Uncategorizedبأقلامنا

يا إلهي !! مَنْ أنا !! بقلم الشاعرة غريتا بربارة

يا إلهي !! مَنْ أنا !!

جئتُ لا أدري مِن أين !
لكني أتيت !
جامدٌ هو قدومي …
ضائعة هائمة تقلُّبات الدنيا
من يوم مولِدي .
طرحني الله من أنفاس روحه نواةً
صالحة في رحم الحياة . وَوُلِدتُ
من أعماق لمحةِ العمر .
ومن يَومي وأنا أحلم .

أسأل نفسي : مَنْ أنا يا إلهي!
دخلتُ مخدع الحياة وفي روحي
عناصر تتقلّب تتصارع تهبُط
تتصاعد تنحدر تغفو وتستيقظ.
تنام نَوماً عميقاً حتى الصباح مع
رحلة أحلامها الطويلة.

وفي المنام ألمح ملائكة بيضاء
تغني لي في ثواني الغفوة
وملائكة الخير توقِظُني
عند وَعيْ اليقظة .
وأسأل الله في كل لحظة
يا إلهي ! مَنْ أنا !!

حتى سمعتُ صوتاً يهمس
كالرعد السماوي وگهَمسِ طفلٍ
في حُضنِ أمّه يتلمّس حنانها
منتظراً ابتسامة الدفء والبركة
قال الصوت العميق في روحي :
أنتِ يا بنة مصلوبة على غصن
شجرة تتعمََد من الريح النقي.
تسكب على أفرعتها مباهج
وأطايب الثمار الناضجة .
تتبرعم مع كل اطلالة ربيع
تلامس أصابعها الناعمة
أحاسيس البشر .

تفتش في أعماقها على
ملامسٍ تُداعِب أوراقها
الندية الخضراء.
روحك ترافق شباب العمر
قلبك يعانق محبة اللامحدود .

صبية أنتِ مهما خطَّت السنون على
جبهة البياض .
واقفة وحدكِ أمام الليل
تداعبين أحلامه .
وحدك أمام البحر تسامرين أمواجه.
وحدكِ أمام الفضاء تضمِّين مداده
بِكَفَّتَيْ يديكِ
أما عيناك فهُما للسماء
ولِ الذي أعطانيك الحياة .

هل يا بنة وصلَكِ الجواب
على سؤالك ؟!
هاكِ هواء الحرية مُثقلاً بِ ندى البقاء .
اذهبي وعلّمي الإنسان أن يبحث
عن ذاته . ألا يبحث عن نفسه
في الأوهام!
بل سيجدها إذا تصالح مع ذاته
سيرى حقيقة وجوده بلا سؤال.

لفحني نسيمٌ من أنفاس إلَهِية.
اجتاح انسانيتي الأريج السماوي !

بقلم: غريتا بربارة ✍🏻
أميرة الأحلام🇱🇧
USA 9/28/2023

زر الذهاب إلى الأعلى