بأقلامنا

الرد المنتظر وقواعد الاشتباك بقلم الدكتور حازم الخليل

بعد تطورات الأسبوعين الماضيين أجمع المراقبون على أن المواجهة الكبرى باتت واقعاً وتحديداً بعد استهداف قيادات الصف الاول في بيروت وطهران ، خاصةً وأن الخطاب الذي سبق هذين الحدثين وتحديدا من طهران حذر من من أن إستهداف بيروت وحزب الله رداً على حادثة الجولان الفتنوية ، التي نفى حزب الله أي علاقة له بها ، سيكون له تداعيات وخيمة على إسرائيل وأن طهران لن تقف مكتوفة الايدي أمام هكذا إعتداء ،فما الذي حصل بعد استهداف بيروت وطهران معاً في أقل من أربعٍ وعشرين ساعة ؟
أجمع محور المقاومة على حتمية الرد على إعتداءات العدو الاسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط ومن كل الالوان لكنه في الوقت ذاته أعطى نفسه ترف تحديد الوقت والزمان والمكان بعد التمعن في دراسة تداعيات الردود المحتملة على مختلف الجبهات ، مستحضراً مواقف معلنة سابقًا عن عدم الرغبة في التصعيد وخروج الامور عن السيطرة وصولًا الى المواجهة المفتوحة ، في الوقت الذي أعلنت الولايات المتحدة تعزيز قواتها الجوية والبحرية في المنطقة ، استعدادًا للدفاع عن إسرائيل وقبلها المصالح الامريكية ، وسط دعوات للتهدئة لا تخلو من التهديدات ، وإدعاءات بالاستياء من تصرفات إسرائيل
التي لم تتوقف عن إرتكاب المجازر وكل أعمال القتل والارهاب والتجويع بحق الشعب الفلسطيني .
أمام هذا الواقع ….كيف يمكن للرد أن يكون حاسماً ورادعاً ولا يستجلب ردّاً معادياً أو بتعبيرٍ أدق ، إعتداءاً جديداً من العدو الاسرائيلي الذي وإن كان لا يحتاج إلى ذريعة للقيام بأي إعتداء أو عدوان على أي جبهة من جبهات المحور ، وهو ما أكد عليه سماحة السيد في خطابه الأخير ، مؤكداً أن ما يعيق أي عدوان هو حسابات الوضع الدقيق في المنطقة والقرار ليس سهلاً ، وعليه فأن السؤال المطروح : هل يجد نتنياهو أن اللحظة مؤاتية للقيام بحربه ، وهو الذي سعى ومازال إلى استدراج محور المقاومة وتحديداً رأس المحور وداعمه الوحيد إيران وحزب الله حربة المحور وسيفه المسلط على رقبة العدو وذلك بحكم القوة التى يمتلكها وموقعه الجغرافي الذي يسمح له بالقيام بعمليات عسكرية جواً وبحراً وبرًا وهذا أكثر ما يخيف العدو الاسرائيلي .
مما لا شك فيه أن عين العدو الاسرائيلي والداعم الاكبر له أمريكا وقوى أخرى دولية وإقليمية ، عينها في هذه اللحظةعلى أمرين النووي الايراني والوضع الداخلي الايراني ، وتصريح وزير خارجية امريكا الاسرائيلي بلنكن منذ وقت قريب من أن إيران تستطيع إنتاج السلاح النووي خلال اسابيع معقباً ” ولن نسمح لها بذلك ” ليس إلا مؤشراً على التهديدات التى تحملها دعوات التهدئة الامريكية حيث يفهم من كل ما سبق أن أي رد ومن أي نوع لمحور المقاومة سوف يستدعي إعتداءاً بحجة الدفاع عن النفس يستهدف المنشآت النووية في إيران وهي الهدف الأهم للعدو الاسرائيلي وامريكا .
من هنا يأتي الحديث عن رد حاسم وموجع على إعتداءات بيروت والضاحية بما يخلق قواعد إشتباك جديدة تعيد التوازن المفقود في هذه المرحلة هو حاجة لا بل ضرورة ، لكنه حتماً لا يجب أن يكون رد فعل ، بل فعلٌ يفرض حلاً للنزاع القائم بالقوة ، وليس أقل من ذلك .

زر الذهاب إلى الأعلى