بأقلامنا

احترم عقول الناس واعلم ان لا بديل عن الحوار بقلم المهندس احمديونس

أصبح الشعب اللبناني شعب” ترند Trend”(هاشتاغ ينتشر على مواقع التواصل خلال فترة زمنية قصيرة) وقد وصلوا في مبالغتهم إلى درجة إقحام الشهداء في لعبتهم ف علاء ابو فخر شهيدا ومغدوراً لكن هناك ٤٠ شهيدا في غزة، وابن الشهيد علاء تعرض لمشهد فظيع و مروع عندما رأى والده مضرج بالدماء لكن أيضا هناك خمسة أطفال من عائلة واحدة في دير البلح في فلسطين استشهدوا، الا اننا لم نشهد اي حركة استنكار وانتفاض على ما جرى في فلسطين! نحن شعب يعشق المظاهر الخداعة وعمليات لفت النظر وكسر التقاليد، نتلهى بنشاطات كرمس في خضم التوتر والتشنج فنقوم برحلات وكأن الوضع يتحمل “بوسطة الثورة” كما قطار العيد في وقت السلم و”السلسلة البشرية” في أوج قطع الطرقات والمخاطر كما اكبر صحن حمص في أحسن أوضاعنا، ونعود للترند الذي يسيّر حياتنا في السلم والحرب ونعيش الوهم ونغوص بالاندفاع ونتصور ان كل ما نحلم به هو معطيات يمكننا الاستناد عليها إلى أن يأتي شبح الواقع ليخيم على احلامنا ويخبرنا ان لا حل الا بالحوار و احترام الرأي الآخر الذي يمثل شريحة مجتمعية كما أنت تمثل شريحة أخرى، فكر كيف تخرج من أزمة وطنك انت وشريكك في الوطن بأقل الخسائر، حدد مطالبك التي ترفع من خلالها الغبن والقهر عن الناس ولا تذهب إلى الصدام والعنف، حاسب المسؤولين عن الفساد تحت سقف القانون وما يمليه الدستور ولا تتهم جزافاً وتأخذ حقك بيدك ،لأن هناك حقائق لا يجوز تجاوزها، فالحكومة التي تريد تشكيلها لن تنال الثقة الا بموافقة الاحزاب الموجودة في البرلمان، ولا يمكن أن تختزل جميع الأحزاب وتدعي انك الممثل الوحيد خاصة انك تعلم حتى لو أنجز قانون انتخابات تمثيلي نموذجي لن تحصل على الأكثرية لذلك ما نحتاج اليه هو التصويب والتصحيح وليس الانقلاب والتدمير.

زر الذهاب إلى الأعلى