اصدارات

ندوة وتوقيع كتاب “ذاكرة الجرح والحصار” لمؤلفه هاشم الايوبي في جمعية متخرجي المقاصد

وطنية – استضافت جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية في بيروت، بالتعاون مع جمعية “تراث بيروت”، ندوة لتوقيع كتاب “ذاكرة الجرح والحصار” لمؤلفه الدكتور هاشم الأيوبي.

حضر الندوة الوزير السابق حسن منيمنة، القنصل محمد الجوزو، رئيس جمعية “تراث بيروت” سهيل منيمنة، رئيس المركز الإسلامي في عائشة بكار المهندس علي نور الدين عساف، رئيس عمدة دار العجزة الاسلامية الدكتور وسيم الوزان، رئيس جمعية “ملتقى بيروت” الدكتور فوزي زيدان، المستشار عثمان مجذوب، الدكتور أحمد الدباغ، المحامي ميشال فلاح، أعضاء المجلس البلدي لمدينة بيروت: المهندس محمد سعيد فتحة، المهندس مغير سنجابة، يسرى صيداني بلعة، وجمع من فعاليات بيروت ومخاتير وأعضاء من الهئتين الإدارية والاستشارية للجمعية، ومتخرجون مقاصديون.

شربجي

بداية، ألقى رئيس جمعية متخرّجي المقاصد الإسلاميّة في بيروت الدكتور مازن شربجي كلمة قال: “بيروت الأبيّة التي كانت وما زالت حاضنة الشّعب الفلسطينيّ وقضيّته العادلة وحقوقه. هذه العاصمة هي أوّل مدينة ترفعَ السّلاح، وتدافع عن نفسها في وجه أعتى آلةٍ عسكريّةٍ في المَنطِقة بإمكانيّات متواضعة، اذ هبّ اهلها في تلك الأيّام من صيف 1982، واجبروا العدوّ الإسرائيليّ على الانسحاب منها، ولقّنوه درساً عنوانُه بيروتُ العزةُ لا تخضع.. ولا تركع”.

أضاف: “هي بيروت قلعةُ العروبة، ومَوْئلُ  العرب التي حملت همومَهم  وما تزال وستبقى. هي بأهلها سدٌّ منيعٌ في وجه أيِّ محتلٍّ أو مُتَعَدٍّ، ولا يَهْنَأُ فيها محتلٌّ وغريبٌ مهما طال الزّمان”.

وتابع: “إنّ جمعيّة متخرّجي المقاصد الإسلاميّة في بيروت كذلك تؤكّد عظمةَ مدينةِ بيروت واهلِها وتُثني على شجاعتِهم ومروءتِهم، فهم الذين لا يَتَوانَوْنَ في الدفاع عن عروبة بيروت وعروبةِ ايِّ قضيةٍ خصوصًا اذا كانت قضيةً عادلةً مثلَ القضيةِ الفلسطينية، فنحن كنّا وسنبقى حاضنين ومؤيّدين لحقوق الشّعب الفلسطينيّ، انطلاقاً من عروبتنا، ومن ميثاق جامعة الدّولِ العربيّة. ويَهُمُّنا التذكيرُ بأنّ بيروت كانت نقطةَ انطلاقِ مبادرةِ السّلامِ العربيّة التي أطلقها الملكُ السّعوديُّ الرّاحل عبدُ الله بنُ عبد العزيز -رحمه الله تعالى- في قمّة 2002 العربيّة”.

وأكد موقف الجمعية تجاه رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين، قائلا: “نؤكّد رفضَنا المُطلق أيَّ مُتاجرةٍ بالقضيّةِ الفلسطينيّةِ وحقوقِ الإخوةِ الفلسطينيين، وأيَّ استغلالٍ لهذه القضيّةِ العربيّةِ الانسانيّةِ المُحقّة. كذلك نؤكّد حقَّ عودةِ إخوتِنا الفلسطينيين إلى أرضِ فلسطين وعاصمتُها القُدسُ الشّريف، كما يؤكّد هذا إجماعَ العربِ في مبادرةِ السّلام وكلِّ القِممِ العربيّة”.

دندن

بدوره، تحدث نائب رئيس جمعية “تراث بيروت” الإعلامي زياد دندن عن أهمية الكتاب الذي يروي صمود بيروت وأهلها في وجه الاجتياح الإسرائيلي 1982″.

وقال: “بعد أربعين عاماً ، تصدر الطبعة الثانية من كتاب الدكتور هاشم الأيوبي عن يوميات الإجتياح الصهيوني لبيروت وقبل ذلك حصارِها ولغاية احتلالِها لمدة أيام، أذاقت المقاومة الوطنية لأهل بيروت العدوَ الغاصب، أصناف العذاب وكلّ اوجه العداء، مما دفعه للإستغاثة والنداء بعدم إطلاق النار ف”إننا منسحبون”. عايشت تلك المرحلة، كما عايشها كثيرون من أهلنا الصامدين المقاومين، وأصابني وأصاب عائلتي من أهوالها ما أصابنا وكان لي شرفَ أن أكونَ على ثغرٍ من ثغور المقاومةِ والصمود من خلال عملي مذيعاً في إذاعة صوت لبنان العربي”.

أضاف: “ان أعضاء جمعيّة تراث بيروت تعاهدوا عدمَ التعاطي بالسياسة والدخولِ في زواريبِها، وعدمَ التبعيّة لأيٍّ من رموزها مهما كانت الضغوطات والأعباء. لذلك ارتأينا أن تناولَ تلك المرحلة من تاريخ بيروت الحديث، سيكون بمثابة تعريفٍ وتوثيقٍ للأجيال الشابّة من أبنائنا وبناتنا، لتضحيات أهلِهِم في مقاومة المحتل، كلّ محتل، وليكون ذلك حافزاً لنا كي نتوحّد على حبّ بيروتنا التي نريد، وليس تلك البيروت التي يحاولون اليومَ محوَ تاريخِها، وطمسَ هويّتِها العربيةِ العروبية”.

وختم: “شكراً الدكتور الأمير هاشم الأيوبي، وبورك فكرك وسلمت يمينك بما خطّت من يوميات تلك المرحلة التي حواها مؤلفُكم”.

سلام

وكانت كلمة لرئيس تحرير جريدة “اللواء” صلاح سلام تناول فيها قراءته للكتاب وفصوله والحقائق التي تضمّنها عن أيام صمود بيروت، لافتا الى أن “العدو الإسرائيلي أصر على معاقبة بيروت وأهلها، لإحتضانهم القضية الفلسطينية وقيادتها، في وقت تخلى عنها الآخرون”.

واستذكر “المقاومة الضارية التي أبداها اللبنانيون في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية في شوارع بيروت، من حي الى حي، ما اضطر العدو لأن يستخدم المذياع لإعلان إنسحاب قواته الفوري من شوارع بيروت”.

وقال: “الدكتور هاشم الأيوبي بكلماته المؤثرة، جمع فيها بين المعاناة الإنسانية والكبرياء الوطنية، وبين بطولات المقاتلين وتضحيات المواطنين، وبين وحشية العدو في تدمير الأهداف المدنية والأحياء السكانية، وبقاء الناس فوق أنقاض منازلهم متمسكين بإرادة الصمود، وعدم إخلاء أحياء بيروت”.

أضاف: “المؤلف لم يُسجّل وقائع الحصار الميدانية، وتفاصيله اليومية بل رصد تداعيات الغزو والحصار على الإنسان والمكان، ليكشف بتعابير بسيطة وجُمل موجزة الأهداف الإستراتيجية والبعيدة للعدوان”.

وتابع: “بيروت حاضرة دائما في وجدان هاشم الأيوبي. هي قلب الوطن والصدر الواسع لكل اللبنانيين، هي مدينة التحدي وعاصمة الكبرياء، تتجمع فيها حكايات المجد، وتشهد شوارعها على ملحمة الحصار، وترفع منابرها رايات النضال”.

الأيوبي

أما مؤلف الكتاب فقال: “قبل أكثر من نصف قرن دخلتُ بيروت من بوّابة المقاصد مدرّساً في مدرسة الخضر التابعة للجمعيّة والواقعة عند مدخل المدينة. أحببتُ تلامذتها وأحببت شيخها محيي الدين سوبرة ومديرها سليم النقاش الذي قضى في أوّل غارة إسرائيليّة على المدينة الرياضية مع بدء حصار بيروت قبل أربعين سنة. فكم سعيد أنا اليوم وفخور بأن أكون في رحاب المقاصد وفي عبق تراث بيروت وإلى جانب لوائها المسكون بحبّها الناطق بهمومها وطموحاتها، وإلى جانب صوتٍ كان ينشر سحاباتٍ نديّةً من طمأنينة الإيمان والثبات من صوت لبنان العربي، الذي كانت تُبثّ منه هذه اليوميات التي جُمعت في كتاب يروي ملحمة صمود بيروت تحت الحصار والاجتياح”.

أضاف: “شاهدت شباباً تركوا كتبهم وحملوا بنادقهم وتوجهوا إلى بوابات عاصمتهم ليمنعوا عنها جحافل الحقد والموت الأسود. لم تكن حربُهم حربَ زواريبَ وطوائف، كانت عاصمتهم تخوض باسم الوطن والأمّة أشرس وأشرف حروب الوطن والأمّة”.

وتابع: “كانت دار الفتوى قلعة لصمود أهل بيروت، تحت سقفها يدعو المفتي الشهيد حسن خالد وإلى جانبه العلاّمة الشهيد صبحي الصالح، أبناء العاصمة والوطن من كلّ أطيافهم ليتحملوا مسؤولياتهم في الحفاظ على بيروت ووحدتها والوطن ووحدته. وكانت دار الفتوى واحة أمان لأهل العاصمة بما تمثّله من ثقة ومن تفانٍ في تخفيف معاناة المحاصَرين. لذلك كان لا بدّ من أن يُغتال حسن خالد وصبحي الصالح وكلّ من أراد معهما وبعدهما أن يحافظ على لبنان ووحدته وأن تبقى بيروت بهوّيتها الأصيلة رمزاً حضاريّاً لهذه الوحدة”.

وختم: “إنّ كلَّ كوابيس الحصار الطويل لا تساوي لحظة من كابوس أن ترى مدينتك التي أحببت محتلّة. ليس صعباً أن أصف الشوارع الممتلئة بالخراب والشاهدة على وحشيّة ما جرى ، ليس صعباً أن أصف حالة الحذر عند عبور هذا الشارع أو ذاك ، ليس صعباً أن أصف دخان الحرائق ودمار البيوت والشوارع. ولكن كيف أستطيع أن أصف الدبابات الإسرائيليّة والجنود الإسرائيليين في شارع مار الياس وبرج أبي حيدر وكورنيش المزرعة؟ كيف لي أن أصف دبابة إسرائيلية وجنوداً إسرائيليين أمام مقرّ منظمة التحرير الفلسطينية أو على باب جامع عبد الناصر؟ أهو الحلم – الكابوس أم اليقظة المستحيل؟ أشعر أنّ كلّ جنديّ إسرائيليّ أمامي على يديه دماء طازجة من صبرا وشاتيلا ومن دماء أطفال بيروت والجنوب ودماءً لا تزال تسطع من دير ياسين  ومن مدرسة بحر البقر وعمّال مصانع حلوان”.

وختاما كانت مداخلات من الحضور مع المؤلّف تناولت محطات عايشها الأيوبي وبعض الحاضرين للندوة.

زر الذهاب إلى الأعلى