بأقلامنا

تقديم حفل افتتاح معرض الكتاب العربي الثامن بقلم الاعلامية وفاء بيضون

تقديم معرض الكتاب العربي الثامن

‏‎في البدء كانت الكلمة ..
‏‎والكلمةُ هي الله . فبسمِ الله أبدأ بالسلام مرحبةً بالسادةِ الحضور .

‏‎راعي حفلنا هذا معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى .
‏‎أصحابَ السماحةِ والغبطةِ والسيادة والسعادة .
‏‎الوفودُ الحزبيةُ اللبنانيةُ والفلسطينية .
‏‎ممثلي الجمعياتِ الأهلية
‏‎أصحاب دورِ النشر ، المفكرون والنخب الثقافية
‏‎جانب السيداتِ والسادة، الحضورُ الكرامُ جميعا وكلّ بما يمثل .السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

‏‎نجتمع اليومَ لافتتاحِ فعاليات معرضِ الكتاب العربي الثامنِ في مدينة صور، وكلنا يعلمُ صعوبةَ الأزماتِ المتتالية التي ألمّت بالوطن : السياسيةِ منها، والاقتصاديةِ والمالية والنقدية والمعيشية والصحية والتعليمية والنفسية والمعنويةِ وعلى كافة الصعد، وما زال القيّمونَ على إقامةِ المعرض لديهم الاصرارُ السنويُّ الدؤوب من دون كللٍ أو مللٍ لاحياء الكلمةِ والكتاب، بل إحياءِ الحياة، فبوركتْ هذه الجهود وأخصُّ بالذكر رئيسَ جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية الدكتور عماد سعيد وجميع المنظمينَ على جهودِهم المبذولة .

‏‎بين معركةِ الوعي والجهل، جولاتٌ لا تنتهي بمنتصرٍ ومهزوم .
‏‎وبين الثقافةِ والتجهيلِ خيطٌ رفيع اذا ما أمسكنا بنواصيه نتمكنُ من السيطرةِ على الممكن منه والمتوجبِ عليه.

‏‎فالكتابُ والانسانُ توأمانِ لا ينفصلانِ في كثيرٍ من المواقع، يعكسُ الأول ما يختزنه الثاني ليولد باكورةَ معرفةٍ وثقافةٍ واستمرار تواصل .

‏‎إن الثقافةَ بما تحمل من تنوعٍ على اختلاف مشاربِ البشريةِ تشكلُ نقطةَ الارتكاز لايقاظِ الوعي في أمتنا مقابل كيّ الوعي الذي يداهمُنا بأكثر من أسلوبٍ وطريقة .

‏‎فالعلمُ والبحث والثقافة والكتابُ أدواتٌ لا يمكن بناءُ مجتمعٍ من دونها، ولا يمكن تغييرُ سلوكِ الأفراد وتعديلُ توجهاتِهم إلا من خلالها .

‏‎عندما أقرّ المجتمع الدولي يومًا عالميًا للكتاب في الثالثِ والعشرينَ من نيسانَ من كلِّ عام، كان يدركُ اهميةَ القراءةِ ودورَ ذلك في نشرِ المعرفة وتمازجِ الحضارات وتلاقحِها بغضّ التظرِ عن التباين في المضمونِ أو الاستغراق في المعتقدات .

‏‎ إن مفهومَ الكتاب ونشر الثقافةِ في علم الاجتماع هو مجموعةٌ من السلوكياتِ والمبادئ والمعتقدات التي يكوِّنها كلّ فردٍ في شخصيته، وتكون متوافقةً مع الدينِ والدولة ومع البيئة الاجتماعية، وبذلك يكون هذا المفهومُ مرتبطًا حسب رأيِّ علمِ الاجتماع بالعادات المكتسبةِ عبر نتاج الثقافة ومروحةِ تنوعها الواسعة .

‏‎ في القرن الثامنِ عشر، ومع تطور الحياة، وتقدمِ العصور، تطورَ مفهومُ الثقافة، وتطورت معه قيمةُ النصِّ والكتاب.. ففي عصر النهضةِ أو التنوير أو الثورة الصناعية، صارتْ المعاييرُ الاقتصاديةُ هي مقياسَ الثقافة لكلِّ مجتمع، ومن ثم زادوا عليه معيارَ التقدمِ التقني في عصر التكنولوجيا وثورةِ المعلومات .

إن الثقافةَ هي اكتسابٌ وتعلمٌ وتغيير في السلوك، ولكنّ هذا السلوكَ وتلك العاداتِ هي التي تختلف باختلافِ العصور، وباختلاف آراءِ العلماء الذين يضعونَ معاييرَ لقياس الثقافة، ومهما اختلفت الآراءُ حول تعريفِ الثقافة، يبقى الأمرُ الثابت والمتفقُ عليه أن الثقافةَ في تطور وازدهارٍ مستمرين، فهي بذرةٌ نغرسها في الأرض ثم تثمر وتثمر وتتطاولُ في الفروع والأغصانِ كلما كان الاهتمامُ بها متقنًا وموجهًا نحو الفضيلة وبناءِ الأمة على أسسٍ سليمةٍ تواكبُ تطورَ العصرِ وتستفيد من عثراتِ التاريخ لتحولَ موطنَ الضعف الى روافدَ قوةٍ لبناءِ المجتمع والاوطان .

‏‎وما معرضُ الكتاب الذي نحتفي باطلاقِ فعالياته من مدينة صور، مدينةِ العلمِ والابحار، نحو العالمِ القريب والبعيد سوى حلقةٍ من حلقاتِ تدعيم قطاعِ النشر وتحفيزِ القراءة واستكشاف المكنوز في بواطنِ الكتبِ لنبقى على دفتي قضيةٍ لا تعرف المساومة. فبيدٍ كتابٌ وقلم لمواجة شيطانِ الجهل وباليدِ الأخرى بندقيةٌ تقاوم العدوَّ وتحمي الوطنَ من شيطنة الاحتلال وغطرسته .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

افتتح المعرض يوم السبت في 29 تشرين الاول 2022 برعاية معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى في مجمع باسل الاسد الثقافي ــ بدعوة من جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية

زر الذهاب إلى الأعلى