بأقلامنا

عن ذاك اليوم.. من الحوار بالنار! .. متى نزرع الورود بدل البارود؟؟ بقلم الناشط عباس عيسى

 

باكثر من طن من المتفجرات قُتِل الرئيس رفيق الحريري،وقبله وبعده قتلت رجالات من كل الطوائف، بأسلوب إجرامي كأن تضع هذا الكم من المواد القاتلة لإلغاء جسد أو فكرة أو مشروع، أصعب وأقسى حوار هو الحوار بالنار…

انظروا معي كم استهلك هذا الوطن من القيادات، من الناس الطيبين الذين التهمتهم السنة النيران وحطام الأبنية المتداعية…

حتى بتنا جميعا ورثة دم!!

لبنان قاسٍ بهذا المعنى اندرك ذلك لنعيد اليه طراوته؟؟الرئيس الحريري من رجالات لبنان الكبار دخل في وجدان طائفته ووطنه، قاد مشروعا انقاذيا لإعمار بيروت ولبنان ، وربما نظريته الاقتصادية والإتكاء على الديون في دولة لا أفق لها أضرّ باستقرار لبنان الاقتصادي..

يجتهد البعض بهذه المقاربة

أنا شخصيا لا أشك بإخلاص هذا الرجل.. وحيويته وأنه من بيوت الفقراء الذين أحس بهم واحتضنهم يوم رزقه الله ما حُرِم منه يوما، وأنه كان نكهة في الحياة السياسية ، وعلى مسافة قريبة وحب أكبر من الرئيس نبيه بري ، لاطفه وحيّاه في المجلس قبل دقائق من رحيله..

رفيق الحريري الذي بقوة علاقاته شرّع المقاومة دوليا من خلال تفاهم  نيسان ولعب دور وزير خارجية لبنان وسوريا في مفاوضات مدريد.. ووو …ما يحتاج لكتب.!.

من يعمل يخطىء فكيف اذا عمل بالسياسة،،؟

الشهيد الحريري طيب وودود وأسمح لنفسي أن أتحدث عن مسألة شخصية :حين ارسلتنا مؤسسة الحريري عام ١٩٨٦ الى فرنسا كبعثة تربوية حازت على منح من مؤسسته، بقيت فقط ٥ اشهر

وعدت ولم أكمل الدراسة.. ليس هذا المهم، الأهم:

-أننا كنا طلابا نشبه لبنان بتلاوينه المختلفة ..نزلنا في ضواحي مدينة نيس الراقية، كل وسائل الراحة موجودة ، كنا عائلة من بيروت والجبل من الجنوب والبقاع الى عندقت وعكار وطرابلس، أحببنا بعضنا وعرفنا لبنان أكثر،

-ولما عدنا لم تطلب منا المؤسسة أي التزام سياسي أو ربطت خدماتها بأي اعتبارات سياسية..

هذه انطباعاتي وأنا ما زلت اتذكر كتلة اللهيب والسيفور الحارق الذي اجتاح موكب الحريري وأقول: ما زال هذا اللهيب في جسد الوطن يتمظهر بأشكال مختلفة.. ينتظر إرادة مخلصة لإطفاء لهيبه، وأن نزرع الورود بدل البارود…

فهل يكون ذلك لنرتاح من كابوس الدماء

رحمك الله أبا بهاء

زر الذهاب إلى الأعلى