أخبار فلسطين

القيادي موسى لـ”كنعان”: الانطلاقة الجهادية تجديد لفكر الشقاقي وامتداد لرؤيا شلح وترسيخ لمواقف القائد النخالة

أكد مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أ. يوسف موسى، أن يوم أمس “السادس من تشرين” لم يكن كباقـــي الأيام، كما هو شهر “تشرين” بمفهوم المقاومة ليس كباقــي الشهور، إذ إنه تشرين الشهادة، تشرين الدم والعطاء، تشرين الشقاقي وهنادي والحلبي وغيرهما، تشرين الذي أعاد البوصلــة لوجهتها الصحيحة بالمفهوم الصحيح والواضح. 

وشدد موسى، في تصريح خاص لـ”وكالة كنعان الإخبارية”؛ أنه في مثل يوم أمس من العام 1987م انطلقت الحركـة من رحم المعاناة؛ لتذكر الأمــة -التي نسيت أو تخلت في مرحلــة من المراحل عن الجهاد- لاستعادتها. 

وأوضح القيادي في الجهاد، أنَّ مهرجانات الانطلاقة، التي أُقيمت في الساحات المختلفـــة (غزة – وسوريا – واليمن – ولبنان)؛ تدل بكل ثقة وإصرار على أن فلسطين هي عنوان المرحلــة، وقضية الأمــة المركزيـــة. 

وبيَّن أن هذه الاحتفالات في الساحات المختلفة هي تكريس لمفهوم معركــة “سيف القدس” و”وحدة الساحات” التي خاضتهما سرايا القدس وفصائل المقاومة؛ دفاعاً عن القدس والمسجد الأقــصى، وانتقاماً لدماء الشهداء الأبطال؛ لتُعيد للأمــة بريقها ووهجها من خلال المقاومة. 

وقال موسى: “نُذَكِّرُ الأمة بأن حركة الجهاد الإسلامي خاضت معركة “وحدة الساحات” بكل قوة وجدارة، واستطاعت منفردة الانتصار وإذلال كيان الاحتلال “الإسرائيلي”، وكسر عنجهية جيشه المهزوم، وإجباره على استجداء وقف إطلاق النار والرضوخ لطلبات المقاومة”. 

وتساءل: “فكيف بالأمة إذا توحدت خلف نهج المقاومـــة وفُعِّلَت المقاومــة من الساحات المختلفــة، لتجتمع معاً في مواجهة العصابات المحتلة؟”.

وأشار إلى أن وحدة الأمــة تعيد الحق السليب تحت رايـــة الجهاد المفروض في القرآن الكريم، لافتاً -في السياق ذاته- إلى ضرورة أن تمضي الأمة قُدُمَاً باتجاه القدس وتحرير فلسطين. 

وحول دلالة عنوان “قتالنا ماضٍ حتى القدس” الذي اتخذته الحركة شعاراً لانطلاقتها الـ35، أوضح القيادي في الجهاد: “هذا الشعار العظيم الذي رفعته الحركة عنواناً لإحياء الذكرى، إنما هو تجديدٌ لفكر ونهج الأمين العام المؤسس الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، وامتدادٌ لرؤيا المفكر والأمين الدكتور الراحل رمضان شلح، حينما قال: “والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن نترك فلسطين ما تركناها”. 

وأضاف: “وصولاً إلى موقف الأمين العام القائد زياد النخالــة، حينما أكد على أهمية فلسطين بمفهوم الجهاد وأطلق معادلتــه الذهبيــة: “فلنذهب للقتال كما نذهب للصلاة، وكلاهما التقاء الروح بخالقها”، وهذا تأكيد على استمرارنا بالمواجهة حتى تحقيق إحدى الحسنيين إما نصر أو شهادة”. 

وذكر أن حركة الجهاد الإسلامي انطلقت -أواخر سبعينيات القرن الماضي- من رحم المعاناة، والتمرد على الظلم الواقع على الأمة وعلى الشعب الفلسطيني؛ بسبب زرع كيانٍ غازٍ، محتلٍ، قائمٍ على الإرهاب وسفك الدماء وارتكاب المجازر. 

ونبَّه موسى إلى أن الحركة أعادت -من خلال تأسيسها- للقضية الفلسطينية رونقها وبريقــها، من خلال رفعها شعار الإسلام والجهاد؛ لتحرير فلسطين، فكانت الفصيل الأول الذي حمل القضية ببعدها الإسلامي مع الحفاظ على الأبعاد الأخرى، منها: القومية، والوطنية. 

وأكد أن “حركة الجهاد الإسلامي لم تنطلق لزيادة “عدد وكم” الفصائل والحركات الفلسطينية؛ لأن الواقع الفلسطيني مكتظ بالفصائل، ومزدحم بتفريعاتها، التي تركز على البُعد الوطني والقومي، وإنما اتخذت العقيدة والإسلام منهجاً وعنواناً وأساساً خطُّوا عليه مسيرة جهادهم المباركة”.

وشدد على أن الشهيد المؤسس فتحي الشقاقي وإخوانه المؤسسين فهموا جيداً أهمية البُعد الديني وترابطه مع القومية العربية والوطنية، فكانت الحركة مثالاً يُحتذى بها في نسج العلاقات مع كافة الفرقاء الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، إضافةً إلى أحرار العالم، على قاسم مشترك وهو العمل من أجل فلسطين، والسعي لتطهيرها من دنس الاحتلال.

وبيَّن القيادي في الجهاد أن حركـــة الجهاد الإسلامي بانطلاقتها وجهت البوصلـــة لمكانتها الطبيعية، حيث إن مشروع إنشاء كيان الاحتلال “الإسرائيلي” قائم على العقيدة التوراتية والمعتقد “اليهودي”؛ لذلك لا يمكن مواجهته إلا بمشروع ديني عقدي يجمع الأمـــة ويوحدها تحت عنوان “فلسطين قضــية إسلامية دينيــة قبل أن تكون وطنيـــة وقوميـــة”، وهذا ما فعلته انطلاقة الجهاد. 

وفي معرض رده بخصوص علاقة حركة الجهاد الإسلامي بالدول العربية والإسلامية، أجاب: “منذ تأسيس الحركـــة وانطلاقتها كانت فلسطين، وما زالت، العنوان والمحدد الرئيس للعلاقـــة مع كل المكونات على امتداد العالم، لا سيما الدول العربيــة. 

وفسَّر قوله: “ترسم حركــة الجهاد الإسلامي وتحدد علاقاتها مع الدول على قدر انتماء هذه الدول، وتبنيها للقضية الفلسطينية، ومدى دعمها وإسنادها لفلسطين، وبناءً عليــه لم تنحاز الحركــة ولم تنخرط في أي مشروع من شأنه خسارة أي بلد، وتحاول دائماً مدَّ الجسور مع هذه الدول على قاعدة أن فلسطين هي القضية المركزية للأمتين العربية والإسلاميـــة”. 

ومضى بالقول: “محددات الحركـــة وعلاقتها مع كل دولــة ومتانتها تخضع للرؤيــة من فلسطين، وميزان سلوك هذه الدول؛ لذلك كانت حركــة الجهاد واضحةً -ضمن أدبياتها، وتصريحات القيادة- على الانفتاح بشكل كبير، والحرص على العلاقــة مع ممن يناصب كيان العدو الغاصب العداءَ. 

وأضاف: “بالمقابل لم تهادن، ولم تساوم، وأعلنت انتقادها الحاد للدول المطبعـــة مع كيان الاحتلال، ودعتها للعودة عن هذا السلوك المدمر للوطن العربــي ولقضية فلسطين”.

وفي ختام حديثه، لـ”كنعان الإخبارية”، جدد موسى تأكيده على أن حركة الجهاد متمسكة بنهج المقاومة والجهاد، وتسير على نهج الشهداء والقادة، وستبقى بنادقها مشرعة في وجه العدو “الإسرائيلي”، وقتالها ماضٍ حتى القدس -بحول الله-.

زر الذهاب إلى الأعلى