قاعدة التحالف الإماراتيية الإسرائيلية العسكرية في القرن الإفريقي عبر أرض الصومال وتداعياتها الإقليمية. \د. شريف نورالدين

بتاريخ: 18 / 10 / 2024
– المشروع التوسعي الإسرائيلي-الإماراتي الاستعمار الجديد وفتح أبواب الفوضى والحروب في القرن الإفريقي
في قلب العالم المضطرب، تتكالب القوى الطامعة في خيرات القرن الإفريقي، مدفوعة بجشع لا يعرف الحدود، وحقد استعماري قديم يتجدد بثياب حديثة. اليوم، تعود إسرائيل، ومعها حلفاؤها الإماراتيون والأميركيون والأوروبيون، لتكتب فصلاً جديدًا من فصول الاستعمار والهيمنة. لا يكفيهم الدم المسفوك في غزة، ولا الأبرياء الذين يسقطون في لبنان، بل يمتد جشعهم ليطال أرض الصومال واليمن ومضيق باب المندب، كأن التاريخ يعيد نفسه في مشهد أكثر ظلمة، وأكثر دموية.
هذا المشروع التوسعي ليس مجرد استراتيجية عسكرية، بل هو عملية استعمار حديثة مقنّعة، تستغل الفوضى، تُشعل الحروب، وتزرع الانقسامات. إنه امتداد لذهنية عنصرية تستهدف تفتيت المجتمعات، تحويلها إلى ساحات معارك، ليأكل القوي فيها الضعيف، وتُستباح فيها الأرض والعرض تحت راية “الأمن” و”التحالفات”. الإمارات، التي تحولت إلى ذراع التمويل والغطاء الدبلوماسي لهذا المشروع، تقدم أرض الصومال كبيدق جديد على رقعة الشطرنج الجيوسياسية، بينما يظل أهلها ضحايا لمصالح دولية لا تعترف بإنسانيتهم.
هذه التحركات ليست سوى تحضيرات لفتح جبهات جديدة من الصراعات، حروب تُغذى بالجشع، وقوى تبحث عن السيطرة بأي ثمن. ستُهدم المدن، ويُهجر الأطفال، وتُجرف الأراضي تحت ضربات الطائرات والمسيرات. إنه استعمار جديد يأتي هذه المرة بأسلحة متطورة، واتفاقيات سرية، ومؤامرات دولية تسعى إلى السيطرة على الممرات البحرية والموارد الطبيعية، وتحويل سكان المنطقة إلى أدوات لخدمة مصالحهم، أو ضحايا يلتهمهم الجوع والفقر والحروب.
وفي مشهد تراجيدي أشبه ما يكون بأسوأ فصول التاريخ الإنساني، تلتقي قوى الاستعمار القديم والجديد في هذه اللعبة القذرة. الفقر سيزداد، والمجاعة ستلتهم المزيد من الأرواح، والانقسامات ستعصف بمستقبل الأجيال. إنهم يفتحون أبواب الجحيم، حيث لا قانون يردع ولا إنسانية توقف هذه الوحشية. تمامًا كما يحدث اليوم في غزة ولبنان، ستسيل الدماء من أجل السيطرة على الموانئ والممرات، لتتكرس هيمنة قوى لا تعرف إلا لغة القتل والدمار.
هذا هو المشهد الملحمي الذي يتشكل أمام أعيننا؛ قوى استعمارية تتحالف لتدمير ما تبقى من الاستقرار في القرن الإفريقي، فيما تواصل إسرائيل نهجها الدموي في غزو الأراضي، واضطهاد الشعوب، في ظل صمت عالمي رهيب. إنها ملحمة من الفوضى، حكاية من الدمار، تُكتب بدماء الأبرياء في سبيل أطماع لا تتوقف، ولا تُشبع.
– تعتبر منطقة القرن الإفريقي وباب المندب من أكثر المناطق حساسية واستراتيجية في العالم، نظراً لموقعها الجغرافي الذي يتحكم في ممرات التجارة الدولية والنفط.
في هذا السياق، برزت أخبار مثيرة حول مشروع إماراتي إسرائيلي لإنشاء قاعدة عسكرية في أرض الصومال، وهي المنطقة التي أعلنت استقلالها عن الصومال منذ عام 1991 لكنها لم تحظ باعتراف دولي واسع. تتضمن الصفقة اعتراف إسرائيل بأرض الصومال كدولة مستقلة، مما يشكل تغييراً جذرياً في الديناميكيات السياسية والعسكرية في القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
هذه التحركات تعكس أهدافاً استراتيجية متعددة، تنطوي على تعزيز النفوذ العسكري والاستخباراتي الإماراتي والإسرائيلي في المنطقة، وهو ما قد يقلب التوازنات الإقليمية ويؤدي إلى تصعيد التوترات.
– أهمية باب المندب وموقع القرن الإفريقي الاستراتيجي: يعد باب المندب أحد أهم الممرات البحرية في العالم، إذ يمر عبره جزء كبير من صادرات النفط العالمية والتجارة الدولية. لذلك، تسعى القوى الإقليمية والدولية إلى السيطرة على هذه المنطقة لضمان نفوذها وحماية مصالحها.
في هذا السياق، يمثل التحالف الإماراتي الإسرائيلي الجديد محاولة للسيطرة على هذا الممر الاستراتيجي.
إن إقامة قاعدة عسكرية في أرض الصومال يمنح التحالف القدرة على مراقبة التحركات العسكرية والتجارية في البحر الأحمر وباب المندب، مما يعزز قدرتهم على مواجهة التهديدات المحتملة، سواء من إيران والحوثيين في اليمن وجماعات مسلحة مناهضة للمشروع الانقلابي على الصومال ومنطقة القرن الافريقي.
– انعكاسات المشروع على الصومال وأرض الصومال: تسعى حكومة أرض الصومال، منذ إعلان استقلالها عام 1991، إلى نيل الاعتراف الدولي الذي قد يفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات والدعم الدولي. مع قبول عرض الاعتراف الإسرائيلي مقابل السماح بإقامة القاعدة العسكرية، ستحقق إنجازاً سياسياً كبيراً. ومع ذلك، سيكون لهذا الاعتراف تكلفة سياسية وأمنية عالية.
من ناحية، ستواجه أرض الصومال معارضة شديدة من الدول العربية والإسلامية التي تعارض التطبيع مع إسرائيل، وقد يؤدي هذا إلى عزلة دبلوماسية عن المحيط العربي والإسلامي.
من ناحية أخرى، قد تصبح القاعدة هدفاً للهجمات الانتقامية من جماعات معارضة، سواء داخل الصومال أو من قبل الجماعات تلتقي مع إيران واليمن ومصر.
– الصومال: بالنسبة للحكومة المركزية في مقديشو، يعتبر هذا التحرك تهديداً مباشراً لوحدة البلاد وسيادتها. الصومال، الذي يعاني من انقسامات داخلية وصراعات مسلحة، قد يواجه تصعيداً في النزاعات مع أرض الصومال.
الحكومة الصومالية قد تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع دول مثل تركيا أو قطر، التي تعتبر منافسة للإمارات في المنطقة، لضمان دعم سياسي وعسكري يعزز موقفها أمام هذا التحرك الإماراتي الإسرائيلي.
– اليمن وجزيرة سقطرى ساحة جديدة للصراع: يعتبر اليمن أحد المحاور الرئيسية في الصراع الإقليمي بين الإمارات وإيران.
في السنوات الأخيرة، تصاعد التوتر بين الإمارات وإيران حول جزيرة سقطرى وجزر أخرى في البحر الأحمر. التحالف الإماراتي الإسرائيلي يسعى إلى تعزيز وجوده في هذه المناطق لمواجهة الدور الإيراني المتزايد، خاصة بعد التقارير التي تشير إلى وجود قواعد إيرانية وسفن حربية في البحر الأحمر.
التحركات الإماراتية الإسرائيلية في اليمن، خاصة في جزيرة سقطرى، تهدف إلى خلق منطقة نفوذ عسكري يمكن من خلالها مراقبة الأنشطة الإيرانية وتقييد قدرات الحوثيين. ومع ذلك، قد يؤدي هذا إلى تصعيد الصراع في اليمن وزيادة التوترات البحرية، مما يعزز احتمالات المواجهة المباشرة أو غير المباشرة بين القوى الإقليمية.
– مخاوف إيران من تطويق استراتيجي: تمثل التحركات الإسرائيلية الإماراتية في البحر الأحمر وباب المندب تحدياً مباشراً لإيران.
طهران تعتبر هذه المنطقة حيوية لنفوذها البحري واللوجستي، خاصة لدعم حلفائها الحوثيين في اليمن. القواعد العسكرية الإسرائيلية في أرض الصومال أو في جزر اليمن قد تشكل خطراً على حركة السفن الإيرانية وتعوق جهود طهران في توسيع دورها في المنطقة.
رد فعل إيران قد يكون عبر زيادة دعمها للحوثيين وتكثيف الهجمات البحرية أو العمليات العسكرية في البحر الأحمر وباب المندب.
كما قد تسعى طهران إلى تعزيز تواجدها البحري في المنطقة عبر تعزيز تحالفاتها مع دول مثل إريتريا وجيبوتي أو حتى تعزيز وجودها العسكري المباشر.
– قلق مصرعلى أمن قناة السويس: تمثل قناة السويس مصدرًا حيويًا للاقتصاد والأمن القومي المصري. أي تهديد لاستقرار باب المندب والبحر الأحمر يشكل تهديدًا مباشرًا لمصالح القاهرة، خاصة مع ازدياد عسكرة المنطقة.
مصر تنظر إلى التحركات الإماراتية الإسرائيلية بعين القلق، حيث ترى فيها محاولة لفرض نفوذ جديد على المنطقة البحرية التي تعتبرها مصر جزءًا من نطاق أمنها القومي. القاهرة قد تتحرك بالتعاون مع السعودية أو دول أخرى لتعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر أو للضغط دبلوماسيًا لضمان عدم تهديد مصالحها.
– التداعيات على القرن الإفريقي وإثيوبيا: إثيوبيا، الجارة القريبة لأرض الصومال، قد تجد نفسها في موقف معقد. والتي تربطها علاقات جيدة مع الإمارات وإسرائيل في منطقة القرن الإفريقي وسعيها لور كبير لها والتي تعتبرها حيوية لأمنها ومصالحها الاقتصادية.
إذا أدى إنشاء القاعدة إلى تصعيد التوترات في المنطقة، إثيوبيا شريكة مركزية مع هذه التغيرات، خاصة في ظل التوترات المستمرة حول سد النهضة وضرورة الحفاظ على علاقاتها مع القوى الإقليمية الكبرى.
– إريتريا: التي تربطها علاقات عسكرية واستخباراتية مع إسرائيل، قد تلعب دوراً محورياً في تعزيز الوجود الإسرائيلي في المنطقة.
وجود قاعدة إسرائيلية في أرض الصومال قد يؤدي إلى زيادة التعاون العسكري بين البلدين، مما يمنح إسرائيل قدرة أكبر على مراقبة مضيق باب المندب.
-احتمالات التصعيد العسكري وحرب بالوكالة: مع تزايد العسكرة في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، يزداد خطر اندلاع مواجهات عسكرية أو صراعات بالوكالة بين القوى الكبرى. الإمارات وإسرائيل تجدان نفسيهما في مواجهة مع إيران واليمن و الجماعات المدعومة منها.
هذا الوضع قد يؤدي إلى تصاعد الهجمات البحرية أو العمليات العسكرية في المنطقة، مما يعزز احتمالات المواجهة غير المباشرة بين الأطراف المتنازعة.
من ناحية أخرى، القوى الدولية مثل الولايات المتحدة أو الصين قد تتدخل للحفاظ على استقرار ممرات التجارة الدولية.
– التوازنات الجديدة في البحر الأحمر والقرن الإفريقي: يمثل مشروع إقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية في أرض الصومال، بدعم إماراتي، تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في موازين القوى في البحر الأحمر والقرن الإفريقي. التحالف الإماراتي الإسرائيلي يهدف إلى تعزيز النفوذ العسكري والاستخباراتي في المنطقة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع إيران وزيادة احتمالات المواجهة العسكرية.
* المشروع الصهيوني في القرن الإفريقي: لا شك أن التحركات الإسرائيلية والإماراتية في القرن الإفريقي والبحر الأحمر تحمل أبعادًا استراتيجية أوسع بكثير من مجرد إقامة قاعدة عسكرية في أرض الصومال.
هذا المشروع يبدو جزءًا من خطة أوسع لتطويق إيران، إشغال مصر، وتأمين موطئ قدم إسرائيلي جديد في منطقة حيوية، مع احتمال السعي إلى تقسيم القرن الإفريقي وتعميق النفوذ الإسرائيلي.
– تطويق إيران: استراتيجية إسرائيلية-إماراتية مشتركة؟
إسرائيل، منذ سنوات، تعمل على محاصرة نفوذ إيران في المنطقة عبر عدة محاور.
تحالفها مع الإمارات في القرن الإفريقي والبحر الأحمر يأتي كجزء من هذه الاستراتيجية، حيث تستهدف هذه التحركات تقليص النفوذ الإيراني في مضيق باب المندب الذي يعد أحد الممرات البحرية الأكثر أهمية لإيران في تعزيز علاقاتها مع الحوثيين في اليمن وتدفق أسلحتها إلى مناطق نفوذها.
إسرائيل تدرك أن تعزيز وجودها العسكري والاستخباراتي في مناطق مثل أرض الصومال وجزر البحر الأحمر سيسمح لها برصد الأنشطة الإيرانية في هذه المنطقة بشكل أكثر فعالية، ويمنحها القدرة على التصدي لأي تهديدات بحرية إيرانية مباشرة.
التعاون مع الإمارات، التي تمتلك مصالح قوية في تحجيم نفوذ إيران، يعزز هذه الاستراتيجية ويوفر التمويل والمظلة السياسية لتحركات كهذه.
– اليمن: ساحة الصراع الجديدة والذي يمثل بُعدًا أساسيًا في هذا المخطط؟
الدور الحوثي المدعوم من إيران يعزز التهديدات للإمارات وإسرائيل في باب المندب.
ولهذا، يعد المشروع الإماراتي الإسرائيلي في أرض الصومال جزءًا من استراتيجية أوسع للسيطرة على باب المندب وتطويق الحوثيين من الجنوب.
إقامة قاعدة عسكرية على أراضٍ قريبة من اليمن، مثل أرض الصومال، يمنح التحالف الإماراتي الإسرائيلي القدرة على توجيه ضربات دقيقة وإقامة محاور لوجستية لضمان التحكم الكامل في المنطقة البحرية الحساسة.
إن المخاوف من الاستيلاء الإماراتي الإسرائيلي على جزيرة سقطرى وجزر أخرى في البحر الأحمر مثل جزيرة عبد الكوري، تكشف عن رغبة الطرفين في تأمين وجود طويل الأمد يعزز السيطرة على المضيق ويفرض أمرًا واقعًا على اليمن، الذي يظل ضعيفًا ومنقسمًا بسبب الحرب.
– تقويض النفوذ المصري في البحر الأحمر؟
مصر تعتبر البحر الأحمر وباب المندب جزءًا من نطاق أمنها القومي، نظرًا لأهمية قناة السويس وممرات التجارة الحيوية التي تمر عبرها. إسرائيل، من خلال تحالفها مع الإمارات في هذه المنطقة، تسعى إلى تقويض النفوذ المصري أو على الأقل إشغال مصر بمراقبة هذه التحركات.
في هذا السياق، قد يتم استغلال القضية الفلسطينية والعلاقات المتشابكة بين مصر وإسرائيل لزيادة الضغوط على مصر دبلوماسيًا، مما يزيد من تشتيت انتباهها عن الملفات الأخرى مثل أزمة سد النهضة.
– تقسيم القرن الإفريقي: توسيع النفوذ الإسرائيلي وتأجيج الانقسامات؟
تحركات إسرائيل في أرض الصومال ليست فقط خطوة لتعزيز الوجود العسكري والاستخباراتي، بل أيضًا يمكن النظر إليها كجزء من مخطط أوسع لتعميق الانقسامات في القرن الإفريقي. من خلال دعم حكومة أرض الصومال غير المعترف بها دوليًا والاعتراف بها كدولة مستقلة، تسعى إسرائيل إلى تفتيت المنطقة واستغلال الانقسامات بين الصومال وأرض الصومال.
هذا التقسيم يخدم المصالح الإسرائيلية بشكل مزدوج: أولاً، يمكن لإسرائيل أن تحصل على شريك إقليمي جديد في أرض الصومال.
ثانيًا، يمكن أن تستخدم هذه الخطوة لإضعاف الحكومة المركزية في مقديشو وتقويض استقرار المنطقة بشكل عام. انعدام الاستقرار في الصومال يفتح المجال لإسرائيل والإمارات لتوسيع نفوذهما والتأثير على توازنات القوى في القرن الإفريقي.
– موطئ قدم إسرائيلية: أهداف أعمق في إفريقيا؟
إسرائيل لطالما سعت إلى تعزيز علاقاتها مع دول إفريقيا، وذلك لاعتبارات اقتصادية وأمنية.
إقامة قاعدة عسكرية في أرض الصومال تمنح إسرائيل موطئ قدم دائم في القرن الإفريقي، وهو ما يوفر لها نقطة انطلاق لتوسيع نفوذها في القارة.
إفريقيا تمثل سوقًا ناشئة ومصدرًا مهمًا للموارد الطبيعية، كما أن قربها من البحر الأحمر وباب المندب يجعلها منطقة حيوية لإسرائيل في إطار تعزيز أمنها القومي ومصالحها الاقتصادية.
في ظل التنافس مع قوى مثل الصين وروسيا، فإن إسرائيل تسعى إلى استغلال الفراغ السياسي والأمني في العديد من الدول الإفريقية لتعزيز نفوذها.
– صراع الجغرافيا والاستراتيجيا في القرن الإفريقي:
المشروع الإسرائيلي الإماراتي في أرض الصومال يمثل أكثر من مجرد إقامة قاعدة عسكرية؛ إنه جزء من مخطط أوسع لتغيير موازين القوى في المنطقة، وتطويق الخصوم، وفتح آفاق جديدة للنفوذ. في قلب هذا المشروع نجد محاولات تطويق إيران والحوثيين، إشغال مصر وتقويض نفوذها، وتعميق الانقسامات في القرن الإفريقي بهدف تعزيز الوجود الإسرائيلي.
لكن، مثلما أن هذه التحركات تمنح إسرائيل والإمارات فرصًا جديدة، فإنها قد تفتح الباب أمام مواجهات جديدة في المنطقة.
إيران والحوثيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وقد نشهد تصاعدًا في الهجمات البحرية أو العمليات العسكرية في باب المندب.
كما أن مصر، التي تعتبر البحر الأحمر حيويًا لأمنها، قد تجد نفسها مضطرة للرد بطرق غير متوقعة.
وبناءً على المعطيات الإقليمية والدولية، يمكن توقع تشكيل التحالفات في القرن الإفريقي على النحو التالي:
– التحالف الإسرائيلي-الإماراتي: لتعزيز السيطرة على الممرات البحرية وتوسيع النفوذ العسكري والاقتصادي.
– التحالف الإيراني-التركي: لتعزيز دورهما في استقرار وحماية المنطقة ودعم الحوثيين في اليمن، مع التركيز على مواجهة الضغوط الإسرائيلية والإماراتية.
– التحالف المصري-السعودي: لحماية مصالحهما في البحر الأحمر ومنع أي تهديدات لأمنهما القومي، مع دعم الحكومات الشرعية في الصومال واليمن.
– التحالف القطري-التركي: لدعم القوى الإيجابية في الصومال وتعزيز الاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى توسيع النفوذ في إريتريا وجيبوتي.
– التحالفات المحلية: تفعيل قوى داخلية في جيبوتي وإريتريا، حيث يمكن لكل من قطر وتركيا توطيد العلاقات التاريخية لتوسيع دورهما وتأمين المصالح.
– دور جيبوتي وإريتريا: يمكن أن تكون جيبوتي واريتيريا بمثابة نقطة انطلاق استراتيجية للقوى الإقليمية، مما يزيد من تعقيد التحالفات القائمة.
باختصار، سيكون الوضع في القرن الإفريقي مليئًا بالتعقيدات السياسية، مع تحالفات متغيرة حسب المصالح المتعارضة، حيث سيظل السعي الاسرائيلي وحلفائها للهيمنة على المنطقة محور الصراعات والتوترات.
في النهاية، هذه التحركات قد تساهم في إعادة تشكيل الخرائط الجيوسياسية والعسكرية في القرن الإفريقي، مما يخلق بيئة جديدة من الصراع والمنافسة.
* خاتمة:
ويبقى السؤال الجوهري إلى أي مدى ستتمكن القوى الإقليمية من فرض إرادتها في منطقة تعد من أكثر المناطق تعقيدًا وتنوعًا من حيث المصالح والقوى المتداخلة؟
التحالف الإماراتي الإسرائيلي قد يتمكن من تعزيز نفوذهما مؤقتًا عبر القواعد العسكرية والتحالفات المحلية، لكنه سيواجه مقاومة شديدة من الفاعلين الإقليميين مثل إيران، التي تسعى إلى تعزيز دورها في البحر الأحمر وحليفها الحوثي. كما أن مصر لن تقبل بسهولة تقويض نفوذها في منطقة تعتبرها حيوية لأمنها القومي.
إضافة إلى ذلك، تظل البيئة المحلية غير مستقرة، سواء في الصومال أو اليمن، مما يعزز احتمالات الصراع المستمر بدلاً من الاستقرار.
في هذا السياق، قد تتجه المنطقة نحو تصعيد مستمر ومواجهات غير مباشرة، حيث تسعى اسرائيل وحلفائها لتأمين مصالحها ومواجهة خصومها.
ستظل المنطقة ساحة مفتوحة للصراع والتنافس، مع احتمالات نشوب صراعات جديدة أو استمرار الأزمات القائمة، مما يجعل فرض الإرادة الكاملة لاسرائيل أو دولية تحديًا صعبًا في المستقبل المنظور.
التداعيات المحتملة لهذا التحرك تشمل تغييرات في التحالفات الإقليمية، وزيادة العسكرة، وتعقيد الوضع الأمني في البحر الأحمر.
“هو مسرح الفوضى الصهيونية: الصراع الاستعماري في القرن الإفريقي”.
“هي الهيمنة الجديدة للصهيونية: ملحمة الاستعمار الحديث في القرن الإفريقي”.
“هي حروب الأطماع الصهيونية: كيف تكتب القوى الكبرى فصول الدمار في القرن الإفريقي”.
“هو الدم والهيمنة الصهيونية: قصة استعمار القرن الإفريقي”.
“هي ملحمة الفوضى الصهيونية: معركة الاستعمار في زمن النزاعات”
“وبين الاستعمار والمجاعة: فصل من فصول الصهيونية و التراجيديا الإنسانية”.
“تبقى الدماء والمصالح الصهيونية: صراع القوى في مضيق الموت”.