن والمواطن هو الاساس في هذه المعادلة…
والله على قولنا لشهيد..وهو ولي كل نعمه وهو ولي التوفيق.

     عبد الكريم الراعي
زر الذهاب إلى الأعلى