بأقلامنا

جهاد أيوب لِمِهر: أمريكا شريكة في كل جريمة حدثت في كل الوطن العربي والإسلامي

 

# إسرائيل مهزوزة ومربكة ومقتنعة بـأنها مهددة بالزوال القريب
# عادت أميركا لتغرق في وحل فلسطين، ولم تتعلم من وحل لبنان
# بعض الدول العربية المطبعة أصبحت صهيونية أكثر من إسرائيل
# ما يحدث على الجبهة الشمالية يعتبر رسائل إلى الشيطان الأكبر أميركا
# لن تتمكن إسرائيل فاقدة المبادرة والعزيمة من استعادة الردع
# عملية ” طوفان الأقصى” أكبر من حرب وأشمل من أم المعارك وقد توصل إلى الحرب الكبرى
# الهجرة من إسرائيل قد بدأت وما حدث سينعكس على الغرب والدول العربية والمنطقة

أكد الناقد والكاتب والإعلامي اللبناني الأستاذ “جهاد ايوب”، أن “الولايات المتحدة شريكة في كل جريمة حدثت في كل الوطن العربي والإسلامي”، مضيفاً: “بل هي من خطط ونفذ، واليوم هي قاتلة أطفال فلسطين وكل الأبرياء هناك”.

وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: لازلنا نعيش مجريات عملية “طوفان الأقصى” المباركة، فمنذ الإعلان عنها يوم السبت الماضي، وإلى يومنا هذا أنظار العالم أجمع متوجّهة لتلك البقعة المباركة.
طوفانٌ أغرق المُحتل، وحطّم أسطورته الوهمية، وأثبت للعالم أجمع، ان أصحاب الأرض متجذرون بها ومتعطّشون للتحرير، وعلى المقابل أظهرت الفيديوهات خوف المعتدي المُحتل واستعداده للتخلي عن بيته الذي سرقه من الفلسطينيين عنوة والفرار منه عند أصغر خطر.
وكعادتها آله الإجرام الصهيونية في كل معركة، لا تستطيع أن “تتعنتر” إلا على المدنيين وباستخدام الطائرات والذخائر المحرّمة دولياً.
ومنذ بدء العملية، أعلنت أمريكا أم الكيان الصهيوني تعاطفها مع ابنها اللقيط، ولوّحت بالقوة وأنها داعمة له.
وفي هذا الصدد يقول الناقد والكاتب والإعلامي اللبناني، الاستاذ جهاد ايوب: “الولايات المتحدة شريكة في كل جريمة حدثت في كل الوطن العربي والإسلامي، لا بل هي من خطط ونفذ، واليوم هي قاتلة أطفال فلسطين وكل الأبرياء هناك.
مضيفاً فيما يتعلق بالكيان الصهيوني: “إسرائيل أصبحت مقتنعة بـأنها مهددة بالزوال القريب أكثر مما يتصور عدوها، هي مهزوزة مربكة لا تتمكن من صناعة أي انتصار، وهي تتخبط لذلك تكثر من الجرائم والدمار لرفع معنويات عصابتها المنهاره في شارعها.
لكل هذا وأكثر، ولأهمية ما يحصل الآن في فلسطين على المنطقة والعالم، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة “وردة سعد”، حواراً مع الناقد والكاتب والإعلامي اللبناني الاستاذ “جهاد ايوب” وجاء الحوار على الشكل:
* باعتقادكم، هل سيكون لتصرف الرئيس الأميركي بايدن قيمة في ميدان المعركة داخل فلسطين المحتلة الآن ؟
– الولايات المتحدة شريكة في كل جريمة حدثت في كل الوطن العربي والإسلامي، لا بل هي من خطط ونفذ، واليوم هي قاتلة أطفال فلسطين وكل الأبرياء هناك، وما يقوم به الصهيوني الأول بايدن من نجدة الصهاينة بسرعة غير معهودة منذ ابتداء عملية “طوفان الأقصى”، وحضر بنفسه من خلال جنوده القتلة لكونه شعر بهزيمة “إسرائيل” وتلاشيها كدولة مركبة ومصنعة، فقرر هذا الصهيوني مجبراً بالعودة والعودة إلى المنطقة التي فكرت أميركا فعلياً بالخروج منها أو التقليل من حضورها فيها…لقد عادت أميركا لتغرق في وحل فلسطين، وتناست أو لم تتعلم من وحل لبنان وبالتحديد مقتل المارينز الأميركي في بيروت…ذاك الانفجار الذي كسرها، وجعلها في حينه توافق على ما لم توافق عليه!
بايدن من أغبياء المرحلة، ومؤسف أن أقول أن أميركا وبعض عرب أبو لهب طلبوا من العصابة الصهيونية الإسراع باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً…وهنا العلة!
لم تتعلم أميركا من الماضي، ولم تقرأ إسرائيل التجارب مع المقاومة منذ 2000 إلى 2006 وانقلاب الصورة بعد ذلك، ولم يتعلم عرب التطبيع عرب أبو لهب من دروس نجاح المقاومة ويتصرفون بحقد على انفسهم.
للأسف حركة بايدن ارتجالية فيها هزيمة منتظرة، وبردة فعل عبيطة بعد ما شاهد انهيار الكيان الصهيوني المؤقت…فلسطين ومنطقتنا جبهة نار تنتظر أي فعل احمق لوجود أميركا باسطولها وغرف عملياتها الإجرامية.

* ما ترتكبه الآلة الإجرامية الإسرائيلية في غزة مخيف، كيف تقرأ ذلك؟
– ليس بجديد على إسرائيل هذا الاجرام، وبعد الهزيمة التي منيت فيها قبل أن تدخل الحرب جراء عملية “طوفان الأقصى ” فأكثر ما ستقوم به إسرائيل الإكثار من الجرائم…إسرائيل عاجزة عن المقاومة لذلك تقوم بالجرائم العشوائية، فحقدها الطائش جراء فشل جيشها وشعورها بفقدان دورها ودولتها المصنعة يجعلها تتفوق بالجرائم، وهذا ليس بجديد على اليهود الصهاينة عبر التاريخ.
يقول توراتهم في سفر يوشع الإصلاح السادس فقرة 20 و 24 :” وكان حين سمع الشعب – أي اليهود – صوت البوق أن الشعب هتف هتافاً عظيماً فسقط السور في مكانه، وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه وأخذوا المدينة. وحرَّموا – أي قتلوا – كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحدّ السيف. واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها.
هذا ما في تاريخهم وكتبهم، ويعيدون فعل ما فعله اجدادهم…اليوم اعادوا في “غزة” وفي كل مكان يصلون إليه مجازر كبيرة ترتكب كل يوم، إنها إبادة جماعية في فلسطين، ما يحدث لا يصدق، الوصف عاجز، والعين اشبعت من صور وحشية يفعلها الكيان الغاصب بسلاح أميركي وموافقة وتمني عرب التطبيع عرب أبو لهب بالقتل الممنهج، والروح لم تعد تتحمل…هذا الركام الإجرامي سيحصد ثأره الله، وقريباً جداً…هذا هو وعد الله الذي اختبرهم ويعرف مآثرهم وتاريخهم الآثم.

#تاريخهم
* تاريخهم مشبع بجرائمهم ضد الإنسانية ومع ذلك نجد من يطبع معهم من العرب كيف ذلك ؟
– سيدتي أغار الأشوريون على فلسطين أرض كنعان عام 596 ق.م وفتكوا بالعبرانيين، وأعاد الرومان الكرَّة عليهم، وفي كلتي الحالتين تشرد اليهود الصهاينة في الأرض، ولكن شبه الجزيرة العربية احتضنتهم خاصة اليمن ويثرب، وما أن تمكنوا خانوا العرب…وفي أوائل القرن السادس ميلادي، كانت فارس وبيزنطية القوتين الأعظم تقتسمات الحضارات ولكن اليهود ظلوا حائرين مع أي تحالف يكونون، ومع كل تحالف ينقلبون، لذلك كانوا في عراك وشجار مع جيرانهم وفي كل مكان يكونون به وفيه.
هذا هو تاريخهم، أما الحكام العرب المطبعين فلا يعرفون أصول دينهم وكتابهم ولا يقتربون من القراءة حتى القرأن هجروه، لذلك سبحوا في الكذبة الأميركية، فقتلوا وقاتلوا إخوانهم وأهلهم، وذهبوا إلى الصهاينة بطلب عسكري أميركي، وبرغبة تحفظ عروشهم وبعض من خيرات أرضهم حيث تسرقها كلها أميركا!
المضحك هنا أن بعض الدول العربية المطبعة أصبحت صهيونية أكثر من إسرائيل، وذهبت إلى التطبيع في زمن تلاشي الكيان المؤقت واقتراب زوال إسرائيل…اعتقد خوفهم من أن شيطانهم سيزول فقرروا التصالح بالعلن مع الشيطان!

#رسائل
* إلى أي درجة، يمكن لِقواعد الاشتباك القائمه، أن تبقى صامده على الجبهة الشماليه للعدو ؟
– كل ما يحدث على الجبهة الشمالية حتى الآن يعتبر رسائل من المقاومة اللبنانية الممثلة بحزب الله إلى الشيطان الأكبر أميركا وليس إلى إسرائيل المدركة لخطورة خوضها بمعركة مع حزب الله فهي لا تتمكن من القتال على جبهتين.
في إسرائيل رجال دينهم وساستهم والمفكرين منهم يحذرون من هذه المعركة فإن وقعت يعني الحرب الثالثة، وهذه الحرب الكبرى لن تنتهي بمفاوضات بل بغالب ومغلوب، وبالطبع أهل الأرض يفوزون، ونحن أهل الأرض أصحاب العزيمة بينما جنود إسرائيل “وكل من يعيش في تلك الكذبة مجرد جنود” لا عزيمة لهم بل يمتلكون السلاح المتطور، ولكن من دون عزيمة، وكيف يأتون بالعزيمة وهم أُجُراء ولقيط جاؤوا من دول الغرب والشتات والكذبة؟!
إسرائيل تدرك أن الحرب مع المقاومة اللبنانية صاحبة الخميرة والتجربة العميقة لن تكون كغيرها…إنها الحرب الحسم الفوز لأهل الأرض وهذا وعد الله.
كما أن قيادة محور المقاومة حسمت أمرها، وتنتظر طلب نداء المقاومة الفلسطينية، أو دخول أميركا بشكل مباشر في الحرب الحاصلة على الفلسطينيين…هنا سيكون الدخول بداية من الجنوب اللبناني أو شمال فلسطين والمحاور التالية…إن وقعت هذه الحرب ستدار باحترافية عالية وباقتدار مدهش.

* ماذا تقصد باقتدار مدهش؟
– إن دخل حزب الله الحرب هو تراكمات حروب ما بين لبنان وسورية واليمن والعراق، وهذا أوجد تكتيكاً عسكرياً ميدانياً سيصدم الجميع، وولد ذلك احترافية علمية تقنية عالية وإدارة مقتدرة ستدهش العدو والصديق…وإن دخل حزب الله الحرب يعني نحن أمام حرب المفاجأت خاصة أن إسرائيل تعيش الإرباك والتشتت العسكري وفي حالة اشتباك ذاتي تنتظر الغرب أن يساعدها وتبحث عن مخرج أميركي لها بينما حزب الله ينتظر هذه الحرب، وإسرائيل تخاف هذه الحرب…وهنا الموازين المختلفة وستحدد الانتصار …في هذه الحرب لدينا إبن الأرض ومرتزقة من الأرض.

* الأداء اللبناني الرسمي حتى الان شبه صامت أمام الضغوط الأميركيه عليه، ما رأيكم بهذا الأمر ؟
– منذ زمن أقول أن الحكومات اللبنانية في تجارب الغالبية منها تعيش على فتات السفارة الأميركية، لا تأخذ قراراتها إلا بعد استرضاء أميركا وسفيرها هو الحاكم الفعلي …والصمت الرسمي اللبناني يعود إلى ثلاثة اسباب:
1 – تجاهل المقاومة أو حزب الله لهم في القرار الحاسم وما سيفعل
2 – انتظار مطالب وتوجيهات أميركا للتحرك
3 – صدمة بعض عملاء الداخل من هزيمة إسرائيل بعد مشاهدة عناصر جيشها العصابة تحت أقدام المقاومين.
وايضاً بسبب صدمة أميركا وزمرها من حكام العرب لعدم معرفتهم بخطة المقاومة الفلسطينية…وهذه الصدمة انعكست على الزعامات والحكومة في لبنان
مع فلسطين حتى النهاية.

* ونحن لسنا على الحياد، كما قال سماحة السيد هاشم صفي الدين، هل هذا يعني أن هناك قراراً استراتيجياً بدخول الحرب، تفرضه حاجة المقاومه في الميدان الفلسطيني؟
– بالتأكيد دخول لبنان الحرب تفرضه حاجة المقاومة الفلسطينية، ودخول أميركا مباشرة…وهنا أشير إلى أن كل زعامات الغرب اتصلت بلبنان بعد العملية بدقائق تسأل عن صحة وجود نية لحزب الله بدخول المعركة…إلى لحظة كتابة هذا الحوار والاتصالات غزيرة لمعرفة هذا اللغز، لا بل بعد خمس ساعات عادت السفيرة الأميركية من عطلتها إلى بيروت، وقامت بجولة سريعة ومن دون مواعيد من أجل معرفة دور حزب الله، وكانت تتحدث بإسلوب الفرض، وهي الحاكمة والبعض شبه موظف عندها…
يقلقهم، ويخيفهم ما سيقوم به من رد حزب الله، وحزب الله يتعاطى بحكمة وحنكة خاصة أن عملية ” طوفان الأقصى ” هي عملية محور المقاومة في كل مكان.

ه* ذه العملية أكدت المعجزة الفلسطينية، وهشّمت صورة العدو، واسقطت العقيده الأمنّية الإسرائيلية، ما السبيل لاستعادة الردع بالنسبة للعدو ؟
– إلى هذه اللحظة لم تتمكن إسرائيل من استعادة الردع، ولن تتمكن ما دامت صور قتلاها في اذهان كل جنودها، فهي فاقدة المبادرة وجيشها يفتقد إلى إرادة القتال بسبب ما حدث، وهذا ما يجعلها لا تستعجل الحرب البرية إلا إذا قام الجيش الأميركي بعمليات برية خاطفة بالنيابة عنها وبلباس جنود الصهاينة…وإن فعلت أميركا ذلك سنشاهد لحم ودماء جنود العم سام على حجارة غزة…غزة اليوم هي السر ومقبرة العدو.

#القراءة والبناء
* كيف تقرأ ما حدث وما بعد الحدث؟
– ما حدث ليس سهلاً ويبنى عليه، إن عملية ” طوفان الأقصى” اكبر من حرب وأشمل من أم المعارك، وقد توصل إلى الحرب الكبرى…
نعم علينا أن نبني على ما حدث وسيحدث وفي كل الحلول إن وجدت ستغير المنطقة سياسياً وثقافياً وإعلامياً، ومنها:
– إسرائيل أصبحت مقتنعة بأنها مهددة بالزوال القريب أكثر مما يتصور عدوها، هي مهزوزة مربكة لا تتمكن من صناعة أي انتصار، وهي تتخبط لذلك تكثر من الجرائم والدمار لرفع معنويات عصابتها المنهاره في شارعها!
– وإن وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار ومن ثم التفاوض من أجل الأسرى _ وما أكثر اسراها _ هي لم تعد متمكنة من حماية زمرها ومستوطناتها وحدودها المزعومة
– الأمن الإسرائيلي انكسر، وعقدة التفوق على المتخلفين العرب كما تعتقد اوقعتها في ورطة، وهذا ينعكس على اقتصادها، وحركة السياحة فيها، ودعوة يهود الخارج إليها…هذا الكيان الآن في حالة انهيار ورعب، وحينما يفتحون مطاراتهم ستجدون الهجرة النهائية كلياً.
– كما أن مشروع التطبيع مع زعامات العربان أصيب بهشاشة قاتلة، وهذا ما جعل حكام بعض الدول العربية المطبعة بهذا التطرف في تصريحاتهم وتعليقاتهم
– نتنياهو انتهى سياسياً ووجودياً وقد ننهض غداً ونسمع خبر انتحاره أو مقتله، من هنا ستعيش اسرائيل ازمة سياسية عميقة وخطيرة، وجميعنا يعلم ما حصل في الكنيست من انتخابات متكررة في السنة الواحدة.
– أميركا خسرت كل ملايين دولاراتها التي وزعتها على حكام وزعامات وصيصان NGQs وإعلام يدور في فلكها بلحظة من عملية ” طوفان الأقصى” لا بل مشاريعها هذه انهارت، وحركت الشباب العربي والمسلم ليصب في خدمة فلسطين، وهذا انعكس على الشارع العربي والإسلامي وصدم أميركا التي ستنتظر الهجرة اليهودية من إسرائيل إليها وإلى الغرب…ما حدث سينعكس على الغرب والدول العربية المطبعة سلبياً

زر الذهاب إلى الأعلى