أخبار فلسطين

مخيمات بيروت تعلن النفير العام وتغضب للأقصى وتناصر المرابطين فيه

على وقع الأناشيد الثورية التي تصدح منذ ساعات الصباح الأولى، أعلنت مخيمات وتجمعات بيروت النفير العام دعماً واسناداً للقدس، وضد مسيرة أعلام قطعان المستوطنين، فازدانت شوارع ومداخل وأزقة وشرفات وأسطح منازل مخيمات بيروت بالعلم الفلسطيني، إعلاناً منها للقاضي والداني بأن لا علم سيرفرف ويرتفع في سماء فلسطين وعاصمتها القدس الا علم فلسطين. والنفير العام لم يكن على المستوى الشعبي فحسب، اذ نظّمت هيئة العمل الفلسطيني المشترك يوم الاحد 29-05-2022، يوم غضب في كافة مخيمات بيروت تخلّله مسيرات وإعتصامات جماهيرية حاشدة، رفع خلالها المعتصمون العلم الفلسطيني.

حضر الاعتصامات ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل هيئة العمل الفلسطيني المشترك، والمؤسسات والجمعيات والروابط والاتحادات اللبنانية، و ممثلو اللجان الشعبية وقادة الأمن الوطني الفلسطيني وقادة الوحدات العسكرية التابعة لحركة فتح، والمؤسسات والجمعيات الأهلية، وكشافة المكتب الحركي في بيروت وأشبال وزهرات حركة فتح والدفاع المدني الفلسطيني، وفوج الشبيبة للاطفاء، ووجهاء وفعاليات وأهالي مخيمات وتجمعات بيروت ومهجرو مخيمات سوريا.

وكان الإعتصام الأول في مخيم شاتيلا، في ساحة قاعة الشعب، حيث كانت الكلمة الاولى لممثل الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة الدكتور ناصر حيدر وجّه فيها رسالة إلى العدو الصهيوني أن جميع محاولاتهم للإستيلاء على القدس، ستسقط تحت أقدام أطفال فلسطين وشبابها وشيبها ومقاومتها، مشدِّداً أن كيان الإحتلال بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت ضربات المقاومة الفلسطينية.

وألقى كلمة قوى التحالف الفلسطيني ممثلُّ الجهاد الاسلامي في مخيم شاتيلا علي أبو عزقة أكّد فيها أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، محمِّلاً الإحتلال مسؤولية أي تدنيس للأقصى، ومشدِّداً أن المقاومة الفلسطينية بمختلف انتماءاتها لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستردُّ بكل قوتها وهي تنتظر الإيعاز لتُمطر المستوطنات الصهيونية بمئات الصواريخ.

وكانت كلمة لمنظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو قيادة منطقة بيروت في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح خالد عبادي أكّد فيها أن الشعب الفلسطيني يعيش اليوم نشوة تغيير المعادلات مع كيان الإحتلال، فالشعب الفلسطيني ومقاومته حقّقوا إنجازهم بعد معركة حي الشيخ جرّاح ومعركة سيف القدس ومعركة اللد التي رسمت للإحتلال حدوداً وعلَّمته ألاّ يتجاوزها.

واعتبر عبادي أن مسيرة الأعلام اليوم، وكل المحاولات لإيقافها، وكل مناورات الإحتلال لعدم الرد عليها، ما هي إلاّ دلالة على أن الإحتلال ضعيف وهشٌّ، والشعب الفلسطيني ومقاومته لديهم القدرة الكاملة على تحديد نهاية هذا المشروع الصهيوني، وقد ظهر ذلك جليّاً من خلال وضع الإحتلال للوساطات عبر دول عدة كي لا تذهب فصائل المقاومة إلى التصعيد، وأن يضبط الشارع الفلسطيني في وجه عربدة المستوطنين ودولتهم.

أما مخيم مار الياس فقد كان شاهداً على اعتصام جماهيري ونفيراً عامَّاً عند المدخل الغربي للمخيم، وكانت كلمة لأمين عام حزب الوفاء اللبناني الدكتور أحمد علوان، دعا فيها شرفاء الأمة لاستنهاض الشعوب ضد العدو الصهيوني، مطالِباً بهبَّة شعبية ووطنية لحماية الأقصى وجميع المقدسات. وفي نهاية كلمته ردّد علوان مع الحضور قَسَم العهد لفلسطين وأرضها.

وألقت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية مسؤولة طلاب حركة فتح في الشعبة الغربية منى الطوزة أعربت فيها بإسم الشعب الفلسطيني في الشتات عن أمنياته أن يكون مع الأبطال المرابطين والمدافعين عن المسجد الأقصى ومقدَّسات المسلمين، مطالبة فلسطيني الشتات والأمتين العربية والإسلامية على تربية أطفالهم على حبِّ فلسطين لأن الجيل القادم هو من سيحمل راية تحرير فلسطين من الإحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وكان الاعتصام الجماهيري الأخير في مخيم برج البراجنة عند المدخل الغربي للمخيم، حيث ألقى كلمة قوى التحالف الفلسطيني ممثل القيادة العامةمروان البشير، شدَّد فيها على وقوف الشعب الفلسطيني في الشتات إلى جانب إخوانهم في الأراضي المحتلة، مطالباً الجميع للوقوف إلى جانب المرابطين في القدس وفي الأقصى وفي كافة الأراضي المحتلة.

وألقى كلمة القوى والاحزاب الوطنية اللبنانية مسؤول رابطة ابناء بيروت ابراهيم كلش، أكّد فيها على وقوف كافة شرفاء الأمة إلى جانب الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، خاصَّاً بالذكر المدافعين اليوم عن الأقصى في وجه هجمات قطعان المستوطنين. واعتبر كلش أن محاولة العدو الإسرائيلي للسيطرة على القدس ستسقط لأن المقاومة على امتداد الأرض العربية على أُهبة الإستعداد للرد المزلزل على هذه المحاولات.

وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية أمين سر حركة فتح وفصائل المنظمة في بيروت العميد سمير ابو عفش بدأها بتوجيه التحية إلى المرابطين في أزقّة القدس وباحات المسجد الأقصى، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني بوحدته يكرِّس اليوم معادلة واضحة بأن العلم الفلسطيني هو العلم الوحيد الذي سيُرفع على مساجد القدس ومآذنها وكنائسها.

واعتبر أبو عفش أن محاولات المستوطنين ومعهم كل أجهزة كيان العدو لفرض تقسيم وواقع جديد في القدس سيسقط أمام وحدة الشعب الفلسطيني وجماهيره ومقاومته، مؤكِّداً أن الشعب الفلسطيني سيفرض معادلاته رغم أنف العدو ومستوطنيه. وطالب أبو عفش في كلمته كافة فصائل الثورة الفلسطينية بالوحدة على اعتبارها المدخل الأساس للعودة إلى فلسطين ولحق تقرير المصير المتمثِّلة بحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 

زر الذهاب إلى الأعلى