رياضة و فن

الكابتن الخلوق حسن معتوق يعتزل دوليا مع منتخب لبنان بغصّة وحرقة

وطنية – فرانس برس – كتب الزميل احمد محي الدين في “فرانس برس” عن نهاية مسيرة الكابتن حسن معتوق مع “منتخب الارز” من استاد خليفة الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد ختام منتخب لبنان مشواره في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027.
وقد اخفق المنتخب في بلوغ الدور الرابع الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، الا انه سيتابع تصفيات الملحق الى كأس آسيا.
وهنا الجانب المتعلق بالكابتن معتوق بقلم الزميل محي الدين: “سيعلق حسن معتوق حذاءه مع منتخب لبنان لكرة القدم، الثلاثاء بعد مواجهة بنغلادش في تصفيات مونديال 2026، مسدلا الستارة على مسيرة قاربت العقدين، سطع خلالهما نجم لاعب موهوب وخلوق في الملعب وخارجه.

يُعدّ ابن قرية صير الغربية في جنوب لبنان، أفضل ما أنجبت كرة القدم اللبنانية في آخر ربع قرن، الى جانب رضا عنتر ويوسف محمد: مهاري من الطراز الرفيع، قائد خجول ومحترف محنّك.

بدأ مشواره برعما في ألمانيا التي وصلها عام 1989 بعمر الثانية، حيث انضمّ إلى نادي روت فايس-إيسن ولفت أنظار نادي شالكه المعروف بأكاديميته المميزة. كان الطفل حسن قريبا جدا من ارتداء القميص الأزرق، لكن الوالد فشل في استصدار أوراق الإقامة، لتقرّر العائلة العودة الى أرض الوطن مطلع الألفية اثر مداهمة الشرطة منزلها. قرار أفقده البقاء في “جنّة أوروبا” حيث الاهتمام بالمواهب أوسع.

قال لوكالة فرانس برس “قادتني الظروف لكي أبرز موهبتي في لبنان بدلا من ألمانيا وأمثّل المنتخب الوطني طيلة هذه السنوات. تدخّل القدر ولا أدري كيف كان سيكون وضعي لو استمررت في ألمانيا، إلا أنني راض جداً عن مسيرتي”.

انضمّ الى تدريبات نادي الحكمة دون التوقيع على كشوفاته، بسبب قانون التوقيع الأبدي المعتمد في الأندية اللبنانية، ثم قادته الظروف الى التوقيع مع العهد مقابل ألفي دولار أميركي، من أجل مساعدة والده في إصلاح حافلة نقل ركاب صغيرة كان يعمل عليها.

انطلقت مسيرته فعليا في موسم 2005، وكانت إحدى أهم مبارياته ضد نادي شباب الحسين الأردني عندما دخل بديلا وقاد فريقه الى الفوز 4-2 بتسجيله هدفين على ملعب بيروت البلدي، وحينذاك كان عرّابه جمال الحاج مدربا مساعدا للأرميني تسوريك بارسخيان.

واصل تألقه بالقميص الأصفر وقاده في 2008 إلى أوّل ألقابه في الدوري، مكرّرا ذلك في 2010 و2011.

مثّلت التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، نقطة تحوّل في مسيرته، إذ شهدت ما سُمّي حينها “انتفاضة الكرة اللبنانية”، حيث كان معتوق المساهم الأول فيها بأهدافه وتمريراته لا سيما في مواجهة الإمارات 3-1 في بيروت.
بعدها فُتح باب الاحتراف أمام “ميسي لبنان”، والتحق بعجمان الإماراتي. “الاحتراف هو أهم مرحلة في حياتي، حيث كان منعطفا مصيرياً” وعلى كافة المستويات… تطوّر مستواي وباتت عقليتي أكثر احترافية والحياة العائلية كذلك ماديا ومعنويا”.

استمرّ معتوق مع عجمان لموسم واحد خاض معه 21 مباراة مسجلا ستة أهداف، ثم انتقل الى الشعب لموسم وحيد ايضا سجل خلاله أربعة أهداف في 25 مباراة، قبل ان يلمع نجمه أكثر مع الفجيرة حيث لعب أربعة مواسم وترك الفريق برقم قياسي كافضل الهدافين بتاريخه (56).

لفت إلى أن المدرّب البوسني جمال حاجي كان أحد أكثر الأشخاص الذين تركوا بصمة لديه في تلك الفترة.

ساهمت الظروف الخاصة بعودته إلى لبنان من بوابة النجمة صاحب الشعبية الجارفة، ولا سيما أنه ابن بيت يشجع النادي النبيذي، إلا أن مسيرته استمرت موسمين فقط بين 2017 و2019 من دون تحقيق أي لقب، وسجل 35 اصابة في 52 مباراة في كل المسابقات.

بعد خروجه من النجمة، اتّجه الى الغريم التقليدي الأنصار بصفقة قياسية وتوّج معه بثلاثية الدوري والكأس والسوبر في 2021 “في كل محطة من مسيرتي لم أجد إلا الاحترام والتقدير من الجمهور وهذا ما أنا عليه حاليا مع الأنصار”.

على الصعيد الدولي، بدأ معتوق مسيرته مع “الأرز” في مباراة ودية ضد السعودية مطلع 2006، وارتدى شارة قيادة المنتخب في 58 مباراة قياسية، أوّلها أمام مقدونيا عام 2015. كما قاد المنتخب في آخر مشاركتين له في كأس آسيا 2019 في الإمارات ومطلع 2024 في قطر.

رأى أن تصفيات مونديال 2014 كانت إحدى أهم المحطات في مسيرته مع المنتخب “كنّا قريبين من تحقيق حلم المونديال بعدما حققنا نتائج مهمة، حيث أهدرنا الفرصة بخسارتين أمام قطر”.

أردف قائلا “إنما لنكن واقعيين، لا زلنا بعيدين كل البعد عن التأهل الى المونديال. لم تجر الأمور بشكل طبيعي بعد، ولا سيما في السنوات الأخيرة حيث انهارت الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، وبعد جائحة كورونا تأثرت اللعبة سلبا على نحو أكبر والى اليوم لم نستطع الخروج من هذه الحالة”.

تابع “من الطبيعي ألا نحقق النتائج أو أن يكون وضع اللعبة متدهور الى هذا النحو، بسبب انعكاس حالة البلاد الرديئة على اللعبة التي تحتاج للكثير من الاهتمام والتطوير والجماهيرية والمال وكل هذا مفقود”.

بعد المشوار المخيّب للبنان واخفاقه مرّة جديدة بالتأهل لكأس العالم للمرّة الأولى بتاريخه، رغم رفع عدد المشاركين إلى 48، إلا ان معتوق يودّع المنتخب برأس مرفوعة، بعد خوضه حتى الآن 122 مباراة دولية سجّل فيها 23 هدفا قياسيا. “سأصبح المشجّع الاول للمنتخب، وآمل ان يكمل اللاعبون الحاليون والجيل الجديد الطريق للعودة إلى تحقيق النتائج البارزة”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى