المشروع الايراني الاسلامي: اي مستقبل واي دور والمراجعة المطلوبة ؟ الحلقة الثالثة والأخيرة بقلم د. قاسم قصير

تحدثت في الحلقتين السابقتين عن المشروع الايراني الاسلامي بعد العدوان الإسرائيلي الاميركي على ايران في الثالث عشر من شهر حزيران الماضي واكدت في الحلقتين على ان ايران نجحت في مواجهة العدوان وافشال أهدافه وان تصاعد الانتماء القومي والوطني في ايران لا يعني نهاية البعد الاسلامي في المشروع الايراني وكذلك استمرار دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة.
لكن اي مستقبل للنظام الاسلامي الايراني في المرحلة المقبلة واي دور له في المنطقة والعالم وما هي المراجعة المطلوبة ؟
حسب العديد من المصادر الايرانية والمتايعين لتجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ان العدوان الإسرائيلي الاميركي على ايران قد ساهم في تقوية النظام الايراني رغم الضربات القاسية التي تعرض لها وان الدعم الداخلي للنظام قوي بعكس الرهان الأميركي الإسرائيلي وكذلك رهان بعض النخب العربية المعادية لايران والتي تراهن على اسقاطه .
كما ان هذه الحرب اكدت صحة خيارات القيادة الايرانية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاميركي وكذلك اكدت ان مواقف ايران تجاه القضية الفلسطينية صادقة وليست نابعة عن مصالح داخلية وساهمت الحرب في تعزيز علاقات ايران بالعالم العربي والإسلامي.
طبعا الحرب كشفت عن العديد من الثغرات الامنية والعسكرية وحجم تغلغل الاجهزة المخابراتية داخل ايران وكل ذلك يتطلب مراجعة امنية وعسكرية من اجل وضع خطة عمل مستقبلية تستفيد من الثغرات وتضع خطة عسكرية جديدة لمواجهة اي اعتداء اسرائيلي واميركي جديد وهذا متوقع ايضا .
والاهم كن من كل ذلك مراجعة الخطاب الاعلامي والسياسي ووضع رؤية جديدة حول كيفية مواجهة التحديات المقبلة والاستفادة من الأخطاء السابقة على صعيد بعض الشعارات او الاداء الاعلامي والدبلوماسي.
والمطلوب بناء جبهة جديدة قوية قادرة على مواجهة المشروع الإسرائيلي الاميركي الهادف لتقسيم المنطقة الى دويلات مذهبية وطائفية وبسط الهيمنة الأمريكية والاسرائيلية على المنطقة.
من هنا اهمية التكامل الإقليمي بين ايران وتركيا والعالم العربي وتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في الخليج وشرق آسيا وخصوصا مع باكستان وافغانستان واذربيحان وغيرها واعادة تقييم العلاقات مع روسيا والصين واعضاء منظمة البريكس .
ايران تحتاج اليوم الى رؤية مستقبلية جديدة على ضوء ما جرى واعادة بناء شبكة الحلفاء في المنطقة كلها على اسس جديدة ودعم بناء الدول الوطنية في العالم العربي والإسلامي والابتعاد عن اي خطاب مذهبي وطائفي ومو خلال ذلك يمكن حماية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكل دول المنطقة من المخططات الأميركية والاسرائيلية الهادفة لاستهداف هذه الدول وتقسيمها والهيمنة عليها .
وتبقى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الركن الأساسي في اي جبهة عالمية لدعم القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الأميركي الإسرائيلي.