أخبار صور و الجنوب

لوالدي في ذكرى رحيله الف قبلة ورسالة حب٠٠ بقلم الدكتور عماد سعيد ٠٠

بينما كان على أهبة الاستعداد للرحيل لازمت والدي لعلني اسمع منه نصيحة وهو الذي لم يكن ليتكلم بل كان يصل النهار بالليل ليطمعنا رغيف الكرامة والتعب المقدس٠٠ لقد تكلم قليلا لكنه اعترف بكوني رجل ٠٠٠كان يفهم ان الرجولة في العصر القديم ليس تعريفها كما هي في العصر الراهن وحواضر الايام ليست كسابقاتها٠٠دمعت عينه وابتسم وقال بصوت متهدج تخنقه الدمعة انت رجل٠٠ وكان هذا هو الوسام من ارفع ما تلقيت في حياتي كان شهادة من استاذ بل معلم ليس مثل أي استاذ او معلم انه معلمي في حياتي وانا نتاج زرعه وتربيته وتفوقه حتى على نفسه الشريفة العفيفة المناضلة في سبيل حياة افضل ٠٠انا حصاد العمر ٠٠واليوم في ذكراه لا يسعني الا ان اصرخ وانادي هل من رجل يبارزني في محبة ابي وانا يتيم الاب والام ٠٠ هل من طفل حتى أطعمه كما اطعمني هل من مر يض كي اسعفه بدوا؛ او قسط، للمدرسة و بطاقة تموين انا ابن مدرسة الحياة الواقعية والسياسية الوطنية البسارية ابن العمال والفلاحين والفقراء والطبقة الوسطى ٠٠٠افتخر بكوني من نتاج هذه الطبقة واعدها اني سوف ابقى على درب الحياة الشاق والمرير على درب بنا؛ وطن للعدالة والمساواة وطن نتقاسم فيه الرغيف ونشبع٠معا لمصير واحد نحيا بأمل ورجا؛ ٠ ان مناسبة هذا الكلام عن والدي وعليه وفي شخصيته المتواضعة إنما هو ليس كي اذرف عليه دمعة بل كي أوجه رسالة إلى كل لبناني ان يتعلم من والده ومن امه محبة الوطن والتمسك بتاريخه ما احوجنا ان نعود لنبقى شعب واحد في وطن موحد٠٠ندرس في مدرسة الحياة المشتركة ونضحي في سبيل لبنان اجمل وأقوى بجيشه وشعبه ومقاومته ٠٠رحم الله والدي ووالدتي وحمى لبنان من المؤامرات والفتن ومبروك الانتخابات النيابية وما نتج عنها ٠٠٠ونلتقي ان شاء الله كي نفتح صفحة جديدة في كتاب الوطن والعمر والرجولة في مناسبات كثيرة ٠٠٠ الدكتور عماد سعيد

زر الذهاب إلى الأعلى