Uncategorizedبأقلامنا

نصرالله وبوتين عقلان لمواجهة واحدة بقلم د. شريف نورالدين

بتاريخ: ٧ / ٦ / ٢٠٢٤

 

تعتمد بعض الجماعات والدول على استراتيجيات النفس الطويل والصبر خلال النزاعات المسلحة، وهذه الاستراتيجيات تتجلى بشكل خاص في الصراعات غير المتكافئة حيث تواجه قوات غير نظامية جيوشًا تقليدية أقوى، وما يحصل في حروب منطقة الشرق الاوسط وبالخصوص الصراع المفتوح بين حزب الله والكيان وحرب سوريا ، وأيضا الحروب على غزة وما يحصل حتى الان، والتي تحولت من مواجهة محلية بعد عملية طوفان الاقصى الى مواجهة اقليمية…

ألف بألف نعم! هو عقل نصرالله الذي يقود هذه الحروب ويخوضها بالمباشر والغير مباشر، من غزة وفلسطين الى جانب مقاومتها، وفي سوريا الى حفظ النظام والتعاون الاستراتيجي مع الروسي في ادارة الحرب الكونية عليها من خلال الدور الايراني فيها، الى اليمن والعراق وربما البحرين والاردن وسيناء مصر وكل المنطقة.

* العقل الاستراتيجي لنصرالله في ادارة الحروب:
العقل الاستراتيجي في إدارة الحروب هو القدرة على التفكير طويل الأمد واتخاذ قرارات حاسمة تؤدي إلى تحقيق الأهداف العسكرية والسياسية. يتطلب هذا العقل التحليل الدقيق للظروف والقدرة على التكيف مع التطورات المفاجئة، وأهم مكونات وفوائد عقله الاستراتيجي في الحروب:

– الرؤية الشاملة:
١- الفهم العميق للهدف النهائي: يجب أن يكون القادة الاستراتيجيون واضحين بشأن أهدافهم النهائية. هذا يشمل فهم كيف ستؤثر الحرب على المصالح الوطنية والسياسية.
٢- التكامل بين الأهداف العسكرية والسياسية: الحرب ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي وسيلة لتحقيق أهداف سياسية. الاستراتيجية العسكرية يجب أن تكون منسجمة مع الأهداف السياسية العامة.

– التخطيط والتنبؤ:
١- تقدير الإمكانيات والقيود: معرفة القدرات الحقيقية للقوات المسلحة وتقدير نقاط القوة والضعف.
٢- التخطيط للطوارئ: وجود خطط بديلة واستراتيجيات للتعامل مع الأحداث غير المتوقعة.

– اتخاذ القرار بناءً على المعلومات:
١- جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية: استخدام المعلومات الاستخباراتية لتقدير نوايا وقدرات الخصم.
٢- التحليل السليم للبيانات: القدرة على تفسير البيانات وتحويلها إلى قرارات فعالة.
٣- استراتيجية “الشبكة المركزية” في حروب التكنولوجيا الحديثة.

– المرونة والتكيف:
١- القدرة على التكيف مع المتغيرات: الاستجابة السريعة للتغيرات في ميدان المعركة أو الظروف السياسية.
٢- تعديل الخطط: القدرة على تعديل الخطط بناءً على التطورات الجديدة والتحديات غير المتوقعة.

– إدارة الموارد بفعالية:
١- استخدام الموارد بحكمة: توجيه الموارد المتاحة بطريقة تحقق أقصى استفادة.
٢- التخطيط طويل الأمد للموارد: ضمان استدامة الإمدادات والموارد الضرورية للعمليات العسكرية.

– قيادة قوية ومؤثرة:
١- توجيه وتنسيق الجهود: القدرة على توجيه وتنظيم القوات بشكل فعال.
٢- تعزيز الروح المعنوية: الحفاظ على معنويات عالية بين الجنود وتوفير دعم نفسي مستمر.

– فوائد تطبيق العقل الاستراتيجي:
١- تحقيق أهداف طويلة الأمد: يمكن للعقل الاستراتيجي أن يساعد في تحقيق الأهداف الكبرى على المدى الطويل بدلاً من التركيز فقط على المكاسب الآنية.
٢- تقليل الخسائر: من خلال التخطيط الجيد والتكيف مع الظروف، يمكن تقليل الخسائر البشرية والمادية.
٣- زيادة الكفاءة: الاستخدام الأمثل للموارد والقدرات المتاحة يؤدي إلى تحقيق النتائج بأقل تكلفة وأعلى كفاءة.
٤- تعزيز القيادة والسيطرة: يمنح العقل الاستراتيجي القادة القدرة على توجيه القوات بشكل فعال والحفاظ على الانضباط والروح المعنوية.

– تحديات العقل الاستراتيجي:
١- عدم اليقين والتعقيد: التغيرات السريعة وعدم اليقين في ميدان المعركة يمكن أن تجعل التخطيط والتنفيذ صعبين.
٢- التنسيق بين الجهات المختلفة: التنسيق بين القوات المسلحة والمستويات السياسية والإدارية يمكن أن يكون معقدًا ويتطلب وقتًا وجهدًا.
٣- إدارة الموارد المحدودة: الحاجة إلى تحقيق التوازن بين استخدام الموارد الحالية وضمان استدامتها على المدى الطويل.

* ادارة نصرالله الاستراتيجية لدعم معركة غزة:
١- النفس الطويل: يعني القدرة على الاستمرار في القتال أو المقاومة لفترة طويلة من الزمن، دون التعرض للإرهاق أو الاستسلام رغم التحديات والضغوط.
٢- التكيف والمرونة: القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة في ميدان المعركة، والانتقال بين أساليب قتال مختلفة حسب الحاجة.
٣- الاستخدام الفعال للموارد: الإدارة الفعّالة للموارد المحدودة والتركيز على تعزيز القدرات بطرق مستدامة تضمن الاستمرار على المدى الطويل.
٤- الدعم اللوجستي: الحصول على دعم مستمر سواء من داخل الدولة أو من حلفاء خارجيين، للحفاظ على القدرة على القتال لفترة طويلة.
٥- الحفاظ على الروح المعنوية: تعزيز معنويات المقاتلين وأيضًا المدنيين من خلال الخطاب المؤثر والدعاية التي تشجع على المقاومة والصمود.

– استراتيجية عقل نصرالله في مواجهة إسرائيل:
١- التكتيكات: حزب الله تبنى تكتيكات حرب العصابات، معتمدًا على التفوق في الأرض المحلية ومعرفة التضاريس. استخدم صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى لضرب الأهداف الإسرائيلية، مع الاعتماد على الأنفاق والتحصينات تحت الأرض لتجنب الضربات الجوية.
٢- الصبر الاستراتيجي: بعد حرب 2006، تراجع حزب الله من مواجهة مباشرة واسعة النطاق، لكنه استمر في بناء قدراته العسكرية بهدوء، منتظرًا الوقت المناسب لفرض شروطه وتحديد قواعد الاشتباك.

– عوامل نجاح استراتيجية النفس الطويل لنصرالله:
١- دعم محلي قوي: تأييد السكان المحليين يمكن أن يوفر ملاذًا ودعمًا لوجستيًا وعاطفيًا مستمرًا.
٢- الدعم الخارجي: تلقي الدعم من الدول أو الجماعات المتعاطفة يمكن أن يعزز القدرات المالية والعسكرية.
٣- القدرة على تحمل الخسائر: قدرة الجماعة أو الدولة على امتصاص الخسائر المادية والبشرية دون فقدان العزيمة هو عنصر حاسم.
٤- إدارة النزاعات الداخلية: القدرة على المحافظة على الوحدة الداخلية بين القيادة والقاعدة رغم الضغوط والتحديات.

– التحديات والمخاطر:
١- استنزاف الموارد: على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي الصراع إلى استنزاف الموارد الحيوية.
٢- تآكل الدعم المحلي: قد يتراجع الدعم الشعبي إذا طال أمد الصراع وازدادت معاناة المدنيين.
٣- ضغوط دولية: يمكن أن تفرض الضغوط والعقوبات الدولية تهديدات للمساعدات الخارجية أو تقييدها.

* عقل بوتين في مواجهة اميركا والناتو على أرض أوكرانيا كشف المستور وما كان يحاك و يدور:
فمنذ فبراير 2022 مواجهة حامية الوطيس بين القوات الروسية والأوكرانية، تحولت إلى ساحة مواجهة غير مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. هذه الحرب أعادت تشكيل التحالفات الدولية وفتحت فصلاً جديدًا من التوترات الجيوسياسية. فمع الدعم العسكري الواسع والمساعدات الاقتصادية الضخمة التي تقدمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لأوكرانيا، فرضت روسيا على نفسها تحديات غير مسبوقة على الساحة الدولية، وفي هذا السياق تتشابك مصالح القوى الكبرى في صراع يتجاوز حدود أوكرانيا ليعيد تشكيل النظام العالمي بطرق قد تدوم لعقود، و لهذه المواجهة التاريخية تأثيراتها على الأمن والاستقرار العالمي.
وهذا ما أكده اعلان بوتين الاخير حول دعم أطراف أعداء اميركا والغرب بعد قرار الاخير بالسماح لاسلحتهم بضرب روسيا وعمقها.

و بعض الجوانب الرئيسية لهذه المواجهة من الدعم الاميركي الغربي لأوكرانيا:
١- المساعدات العسكرية: قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو دعماً عسكرياً واسعاً لأوكرانيا، بما في ذلك أسلحة متطورة وتدريب للقوات الأوكرانية. هذا الدعم ساعد أوكرانيا على مقاومة التقدم الروسي والتصدي له.

٢- العقوبات الاقتصادية: فرضت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا، تستهدف قطاعات مختلفة مثل الطاقة، المالية، والصناعات الدفاعية.

– التوترات الجيوسياسية:
١- استراتيجية الاحتواء: تعتبر الولايات المتحدة والناتو أن دعم أوكرانيا هو جزء من استراتيجية أوسع لاحتواء النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية ومنع توسع نطاق تأثيرها.
٢- الاستجابة الروسية: روسيا ترى في دعم الغرب لأوكرانيا تهديدًا لأمنها القومي وترد بتعزيز قدراتها العسكرية وتوجيه تهديدات متزايدة ضد الدول التي تدعم أوكرانيا.

– الانخراط غير المباشر:
١- حرب المعلومات: تجري معركة إعلامية قوية بين الطرفين، حيث تستخدم روسيا والغرب وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية لتوجيه الرأي العام والتأثير عليه.

٢- الحرب الإلكترونية: اتهمت روسيا بشن هجمات سيبرانية على بنى تحتية حيوية في أوكرانيا والدول الداعمة لها، فيما تعمل أوكرانيا وحلفاؤها على تعزيز دفاعاتهم الإلكترونية.

– التأثير على النظام العالمي:
١- إعادة تشكيل التحالفات: هذه الأزمة تسببت في إعادة تشكيل التحالفات الدولية وتعزيز التعاون بين الدول الغربية لمواجهة التحديات الأمنية الروسية.
٢- التوترات الدولية: تسببت الأزمة في زيادة التوترات على المستوى العالمي، بما في ذلك في مناطق أخرى مثل آسيا والشرق الأوسط.

– التحديات الإنسانية:
١- – الأزمة الإنسانية: الحرب أدت إلى نزوح ملايين الأشخاص وتفاقم الأوضاع الإنسانية داخل أوكرانيا وخارجها.
٢- إعادة البناء: الدعم الغربي لأوكرانيا يشمل أيضاً مساعدات إنسانية واقتصادية لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة ودعم الاقتصاد الأوكراني.

– المستقبل:
١- سيناريوهات مفتوحة: مستقبل الأزمة لا يزال غير واضح، ويتراوح بين استمرار الصراع لفترة طويلة أو التوصل إلى نوع من التسوية السلمية، يعتمد ذلك على العديد من العوامل بما في ذلك التطورات العسكرية، الضغوط الدبلوماسية، والتغيرات في السياسة الداخلية لكل من روسيا وأوكرانيا والدول الغربية، تعتبر المواجهة في أوكرانيا نقطة محورية في العلاقات الدولية، مع تداعيات عميقة على الأمن الأوروبي والنظام الدولي بشكل عام.

العقل اولا واخيرا؛ أي أدرك الأشياء على حقيقتها، والعاقل هـو الشخص المدرك. ومن المعاني، أن العقل هـو ما يقابل الغريزة التي لا اختيار لها، وتمييز المصالح من المفاسد.
قوله تعالى: {ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون} (العنكبوت:35).
ووصف الذين لا يعقلون بأنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
ومصدرِ عَقَلَ بمعنى حَبَسَ، وسُمّي كذلكَ لأنّهُ يعقلُ صاحبهُ عن التّورّطِ في المهالكِ والآثام، وقيلَ هو التّمييزُ والعلمُ.

فالعقل يميز الصّواب والخطأ والنّافع والضّار، فالإنسان العاقل هو الإنسان الذي يستطيع أن يميّز بين ما هو صواب وحقّ أو ما هو عكس ذلك. أنّ العقل يزوّد الإنسان بالأسباب والأدوات التي تؤدّي إلى إدراك الأمور والقضايا وتمييزها وتحليلها واختيار الأصوب والأصحّ بينها وترجيحه…

* عقل السيد الخامنئي ونصرالله:
انها رؤية السيد الخامنئي في الصبر الاستراتيجي والذي تتضمن الانتظار والابتعاد عن ردود الفعل الفورية، والتركيز على الأهداف البعيدة الأمد بدلاً من تحقيق انتصارات سريعة وقصيرة الأجل، و يتطلب هذا الصبر تقبّل فترات من الخسائر والتراجع كجزء من خطة طويلة الأمد.
تخيل شخصين، نطلق عليهما “عقلان” و”فكران”. كلاهما متفانيان في تحقيق الانتصارات في الحروب، لكنهما يتبعان أساليب تفكير وأنماط ومسار ومصير في قالب واحدتُكمل بعضها البعض.

– هي السنخة والقلب والروح الواحدة:
هو سلطان العقل الالهي لديهما وحكمتهم الدقيقة قي ادارة السياسات وحروبها، كونهما من شجرة النبوة الخالصة لله والتفاني ولايتها، والتي أصلها في السماء وفرعها في الارض.
“عقلان” لديهما التفكير الاستراتيجي العصري بنيويا والتقليدي تكتيكيا، يدرسا الخطط المعقدة ويتعمق في التفاصيل الدقيقة. يتقن فنون القيادة العسكرية الكلاسيكية ويستند إلى مبادئ الحرب القديمة والجديدة. يتفحص أرض المعركة، يقيم الجبهات، يحلل تحركات العدو،
والحرب التقليدية هي شكل من أشكال الحرب تجري باستخدام الأسلحة التقليدية وتكتيكات المعارك بين دولتين أو أكثر في مواجهة مفتوحة. تكون القوى على كل جانب واضحة المعالم، يكون القتال باستخدام الأسلحة التي تستهدف بصورة رئيسية جيش الخصم. تجري هذه الحرب عادةً باستخدام أسلحة تقليدية، لا أسلحة كيمائية أو بيولوجية أو نووية، والتكتيك هو عمل مفاهيمي يهدف إلى تحقيق الهدف و يمكن تنفيذ هذا الإجراء كمهمة واحدة أو أكثر، ويضع لهما خططًا مفصلة بناءً على تقديرات دقيقة:
١- تحليل المعطيات: يجمع كل المعلومات المتاحة حول العدو – مثل عدد القوات، نوع الأسلحة، المواقع الجغرافية، والقدرات اللوجستية.
٢- تخطيط مفصل: يصمم خطط معقدة تعتمد على التحركات المتزامنة والتكتيكات الدقيقة لتحقيق التفوق على العدو.
٣- الاحتياط والتحسب: يضع سيناريوهات متعددة لأي تطور غير متوقع، ويضمن وجود خطط بديلة لكل موقف محتمل.

أما “فكران” السيد الخامنئي ونصرالله في السياسة والحرب لديهما، هو العقل المبتكر، الذي يجلب أفكارًا غير تقليدية وحلولًا مبتكرة للمعارك، ينظر إلى الحرب كفرصة لاستغلال الموارد بأكثر الطرق إبداعًا؛ يحب تجربة الأساليب الجديدة وغير المتوقعة، وكثيراً ما يتجاوز الحدود التقليدية للعبة العسكرية.

١- استغلال الابتكار: يستخدم التكنولوجيا الحديثة أو الابتكارات غير المألوفة في تكتيكات المعركة، مثل استخدام الطائرات بدون طيار في بيئة غير متوقعة أو الاعتماد على الهجمات السيبرانية لتعطيل نظام العدو.
٢- المرونة والتكيف: قادر على التكيف السريع مع التغيرات الفجائية في الميدان، ويستخدم تكتيكات غير تقليدية لتوجيه الصدمة والارتباك للعدو.
٣- التفكير خارج الصندوق: يستغل أي فرصة مفاجئة قد تظهر، مثل استخدام الطقس أو الظروف البيئية لصالحه، أو تحويل ضعف العدو إلى نقطة قوة غير متوقعة.
٤- انسجام في تحقيق الهدف:عندما يجتمع عقلان وفكران، يحدث نوع من السحر التكتيكي. يقوم عقلان بتقديم الإطار الاستراتيجي المتين ويضمن استمرارية العمليات والانتصارات المتوقعة، بينما يضيف فكران عنصر الإبداع الذي يمكن أن يغير مجرى المعركة بشكل مفاجئ ضمن:
٥- الاستراتيجية والتكتيك: بينما يضع عقلان الخطة العامة ويضمن أن كل شيء يسير حسب الجدول، يضيف فكران لمسة من الفجائية بإدخال عنصر غير متوقع في اللحظة الحاسمة، مما يربك العدو ويؤدي إلى نصر حاسم.
٦- التحليل والابتكار: عقلان يقيم ويدرس بدقة الخطط العسكرية المستقاة من التجارب السابقة، بينما يقدم فكران اقتراحات لتحسينها أو حتى تغييرها جذرياً لتحقيق نتائج أفضل.
٧- التكامل والتكافل: عقلان يضمن استقرار وفعالية القوات، وفكران يقود الهجمات الجريئة والمبتكرة التي تقلب الطاولة على العدو.

وفي عالم مليء بالتحديات والتغيرات المستمرة، يظهر دائمًا السيدان المتمكنان في التغلب على العقبات وتحقيق إنجازات باهرة، هؤلاء يُطلق عليهم “رجال الانتصارات”؛ ليس لأنهم لا يواجهون صعوبات، بل لأنهم يعرفون كيف يحولون تلك الصعوبات إلى فرص للنجاح من خلال:

١- الايمان والتوكل على الله: قال تعالى (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا* وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَى بِاللَّـهِ وَكِيلًا).
{قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا}.

٢- الرؤية الواضحة:أول ما يميز رجل النتصارات هو امتلاكه لرؤية واضحة وأهداف محددة. يعرف ما يريد تحقيقه ويسعى جاهدًا لتحقيقه. هذه الرؤية تُشكِّل البوصلة التي توجهه في رحلته نحو النجاح، وتساعده على البقاء مركزًا حتى في أصعب الظروف. التخطيط المحكم والتفكير الاستراتيجي هما أدواته الأساسية.

٣- العمل الجاد والمثابرة: نجاح رجل النتصارات لا يأتي من فراغ؛ فهو نتيجة العمل الجاد والمثابرة المستمرة. الإصرار على المضي قدمًا رغم الفشل المؤقت والتحديات المتكررة هو ما يميزه. يدرك أن الطريق إلى القمة ليس سهلًا، لكنه يؤمن بأن المثابرة والعمل الدؤوب هما السبيل الوحيد لتحقيق طموحاته.

٤- الإبداع والابتكار: في كثير من الأحيان، يعتمد رجل النتصارات على الإبداع والابتكار للتفوق. يتعامل مع المشاكل كفرص للتعلم والنمو، ويبحث دائمًا عن طرق جديدة لحلها. لا يكتفي بالحلول التقليدية بل يسعى دائمًا للتفكير خارج الصندوق واستغلال الفرص بذكاء.

٥- الثقة بالنفس: الثقة بالنفس هي سمة أساسية لرجل النتصارات. يؤمن بقدراته ويعتمد على نفسه في مواجهة التحديات. هذه الثقة تمنحه القوة لمواجهة المجهول واتخاذ القرارات الصعبة، وتساعده على البقاء إيجابيًا ومتفائلًا حتى في الأوقات العصيبة.

٦- القدرة على التكيف: القدرة على التكيف مع التغيرات والمستجدات بسرعة وفعالية هي أحد أسرار نجاح رجل النتصارات. في عالم سريع التغير، يكون التكيف السريع ميزة حاسمة. رجل النتصارات لا يخاف من التغيير، بل يراه فرصة للنمو والتطور.

*الخلاصة:
العقل الاستراتيجي في إدارة الحروب هو عنصر حاسم لتحقيق النجاح العسكري والسياسي. يتطلب هذا العقل مزيجًا من الفهم الشامل للأهداف، التخطيط الدقيق، المرونة في التكيف، والإدارة الفعالة للموارد. عندما يتم تطبيقه بفعالية، يمكن أن يكون العقل الاستراتيجي هو الحاسم والحد الفاصل بين النصر والهزيمة في النزاعات العسكرية.

اذا هو “العقل المتصر”؛ عقل متوازن يتميز بالقدرة على التفكير بشكل منطقي ومتزن، بعيدًا عن التشتت أو الانحرافات الفكرية.
وعقل منسجم يكون في حالة من الانسجام الداخلي، حيث تتكامل الأفكار والمشاعر والقرارات بشكل متناغم.
وعقل مستقر يمتاز بالثبات والوضوح، مما يساعد في اتخاذ قرارات مدروسة دون تسرع أو تردد.

ويبقى التعاون الاستراتيجي بين ايران وحزب الله وحلفائهم، لتحقيق هدف مشترك جزءًا أساسيًا من التفاعل فيما بينهم.
وبهذا التعاون، تصبح قوتهم المشتركة سلاحاً لا يُقهر، يجمع بين الحكمة التقليدية والإبداع غير المحدود، مما يضمن التفوق في أي مواجهة لدى ايران وروسيا والصين كدور مركزي عالمي في التصدي للكيان واميركا والغرب والمستعربين.

وتظل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل محورًا رئيسيًا في السياسة والأمن في الشرق الأوسط ومركزيا على المستوى الدولي وهذا ما ظهر في حرب غزة الاخيرة من تدخل مباشر اميركي وغربي في المواجهة في البحر الاحمر وغيرها،و التصعيد المستمر والخطابات النارية من الجانبين المتصارعين تعكس التوترات العميقة والمتجذرة، و تظل الاحتمالات مفتوحة على كافة السيناريوهات الممكنة.

ويبقى العقل الاستراتيجي المنتصر المتحكم في الزمان والمكان وحدود قواعد الاشتباك، كيفيا وكميا ونوعيا، واستدراج الخصم والعدو حيث اراد وكما يريد في الشكل والمضمون، يكون وعلى هذا الاساس حجم الهزيمة والنصر.

انها عبقرية العقل الواحد الموحد في وحدة الساحات وساحات الوحدة ضمن اطارها، وفي سياق المعركة ومسارها ضمن المواجهة الواحدة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى