بأقلامنا

التلمودية والصهيونية بين التطرف والوحشية بقلم د. شريف نورالدين

د. شريف نورالدين بتاريخ: ٨ / ٦ / ٢٠٢٤

التلمودية والصهيونية بين التطرف والوحشية

هآرتس تحذر من “انهيار إسرائيل” في ظل تصاعد العنف والتطرف.

في زمننا المعاصر، تتخذ الوحشية أشكالًا متعددة وتنتشر كالنار في الهشيم عبر المجتمعات، كاشفة عن الجانب المظلم في النفس البشرية. الوحشية ليست مجرد عنف جسدي أو اعتداء مباشر؛ إنها تتجلى أيضًا في القمع، والتعصب، والتمييز، والتجاهل البارد للإنسانية ودور الحكومات والدول من تحيز لنصرة الظالم على المظلوم وترويج الباطل وطمس الحقيقة والكذب والنفاق على الناس والتجاهل والتغاضي بل المشاركة المباشرة في التوحش كمثال اوروبا اليوم من قمع للحريات المنادية بوقف الحرب والابادة على وغزة، وكذلك وحشية اميركا بالتعامل مع حتجاجات الجامعات وغيرها، مما ادى الى نشأة هذه السلوكيات من أعماق الغرائز البشرية، وتغذيها الأيديولوجيات المتطرفة والمخاوف غير المبررة، من ميادين الحروب والصراعات إلى الشوارع المكتظة، تتحول لحظات الكراهية إلى أعمال همجية تترك ندوبًا عميقة في نفوس الأفراد والمجتمعات، في كل مرة نغض الطرف عن الوحشية، يسمح لها بأن تتغلغل أكثر في نسيج حياة البشر، مما يجعل التحدي أمامها أكبر في سبيل تحقيق السلام والتعايش، من هنا يأتي تسايط الضوء على مايحصل اليوم في غزة القدس من تطرف ووحشية لم يسبق لها مثيل على مدى التاريخ.

واليوم للقدس، 7 يونيو/ حزيران 2024 : في مشهد يعكس توترات متزايدة، شهدت القدس في الأيام الأخيرة أحداثًا صادمة تمثلت في هجمات عنيفة شنها متطرفون يهود على صحفيين إسرائيليين وفلسطينيين. تأتي هذه الهجمات على خلفية مسيرة الأعلام المثيرة للجدل، التي تجوب شوارع القدس سنويًا، والتي تُعتبر بالنسبة للكثيرين رمزًا للتطرف القومي المتزايد.

وفي هذا السياق وذات التاريخ، أطلقت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تحذيرًا صارخًا من مغبة استمرار هذا الاتجاه الخطير. وسط تصاعد التوترات في القدس وتصاعد الحرب في غزة، تطرح الصحيفة تساؤلات جوهرية حول مستقبل إسرائيل وتدعو إلى إعادة التفكير في النهج الحالي لمنع ما تصفه بأنه “انهيار حتمي” إذا لم يتم التحرك السريع لوقف هذا التصعيد.

مقابل هذه الأجواء المتوترة، يعيد الكثيرون النظر في نبوءات المفكرين الذين تنبأوا منذ عقود بأن النشوة الوطنية والانتصارات العسكرية قد تقود إلى تطرف قومي مقلق، مما قد يؤدي في النهاية إلى تهديد وجودي للدولة. ما يحدث الآن في شوارع القدس قد يكون مجرد مؤشر على أزمات أعمق تتطلب استجابة سريعة وجذرية.

– تصاعد تطرف ووحشية وهجمات المستوطنين المتطرفين:
في هذا العام، اتخذت المسيرة طابعًا عنيفًا بشكل غير مسبوق. مجموعات من المستوطنين المتطرفين، الذين يتبنون أيديولوجيات قومية ودينية متشددة، هاجمت الصحفيين والمارة، متسببة في إصابات وأضرار جسيمة. هذه الأحداث لم تكن مجرد اشتباكات عرضية بل جزءًا من نمط متزايد من العنف يمارسه بعض المستوطنين اليمينيين ضد الفلسطينيين وأحيانًا ضد الإسرائيليين المعتدلين الذين يُنظر إليهم على أنهم لا يدعمون أجنداتهم.

* السياق السياسي والاجتماعي للعنف والتطرف:
١- السياسات الإسرائيلية في القدس:تواصل إسرائيل تكثيف بناء المستوطنات في القدس الشرقية، وهي سياسة تُعد غير شرعية بموجب القانون الدولي، هذه المستوطنات المغتصبة دائما ما بؤرًا للتوتر، حيث يعيش المستوطنون بجوار المجتمعات الفلسطينية، مما يخلق بيئة خصبة للصراع.

٢- الأيديولوجيا القومية والدينية المتطرفة: يعزز اليمين المتطرف في إسرائيل أيديولوجيا قومية ودينية تعتبر السيطرة الكاملة على القدس، بما في ذلك مواقعها المقدسة، أمرًا غير قابل للنقاش. هذه الأيديولوجيا تجد دعمًا بين شرائح من المجتمع “الإسرائيلي”، مما يساهم في تصاعد العنف تجاه الفلسطينيين وكل من يُعتبر معارضًا لهذه الرؤية.

– الأنماط السلوكية والنفسية:
١- التطرف الجماعي: المجموعات المتطرفة غالبًا ما تتشكل حول هويات مشتركة وأهداف قومية أو دينية. هذا الانتماء الجماعي يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات عنيفة، حيث يشعر الأفراد بأنهم جزء من مهمة “مقدسة” لحماية هويتهم وأرضهم. العنف في مثل هذه الحالات يمكن أن يكون وسيلة لتحقيق الشعور بالتفوق والحفاظ على الهيمنة.

– التأثير النفسي للصراع المستمر: الصراع المستمر في القدس والضفة الغربية يولد شعورًا مستمرًا بالتهديد والخطر، مما يزيد من احتمالية تصاعد العنف. القلق والخوف يمكن أن يدفع الأفراد والجماعات إلى اتخاذ مواقف متشددة وعنيفة كرد فعل دفاعي أو هجومي.

– التداعيات المحتملة للعنف المطرد:
١- تآكل التعايش: استمرار هذه الأعمال العنيفة يعمق الفجوة بين اليهود والفلسطينيين في القدس، مما يقوض أي جهود لتحقيق التعايش السلمي. العنف يولد مزيدًا من العداء والكراهية، مما يجعل من الصعب للغاية بناء جسور الثقة والتعاون بين المجتمعات المختلفة.

٢- تشويه صورة إسرائيل عالميًا: هذه الأحداث العنيفة، لا سيما عندما تتصدر عناوين الأخبار الدولية، تسهم في تشويه صورة إسرائيل على الساحة العالمية، مما يؤدي إلى انتقادات دولية متزايدة وسياسات عزلة محتملة. تصاعد العنف والتطرف يُنظر إليه كدليل على فشل السياسات الحكومية في إدارة التوترات الداخلية.

٣- تهديد الأمن الداخلي: التطرف والعنف الداخلي يمكن أن يؤدي إلى تصاعد الإرهاب وردود الفعل العنيفة من الجانب الفلسطيني، مما يهدد الأمن الداخلي ويزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

* أحداث عنف ما قبل الأخيرة:
– 29 مايو/أيار 2022: مسيرة الأعلام والاعتداءات على الفلسطينيين: في 29 مايو 2022، خلال مسيرة الأعلام، اندلعت مواجهات عنيفة بين المستوطنين والفلسطينيين في القدس الشرقية. قام المستوطنون برفع شعارات قومية متطرفة وتعرضوا للفلسطينيين بالاعتداءات اللفظية والجسدية. وثقت التقارير اعتداءات على المنازل والمحال التجارية الفلسطينية، وكذلك تحطيم زجاج السيارات .

– 5 أبريل/نيسان 2023: اقتحام الأقصى واشتباكات عنيفة: في 5 أبريل 2023، اقتحم مجموعة من المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع المصلين الفلسطينيين. هذه الأحداث تزامنت مع احتفالات عيد الفصح اليهودي، مما زاد من التوترات في المدينة. أسفرت الاشتباكات عن إصابة عشرات الفلسطينيين واعتقال عدد منهم .

* تحذيرات يهودية: لطالما كانت إسرائيل موضع تنبؤات وتحذيرات من مفكرين بارزين حول المخاطر الكامنة في التطرف القومي والعنف. فيما يلي بعض الأمثلة البارزة:

– يشعياهو ليبوفيتش: كان يشعياهو ليبوفيتش، الفيلسوف الإسرائيلي المعروف، قد حذر بعد حرب الأيام الستة عام 1967 من أن النشوة الوطنية والانتصارات العسكرية قد تؤدي إلى تطرف قومي مقلق. ليبوفيتش توقع أن “القومية الفخورة” ستتحول تدريجيًا إلى “قومية متطرفة” ومن ثم إلى “وحشية”، وأن المرحلة النهائية ستكون نهاية المشروع الصهيوني إذا لم يتم كبح هذه الاتجاهات.

– آفيشاي مارغاليت: في تحليلاته، حذر الفيلسوف الإسرائيلي آفيشاي مارغاليت من أن احتلال الأراضي الفلسطينية من شأنه أن يفسد الروح الأخلاقية للمجتمع الإسرائيلي. رأى مارغاليت أن استمرار السيطرة العسكرية على الأراضي المحتلة سيؤدي إلى تفاقم العنف وتعميق الانقسامات الداخلية في إسرائيل، مما يهدد تماسكها كدولة.

– عاموس عوز: الروائي والناشط السياسي عاموس عوز دعا مرارًا إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين وحذر من أن استمرار الصراع سيؤدي إلى مزيد من التطرف والعنف. عوز كان يعتقد أن الحل الوحيد هو التوصل إلى اتفاق سلام عادل يمكن أن ينهي دورة العنف ويسمح لإسرائيل بالبقاء كدولة ديمقراطية.

– يوفال نوح هراري: المؤرخ يوفال نوح هراري، المعروف بتحليلاته الشاملة لتاريخ البشرية ومستقبلها، أشار إلى أن إسرائيل قد تواجه تحديات وجودية إذا لم تتمكن من تحقيق سلام مستدام مع جيرانها. هراري شدد على أن استمرار الصراع والتطرف يمكن أن يضعف القدرة الاستراتيجية والاقتصادية لإسرائيل على المدى الطويل.

* تحذيرات عالمية: لم يقتصر التحذير من مخاطر التطرف والعنف على المفكرين الإسرائيليين فقط. فقد حذر العديد من الشخصيات العالمية البارزة من العواقب الكارثية التي قد تنجم عن تصاعد التطرف القومي والديني في أي مجتمع، بما في ذلك إسرائيل. فيما يلي بعض الأمثلة البارزة:

– نعوم تشومسكي: الكاتب والمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، المعروف بانتقاداته الشديدة للسياسات الخارجية الأمريكية والإسرائيلية، حذر مرارًا من أن استمرار السياسات العدوانية والاحتلال الإسرائيلي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من العنف والتطرف. تشومسكي شدد على أن القمع والتوسع الاستيطاني سيزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة ويضع إسرائيل في مواجهة مستقبل غامض ومليء بالمخاطر.

– جيمي كارتر: الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي لعب دورًا محوريًا في التوسط لتحقيق السلام بين مصر وإسرائيل، حذر من أن الفشل في تحقيق حل الدولتين سيفتح الباب أمام تطرف متزايد من كلا الجانبين. كارتر أشار إلى أن استمرار الاحتلال وبناء المستوطنات سيجعل من الصعب الوصول إلى سلام دائم ويهدد بتحول إسرائيل إلى دولة فصل عنصري.

– ديزموند توتو: الناشط الجنوب أفريقي ورئيس الأساقفة السابق، ديزموند توتو، الذي قاد حملة مناهضة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، شبه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بنظام الأبارتايد. توتو حذر من أن السياسات القمعية ستؤدي إلى تصاعد العنف والكراهية، مما سيضعف أسس السلام والاستقرار ليس فقط في إسرائيل بل في المنطقة بأسرها.

– بان كي مون: الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، أعرب عن قلقه العميق من أن استمرار الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن يؤدي إلى موجات جديدة من التطرف والإرهاب. بان كي مون أكد أن الحل العادل والشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم، وحذر من أن تجاهل هذا الصراع سيجعل العالم أقل أمانًا.

– برنارد لويس: المؤرخ البريطاني برنارد لويس، أحد أبرز الخبراء في شؤون الشرق الأوسط، نبه إلى أن التطرف الديني والقومي في أي مجتمع يمكن أن يؤدي إلى انهيار النظام الاجتماعي والسياسي. لويس حذر من أن تجاهل التوترات العرقية والدينية قد يتسبب في انفجارات عنيفة، تؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير الدولة نفسها.

لذلك يعكس مشهد الأحداث الأخيرة المستمر المتصاعد في القدس، مع التحذيرات المتكررة من بعض المثقفين والمعلقين والمحللين “الإسرائيليين” لديهم، واقعًا محزنًا ومخزيا من العنف والتطرف، حيث يعتبرون استمرار الاتجاهات الحالية دون جهود ملموسة للحد من العنف والتطرف، فإن إسرائيل قد تواجه تحديات وجودية خطيرة، وفي حال لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة، فإن العنف المتصاعد في القدس قد يقود إلى تصعيد أكبر وأوسع يطال كل المنطقة مما يهدد مفهوم “السلام” برمته ويعجل بانهيار اسرائيل ونهاية الصهيونية…

حقا انه عصر التلمودية الصهيونية المتوحشة في كل زمان ومكان كما يشهد التاريخ والحاضر وما قبل نهايتها، والتي ولد من رحمها النازية والفاشية والدكتاتورية وكل ما يسيء للانسان والبشرية..

هو ليس التاريخ فحسب بين ماض وحاضر، بل انعكاس لقوم تحدوا الله ونكروه ومكروه وقاتلوه بقتلهم الرسل والأنبياء، منذ نشأتهم الاولى وما زالوا وسيبقون على ما عليه طالما باقون على كوكب الارض…

” اسرائيل اليوم سيد ابليس ومعلمه…

ابليس توعد بتحريف البشر عن الاخلاق والقيم الالهية والانسانية، وكل ما فعله ابليس خالف امر الله في طاعته، فوصفه الله بالكافر وفي قوبه تعالى؛(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ).

بينما ” اسرائيل سبقت ابليس وعصره في ابادة البشرية ومحوها والانكار لوجود كل الامم بالتعالي والاستكبار عليها، في مقولة شعب الله المختار، بل تعدوا على الله وتجاوزوا ذاته المقدسة باعلان انفسهم بديلا لله على الارض، والافظع من كل ذلك باعتقاد تلمودهم ان الله يخطأ فهم أولى بتصويب الامور وتصحيح أخطاء الرب كما يتراءى لهم وكما يذكر تلمودهم…

وقال سبحانه في شأن بني إسرائيل: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله. ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) البقرة:61.

وفي قول الله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) [الإسراء:4- 6].

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى