بأقلامنا

حنين!! بقلم الشاعرة غريتا بربارة

حنين!!

في العجب جمال وفي العُمق ذكرى أعوام!
وكل ما كان !!
كان نوراً من سلام وقف على عتبة الزمن الجميل!
كان البخُّور يحترق في مِجمرة المحبة بأذكى عبق ..
وقلبي يتلو أبيات الشوق والحنين إلى دفءٍ
كان يُخيِّم بين حَورِ منزلي القديم،، وفي قلوب
ساكنيه..
جمعتنا المحبة في رُكن منزل في طيَّاتِه
حُبّ أُمٍ وأبٍ عِناقهما لأبنائهم كان يتجدد مع كل إشراقة نور
في صباح الحياة..
غُرفٌ تحكي قِصصاً عن جدِّي وجدَّتي،،
عن أقارب مرُّوا على الأدراج ورحلوا تاركين
مفتاح الأبواب ذهبية الملمس برَّاقة ..

ودخلنا وجلسنا على الكنبة العتيقة، ،مع أنها
قديمة كانت أريكَتُها تبعث
تكأة الراحة
وغفوة بعد الظُهر اللذيذة..

حنيني يحمل إليك يا منزلي عقيدة الشوق إلى قريتي العزيزة ووطني الغالي ،،
على بالي ذاك السُلُّم الذي ما بَرحتُ أتعلًّق بأدراجه لأصعد إلى سطح المنزل وأرقب قريتي
( قب_ الياس) في بقاع لبنان الرحيب،،
وذاك الحوض الوسيع،، زرعت فيه
كل خضرة وطِيب ..
شمس الأصيل فوق سماء الشرفة الوسيعة،،
والفضاء يتمشَّق كل يوم بركة الله تغمر
قلوبنا بإيمان وإكتفاء وقناعة ..
يا لتلك ( السطيحة) الرائعة !!
منها أرى قِبَّةِ الجامع .. وجرس الكنيسة الكبير، ،
وقلعة (قب_ الياس) قريتي البهيَّة الجمال..

وفي ربوع لبنان تَناغَمَ ذاك المنزل بأجمل وصف يحمله خيال ..
مٍن خشب الحَور سَقفَهُ!
كانت حجارته من الحجارة الكريمة
مطرقة الجدران يكسوها نور يعمُّ الأرجاء..
وتلك الموقدة في الشتاء تتناغم فيها زعزعة العيدان مع جمرة الأنغام،،
وكانت أمي أمام نَولِها تخيط لنا قِماشاً لنلبسه في يوم العيد ،،
وأبي كان يطرق حطبات الريح ، وكنت كل يوم
أرقب الشمس وهي تسكب دمَها على تلال القرية وأستمع في فجرها على صياح الديك ..
كُنَّا أطفالأ نسرح ونمرح في أرجاء قصرنا الصغير الحميم..
ومِن خلال نافذة الغرفة كنت أراقب أخي الصغير وهو يرسم كل تحفة وأدَّق نغمة وأرقى معنى ،، رَسمُ بيتنا الجميل في الزمن الجميل..

لم يعد المنزل سوى شبح ذكرى ..
وحنين مليء بذهبٍ بل جواهرٍ لن تمحِ ذكراه
الأعوام ،، بل سُجِّلت أفراحه وألامه في
ديوان التاريخ ..

أنشُدكِ يا قريتي
أغنية من يوم مولدي
ألحان طفولتي
أنغام شبابي
وغداً كهولتي
صغيرة السِنِّ أحببتكِ
(قب_ الياس) يا مُهجتي
قلعة العِزِّ
شلالات أحلامي !
مُسلِمٌ مسيحيٌِّ
لا فرق عندي
كُلُّنا أبناؤكِ يا بلدتي
أدام الله عِناق القِبَّة وكنيستي !

بقلم : غريتا بربارة ✍
أحلى الذكريات💗

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا رسم بيتنا بقلم الرصاص
أخي الصغير رَسمه
كان عمره ١٠ سنين
بِ دقة متناهية
بٍ أدق التفاصي

زر الذهاب إلى الأعلى