بأقلامنا

الخروقات الاسرائيلية في مضبطة مجلس الأمن وممثلوه في لبنان بين الحقيقة وشاهد الزور … وفاء بيضون

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت : وفاء بيضون

عشية التصويت على تمديد عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة جنوب لبنان ، وقطعا للطريق على محاولات اسرائيلية لتعديل مهامها وفق القرار 1701 الصادر عام 2006 واظهار للحق اللبناني في كامل سيادته براً وبحراً لتجنب ذر الرماد في عيون المجتمع الدولي ومجلس أمنه المعطل منذ عشرات السنين ، اتت جولة الجيش اللبناني برفقة عشرات الاعلاميين مصحوبين ببعض ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وبعثاتهم في لبنان .

شحادة

الجولة مهد لها مفوض الحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية في لبنان العميد منير شحادة بجملة ثوابت اراد من خلالها ان تكون خريطة طريق هذه الجولة للقاصي من اعيان مجلس لامن والداني من اهل بيت الاعلام اللبناني ومعه الاجنبي المرافق للجولة . فكانت كلمة السر الأولى التي انطلق الوفد على اساسها ان الاسرائيليين لا يحترمون القوانين ، ومزارع شبعا منطقة لبنانية محتلة والخط الازرق فيها لا نعترف به حسب العميد شحادة . الذي اكد ان هدف الجولة اطلاع البعثات الدولية في لبنان عن كثب كي نريهم وخاصة ونحن على بعد أيام من التجديد لبعثة اليونيفيل في الامم المتحدة .
ولكي تبقى الحدود اللبنانية الجنوبية .بمقاييس الحق اللبناني ، لا بمقياس الباطل والتعدي الاسرائيلي . فاذا كان العدو يريدها ترسيما لتبيت احتلاله لفلسطين فنحن نريدها اظهار لوقف اللعب بالمصطلحات التي من شأنها الاجحاف بحقوقنا السيادية لا سيما المناطق الاربعة عشر المتحفظ عليها من قبل لبنان من ضمن 38 نقطة على طول الحدود مع فلسطين المحتلة .

وشدد شحادة على ان مزارع شبعا منطقة لبنانية محتلة والخط الازرق فيها لا نعترف به، مؤكدا انه لم يعد هناك شيء اسمه “غجر “وقد ارسلنا الى الامم المتحدة مراسلة تقول ان ما يسمى بالجزء الشمالي لقرية الغجر اصبح اسمه خراج بلدة “الماري “لان قرية “الغجر “قرية سورية والتمدد العمراني دخل الى الاراضي اللبنانية في خراج بلدة “الماري” . وفيما يعمل الاحتلال على تغيير معالم الترسيم التي حصلت عام 1949 بعد اتفاق الهدنة انذاك بفرض ترسيم جديد مشمول بخروقات ، وتعد على اراض لبنانية كان التشديد اللبناني على أن “الخط الأزرق ” هو خط انسحاب وليس ترسيم أو تثبيت حدود.

الخط الأزرق

يشار الى ان “الخط الأزرق ” هو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة ، وفلسطين وهضبة الجولان المحتلتين من جهة أخرى في 7 يونيو/ حزيران 2000، ولا يعد الخط حدودا دولية لكنه أنشئ بهدف التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان.

وقد رافق فريق الأناضول الجيش اللبناني والبعثات الدبلوماسية الدائمة بمجلس الأمن لدى بيروت، برفقة الملحقين العسكريين في سفاراتهم (فرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة والصين)، وكانت المحطة الأولى في نقطة ” نفق رأس الناقورة B1 ” . الذي شهد خرقا بحريا على عين الوفد الاممي .طبعا لا يمكن فصل هذه الجولة عن مقدماتها المتعلقة بالتوترات في الآونة الأخيرة، التي شهدتها المنطقة الحدودية بين لبنان وفلسطين بسبب محاولات القوات الإسرائيلية تجريف أراض وإنشاء جدار إسمنتي في المنطقة.

هذا بالشكل الميداني اما في المضمون السياسي
بالطبع، للجولة أبعاد سياسية وأمنية، فهي التي ستحدّد مهمات قوات الطوارئ الدولية، وتهدف ربما إلى إزالة كل الخلافات التي سادت خلال التجديد لها العام الماضي وتغيير مهماتها.

وبالتالي أراد الجيش من خلال جولته أن يقدم أدلة واضحة للوفد عن انتهاكات إسرائيل لسيادة الدولة اللبنانية يومياً، جوّاً أو برّاً أو بحراً، وفي أكثر من نقطة، فلبنان يتحفّظ عن 14 نقطة عند الحدود الجنوبية وهي مسجلة منذ اعتماد ” الخط الأزرق” ، وهو خط انسحاب وليس ترسيماً للحدود. كان لافتاً في الجولة التأكيد على أنّ الحدود البرية مرسّمة، والحديث عن الترسيم هو خاطئ، وهذه الرسالة أراد الجيش توجيهها إلى الوفد، فالحدود البرية جرى ترسيمها عام 1923 على زمن لجنة ” بوليه- نيوكامب ” . ومن ثم تكريسها في اتفاقية الهدنة عام 1949.

لقد أكدت الجولة أن الحدود اللبنانية موجودة ومن يخرقها هو الإسرائيلي ، فهل تتغير نظرة مجلس الأمن تجاه لبنان وحدوده ويتخذ موقفاً لصالح لبنان ؟
أم سيغض النظر عمّا يحصل كما كل مرة ويبقى شاهد زور؟ .

زر الذهاب إلى الأعلى