واكتَمَلَ الجنى بقلم الشاعر هنري زغيب

واكتَمَلَ الجنى
طويلًا بَقيَ البِذارُ
قمحًا يَعبُرُ المواسم
في تُربةٍ فتتذهَّبُ سنابل
على صخرٍ فتَيْبَسُ في الشمس
وكان الزارع يأْمَل…
طويلًا ظلَّ يأْمَل
أَن يأْتي الموسمُ الموعودُ
فيكونَ الحصاد ويهنأَ الجنى…
*
كثيرةً عَبَرَتِ المواسم
ولم يَكُنْ حصادٌ ولا كان جنى.
كيف يجني مَن قمحُهُ عقيمٌ
لم يُطْلعِ السُنبلةَ الموعودة؟
كيف يَذوقُ عمرَهُ
مَن لم يعرف مذاقَ الوصول؟
راح البذار يَذْبُل
ويَيْبَسُ في شمس الانتظار…
*
طويلٌ طريقُ الجنَّة
ومحطَّاته كثيرة
عند أَيِّها يكون الوصول؟
في أَيَّة جنةٍ يكون الجنى؟
*
و… ذاتَ فاصلةٍ من سطر الزمان
في الفجر الأَول من شَهر النُور
نَبَتَتْ سنبلةٌ مزهُوَّةٌ بصباها
اقترب منها…
سمِعَ ابتسامتَها…
مَدَّ إِليها يدَه، صافحَتْهُ باقتبال!
اضطربَ…
أَتكون هي السنبلةَ الموعودة؟
وراءَه…
يبسَت جميعُ السنابل الـمُوَقَّتة
أَمام…
[2:53 ص، 2025/5/1] هنري زغيب: … واكتَمَلَ الجنى
طويلًا بَقيَ البِذارُ
قمحًا يَعبُرُ المواسم
في تُربةٍ فتتذهَّبُ سنابل
على صخرٍ فتَيْبَسُ في الشمس
وكان الزارع يأْمَل…
طويلًا ظلَّ يأْمَل
أَن يأْتي الموسمُ الموعودُ
فيكونَ الحصاد ويهنأَ الجنى…
*
كثيرةً عَبَرَتِ المواسم
ولم يَكُنْ حصادٌ ولا كان جنى.
كيف يجني مَن قمحُهُ عقيمٌ
لم يُطْلعِ السُنبلةَ الموعودة؟
كيف يَذوقُ عمرَهُ
مَن لم يعرف مذاقَ الوصول؟
راح البذار يَذْبُل
ويَيْبَسُ في شمس الانتظار…
*
طويلٌ طريقُ الجنَّة
ومحطَّاته كثيرة
عند أَيِّها يكون الوصول؟
في أَيَّة جنةٍ يكون الجنى؟
*
و… ذاتَ فاصلةٍ من سطر الزمان
في الفجر الأَول من شَهر النُور
نَبَتَتْ سنبلةٌ مزهُوَّةٌ بصباها
اقترب منها…
سمِعَ ابتسامتَها…
مَدَّ إِليها يدَه، صافحَتْهُ باقتبال!
اضطربَ…
أَتكون هي السنبلةَ الموعودة؟
وراءَه…
يبسَت جميعُ السنابل الـمُوَقَّتة
أَمامه…
سنبلةٌ ولِدَتْ تنتظر
مَن يُخاصرها إِلى غدِ العمر
أَتكون هي؟
أَلا تكونُ عابرةً
كما سابقاتُها الـمُوَقَّتات؟
*
قَسَمٌ جمَعَ بينهُما أَنْ:”بلى”!!!
تلفَّتَ وراءَهُ
رأَى السنابل ملويَّة الأَعناق
تَطلَّع أَمامه فإِذا…
سنبلةُ الحياة الناصعة
أَشرقَتْ ناشبةً في الشمس
فأَقْسم للحياة:
“لها الولاءُ
وإِليها الانتماءُ…”.
ومن يومها أَدركَ أَنْ
وصلَ موسمُ الحصاد
ووعى أَنِ اكتَمَلَ الجنى!
هنري زغيب