أخبار العالم العربي

مقابلة صحفية مع صولانج الراسي رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في “تلفزيون الآن”.

مقابلة صحفية مع صولانج الراسي
رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في “تلفزيون الآن”.

تونس \ متابعه جورج ماهر \ هلا صور

هل يمكنك إخبارنا عن رحلتك المهنية منذ البداية ووصولاً إلى منصبك الحالي كرئيسة لقسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في “تلفزيون الآن”؟

في بدايات مسيرتي المهنية كنت أسعى جاهدةً لبناء أساس معرفي متين ومراكمة خبرات أكبر في مجال الإعلام. وكانت تلك المرحلة أشبه بجسرٍ يربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، حيث كنت أبحث عن الفرص التي تُمكنني من تطبيق ما درسته واكتساب رؤية أوسع في مجال الصحافة والإعلام.

وفي هذا السياق، شكّلت “جريدة النهار” بوّابتي الأولى إلى عالم الإعلام. فقد منحتني هذه الصحيفة المرموقة فرصةً تدريبية لا تُنسى. وتعلّمت فيها أساسيات هذه المهنة النبيلة خطوةً بخطوة. ونجحت بفضل التدريب الذي تلقّيته في تطوير مهاراتي في كتابة الأخبار وتحرير المقالات، ما منحني نافذةً على آلية العمل الإعلامي من الداخل. وشهدت مسيرتي المهنية قفزةً نوعية عندما انطلقت في تجربة جديدة كصحفية في البرلمان اللبناني، حيث كنت جزءاً من الفريق الصحفي في العاصمة بيروت. وبفضل عملي مع وزير المهجرين آنذاك، تعرّفت عن كثب على سُبل إدارة وتنظيم العلاقات العامة والشؤون الحكومية.

وفي عام 2006، بدأت صفحةً جديدة في مسيرتي المهنية عندما قرّرت الانتقال إلى جمهورية مصر العربية للانضمام إلى مجموعة الشويري. وأتاح لي هذا القرار فرصةً لاستكشاف آفاق جديدة وتوسيع دائرة تجاربي ومعارفي في مجال الإعلام. وتولّيت خلال تلك الفترة مسؤولية الإشراف على أعمال (MBC) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما عملت على توحيد الجهود والتركيز على تعزيز حضور (MBC) في المنطقة من خلال تحديد استراتيجيات التواصل والتسويق، ما منحني فرصةً ممتازة لتطبيق مهاراتي في مجال الإعلام.

وفي عام 2015، شعرت بضرورة مُلحّة للانتقال إلى تحدٍ جديد. وأخذت مسيرتي المهنية منحىً تصاعدياً عندما انضممت إلى فريق عمل “سكاي نيوز عربية” في أبوظبي حيث تولّيت منصب مديرة رئيسية لعلاقات العملاء. وفتح هذا المنصب أمامي أبواباً واسعةً لتطوير وتنفيذ حملات إعلانية عالمية وفعّالة من خلال التعاون مع الجهات الحكومية والعملاء وتوجيه جهود الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة. وخلال فترة عملي مع “سكاي نيوز عربية”، اكتسبت معلومات مُعمّقة حول تحديات ومنهجيات العلاقات العامّة ووسائل الإعلام في البيئة العربية، فضلاً عن سُبل التفاعل مع وسائل الإعلام وإدارة الأزمات والتواصل الفعّال مع مختلف الجهات المعنية. والآن، عندما يعود بي شريط الذاكرة إلى البدايات، أُدرك أن القدر قد رسم لي مساراً يُعِدُّني من خلاله لهذا المنصب الحالي الذي أشغله.

وأشغل حالياً منصب رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في “تلفزيون الآن”. إن هذا الدور ليس مجرّد مسمّى وظيفي، بل ثمرة جهود ومسيرة طويلة حافلة بالصعوبات والتجارب التي مررت بها على مرّ الأعوام. وأتولّى في سياق هذا الدور مسؤولية تطوير وتنفيذ الخطط الاستراتيجية للعلاقات العامة والاتصالات في “تلفزيون الآن”. ويتطلّب هذا الدور رؤية مُعمّقة وتحليلاً دقيقاً للوضع الإعلامي والثقافي والاجتماعي لتحقيق الإمكانات القُصوى للقناة في مجال الاتصال وبناء علاقات متينة مع الجمهور العامّ والشركاء. وبصفتي المتحدثة الرسمية للقناة، فإنني أمثلها في مختلف الفعاليات والمشاركات. ويُعزز هذا التفاعل المباشر مع الجمهور والمشاركة في المناسبات المهمة حضورنا في المنطقة ويُترجم رؤيتنا وقيمنا بوضوح وكفاءة على أرض الواقع.

وبشكل عام، عشت مسيرةً مهنيةً حافلةً بالفرص والتحديات، وهو ما أعتبره سرّ نجاحي. وأنا ممتنة للفرص التي أُتيحت لي على طول الطريق. فقد تعلّمت الكثير من تجاربي السابقة، واكتسبت مهارات قيّمة في مجالات متعددة، ما ساعدني على النمو والتطوّر. وأدّت بي كلّ تُلك التجارب إلى مكاني الحالي.

كيف تحفزين فريقك على بذل المزيد من الجهد؟

إنّ تحفيز الفريق على بذل جهود إضافية يُعتبر أمراً أساسياً لتحقيق النجاح في أي مكان عمل. ويتطلّب ذلك بناء بيئة عمل داعمة تُشجّعهم على تقديم أقصى إمكاناتهم. وأجرت (Tinypulse)، وهي برمجية متخصصة في قياس مشاركة الموظفين، دراسة استقصائية وجّهت فيها أسئلةً للموظّفين عن دوافعهم لتجاوز التوقعات. وتصدّرت النتائج ثلاث استجابات رئيسية وهي الروح الجماعية والدعم المتبادل بين أفراد الفريق، والشعور بالتشجيع والاعتراف بالإنجازات، والرغبة الجوهرية في تحقيق النجاح. وتتماشى هذه النتائج مع نهجي في تحفيز فريقي. ومن خلال تجربتي الشخصية، أجد أن تحفيز الفريق يتطلّب بناء علاقات وثيقة معهم وتوفير الدعم المستمرّ والإرشاد والإلهام. وأشجع خلق بيئة عمل تعاونية من خلال إشراكهم في عمليات صنع القرار ومنحهم الفرص للتعلّم والتطوّر المستمرّين لمساعدتهم على النجاح.

وأؤمن أن تحفيز الفريق يتطلّب إدراكاً دقيقاً لاحتياجاتهم وتطلعاتهم، وتوفير بيئة عمل تعزز التعاون والتفاعل، وتقديم الدعم، والاعتراف بالجهود المبذولة، وتحفيز الرغبة الشخصية في تحقيق النجاح. ومن شأن ذلك أن يضمن تعزيز أداء الفريق وتحقيق نتائج إيجابية.

زر الذهاب إلى الأعلى