أخبار لبنان

كلمة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد في اللقاء المعقود بفندق راماد بلازا ـ بيروت رفضا لصفقة القرن

نلتقي اليوم تنديداً بـصفقة القرن ورفضا لها، وهذا لقاء في سياق سلسلة كبيرة من الفعاليات والمظاهرات الحزبية والشعبية، والتي نتطلع إلى أن تكبر وتتصاعد في أمتنا وفي كل الساحات العربية وعلى امتداد العالم الحر.  ذلك لأن صفقة القرن هي خطة أميركية ـ صهيونية لتصفية قضية فلسطين.. إنها خطة لتهويد القدس وكل فلسطين، ولاقتلاع آخر فلسطيني من بيته وارضه وحقه. وهذا هو التوصيف الحقيقي للصفقة المشؤومة.

في الموقف من صفقة القرن، نؤكد أنها مدانة ومرفوضة، لأن فلسطين هي أرضنا وحقنا، أمّا اليهود الصهاينة فهم قوة غزو واحتلال وبطش وارهاب.

هذا موقفنا، ثابت وراسخ، مرتكزه الإنتماء إلى قضية تساوي وجودنا، وفلسطين بالنسبة لنا هي جوهر القضية التي نؤمن بها ونعمل من أجل انتصارها.

إنّ مخطط تصفية المسألة الفلسطينية هو تحد وجودي خطير يستهدف بلادناً دولاً وأحزاباً وحركات وفصائل وقوى شعبية، والمطلوب منا جميعاً أن نخوض مواجهة فاعلة وقوية وبكل الوسائل لاسقاط هذا المخطط المعادي الصهيوني ـ الأميركي.

المواجهة الفاعلة، بنشر وتعميم ثقافة المقاومة، والتمسك بخيار المقاومة، والتصدي لكل محاولات ومشاريع تشويه صورة المقاومة.

ولا أخفي عليكم، أن ما شهدته أمتنا وعالمنا العربي خلال السنوات الماضية من فوضى هدّامة بتسميات متعددة، ومن حروب إرهابية كونية استهدفت سورية على وجه الخصوص، كل ذلك من أجل استبدال ثقافة المقاومة بعناوين تبدو في الشكل خلاقة لكنها في المضمون هدامة، وتستهدف اسقاط قوى المقاومة ودولها، وإنزال المسألة الفلسطينية من أولويات واهتمامات شعبنا والشعوب العربية.

لقد رأينا ورأيتم نحو مئة دولة تشارك في الحرب على سورية، ومعها عدد من الدول والممالك والامارات العربية التي صرفت أموالاً طائلة على هذه الحرب،.. فقط لأن سورية مع فلسطين وتدعم المقاومة في فلسطين.

لقد رأينا ورأيتم، هرولة العديد من الانظمة العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني وعقد اللقاءات السرية والعلنية معه، ورأيتم مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي مهد لصفقة القرن بوصفة ابتزاز للفلسطينيين عنوانها “الازدهار مقابل السلام”.

إننا نقول لهؤلاء، لو أن الأموال التي  صرفتمونها على الحرب ضد سورية وضد غير ساحة عربية، لو أن هذه الأموال سُخرت لدعم شعبنا ومقاومتنا في فلسطين، لتحققت العودة وتحررت فلسطين.

أمام كل هذا، فإننا نؤكد التمسك بخيار المقاومة، وجعل الموقف الرافض للصفقة المشؤومة منصة للفعل، والفعل بحاجة إلى إرادة، ونحن لا تنقصنا الارادة.

إن عملية القدس البطولية بالأمس، والمواجهات التي يخوضها أبناء شعبنا بمواجهة قوات الاحتلال الصهيوني، إنما هي تعبير عن الإرادة الفاعلة المصممة التي تقول:

لا لتهويد القدس وجعلها عاصمة لكيان العدو.

لا للمستوطنات.

لا للاحتلال

لا لاتفاقات الاذعان

لا لصفقة القرن.

نعم، إن اسقاط صفقة القرن يتطلب تصعيد المواجهة والمقاومة على كل الصعد. فالعدو الصهيوني بارهابه وغطرسته ضرب عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق والقرارات الدولية، وهذه فرصة لكي نعود جميعاً إلى مربع المواجهة الأول ضد العصابات الصهيونية، وإلى ميثاق الرصاصات الأولى للمقاومة الفلسطينية، وأن نلعن كل المسارات التسووية بما فيها القرارين 242 و338، لأن ما يسمى المجتمع الدولي تتحكم به اميركا الراعية الحصرية للكيان الارهابي الصهيوني الغاصب.

ان المسار الجدي لاسقاط صفقة القرن هو نهج المقاومة، وهناك خطوات مطلوبة لا بد منها، اسقاط اتفاق اوسلو وملحقاته الذي في ظله تعاظم الاستيطان والتهويد والاجرام الصهيوني، وتحقيق الوحدة الفلسطينية ـ الفلسطنية ووحدة كل قوى المقاومة في الأمة، ووبرنامج وطني فلسطيني، على أساس الحق وثوابت النضال ومشروعية الكفاح المسلح سبيلا وحيدا للتحرير والعودة والانتصار.

نعم للمقاومة.. لا لصفقة القرن… هذا موقفنا .. هذا قرارنا..  هذا خيارنا .. 

زر الذهاب إلى الأعلى