أخبار صور و الجنوب

فضل الله: العدو يعمل لانتزاع الأقصى من وجدان شعوبنا

دعا لتشكيل حركة وعي عربي وإسلامي تواكب حركة الشعب الفلسطيني ميدانياً
فضل الله: العدو يعمل لانتزاع الأقصى من وجدان شعوبنا

حذر سماحة العلامة السيد علي فضل الله من أن العدو يعمل لفرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى وانتزاعه جغرافياً وعملياً من الوجدان العربي والإسلامي، داعياً هذا الوجدان إلى التحرك السريع ومواكبة ما يجري في القدس وفلسطين لإعادة تشكيل حركة وعي ونضال عربية وإسلامية وإنسانية تعيد للقضية الفلسطينية وهجها وحضورها.
وقال سماحته في تعليق له على ما يجري في فلسطين المحتلة:
لا يمكن أن نحكم على ما يجري في هذه الأيام في فلسطين المحتلة، وهذا الإصرار الصهيوني المستمر على تدنيس المسجد الأقصى ومحاولات احتلاله وتقسيمه زمانياً ومكانياً من المنظار السياسي فحسب، لأن الفريق السياسي الصهيوني الذي حكم في فلسطين المحتلة منذ اغتصابها إلى الآن لا يزال متمسكاً بعقلية الخرافة الصهيونية ويعمل على استثمار الذهنية الدينية المغلقة لليهود في إطار السيطرة الكاملة على مقدسات المسلمين والمسيحيين، وتلك هي الخطة التي اتبعتها الأجيال المتعاقبة من الصهاينة للسيطرة على كل أراضي الفلسطينيين وطردهم من وطنهم واستبعاد من تبقى منهم والقضاء على كل ما يتصل بالهوية العربية والإسلامية.
أضاف: ونحن نرى في الهجمة الجديدة على الأقصى في هذه الأيام وفي شهر رمضان بالذات، وهذه الحملات المتواصلة للمستوطنين وللنواب الصهاينة في الكنيست وغيرهم، محاولة لفرض أمر واقع جديد وكسر الالتزام الفلسطيني والعربي والإسلامي بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وصولاً لإمحاء المسجد الأقصى من الذاكرة وانتزاعه جغرافياً وعملياً من الوجدان العربي والإسلامي، وخصوصاً في ظل حال الصمت والتخدير وحتى التواطؤ التي أطبقت على الوجدان العربي والإسلامي بفعل عمليات التطبيع، واستمرار خطة التحرر من فلسطين وقضيتها بدلاً من العمل لتحريرها، لتغدو بيانات الاستنكار العربية الرسمية بمثابة التحذير للعدو من الإحراج الذي تسبب به حيالهم وخصوصاً في شهر رمضان وعلى أبواب ليالي القدر والعشر الأواخر منه مع ما يختزنه ذلك من استفزاز كبير للروحية الإسلامية.
ورأى سماحته أننا أمام اختبار جديد على مستوى الشارع العربي والإسلامي، الذي لا بد من أن يواكب حركة الشعب الفلسطيني الميدانية ويقف إلى جانب المرابطين في الأقصى والمدافعين عنه، وإلى جانب الإنسان الفلسطيني الأسير والمعتقل والذي يتعرض لكل أساليب القتل والتشريد والترهيب وتهديم منزله، ولأبشع أنواع الحصار والمطاردة والاقتلاع من الأرض، فلا يكفي أن تصدر بيانات التضامن مع هذا الشعب لأن العدو لم يعد يقيم لها وزناً في ظل هذا الانخراط العربي في عملية تهويد فلسطين، ولا بد من حركة في الشارع ومن تحرك سريع على مستوى النخب الدينية والفكرية والثقافية لإعادة بناء حركة وعي تواصل النضال حتى تعيد للقضية الفلسطينية وهجها وحضورها واستمرارها للتأكيد أمام العالم كله بأن سقوط فلسطين أو إسقاطها من أجندة الأنظمة لا يعني سقوطها من وجدان الشعوب

 

زر الذهاب إلى الأعلى