بأقلامنا

وزير الثقافة الإسرائيلي الصهيوني بقلم الدكتور حازم الخليل

حضرة معالي وزير الثقافة الإسرائيلي الصهيوني ، ولا أعرف ولا يهمني أن أعرف إسمك ، إلا أنني أشكرك على إقتراحك النووي ، سلاحك الذي تعتقد أنه يحقق للاسرائيل هدفها في القضاء على فلسطينيي غزة .
شكراً لأنك عبرت أن نواياك وعن ثقافتك وانت وزير ثقافة دولة إسرائيل التي تدعي أكثر ما تدعي أنها دولة ديمقراطية ، دولة فيها قانون ويحكمها القانون .
شكراً لأنك وضحت وكشفت أمام العالم عن ثقافة دولتك التي مارست ومازالت تمارس كل أشكال القتل والارهاب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ، بدأً من عصابات الهاغانا وصولاً إلى رأس الدولة الاسرائيلي حتى اليوم ، شكراً لأنك لم تخف ما تفكر به وما تتمناه دولتك وربما الكثيرون من مستوطنيها .
شكراً لأنك عبرت بوضوح عن إمتلاك دولتك للسلاح النووي ، الذي قد يحقق لدولتك الانتصار على غزة ، فكل طائراتكم ودباباتكم وأطنان القنابل المتنوعة التي تسقط على غزة كل يوم لا تكفي لتحقيق هدف حربكم على الشعب الفلسطيني .
شكراً على مستوى ثقافتك الذي أظهرته و ظهَّرته أمام الرأي العام الدولي ، الذي يدعي ويريد أن يُقنِعَ نفسه بأن إسرائيل تمارس حقها في الدفاع عن النفس ، في الوقت الذي ترتكب فيه جرائم حرب موصوفة وتمارس ثقافتها في الإجرام والقتل والإرهاب بحق أطفال غزة ونساءها ، ثقافة القنابل الحارقة والفوسفورية وصولًا إلى حد التفكير في النووية منها ، وكل ذلك دفاعًا عن النفس .
شكراً لإنك أفهمت الشعوب على وجه الكرة الارضية ، وخاصة من كان لديه شك ، أنكم دولة احتلال لا تقيم أي إعتبار للقيم الانسانية وللشرائع الدولية ، وانكم ترغبون في القضاء على الشعب الفلسطيني ولو إضطركم ذلك لاستخدام سلاحكم النووي .
شكراً لأنك وضعت أمام الحكومات في الدول التي تدعمكم وتقف معكم في حربكم على غزة وظُلمِكم للشعب الفلسطيني حقيقةً أحرجتهم أمام شعوبهم وأمام العالم ، فلم يعد بإمكانهم ممارسة الكذب على أنفسهم وعلى شعوبهم ، بأنهم يدعمون ثقافتكم في الدفاع عن النفس .
شكراً لإنك وضعت أمام قمة الرياض اليوم ، حقيقةً أراد الكثيرون منهم تجاهلها ، عن قصدٍ أو عن جهل ، وإعتقدوا أنه يمكن الحديث معكم ، وأن تبادل الحوارات والثقافات ، ممكن والتطبيع ممكن ، والسلام ممكن معكم .
شكراً لأنك أفهمتهم و أقنعتهم ، بما كانوا لا يريدون أن يفهموه و يقتنعوا به ، وهو أن ثقافتكم هي ثقافة القتل ، وإرتكاب المجازر بحق كل من لا يخضع لكم .
شكراً لأنك عبرت عن تكبركم وإعتبار حقكم في الحياة يعطيكم الحق في قتل الآخرين ، فلسطينيين وغيرهم .
ولكنني أود مع الشكر أن أقول لك :
أَنّ تكبركَ أصغر من كبريائنا
وحبك للقتل يساويه حبنا للشهادة ،
وأمنك الذي تريد هو حربُ علينا
وسلامك الذي تريد إذلال ُ لنا .
هذه هي ثقافتنا التي نعتقدها ونمارسها .
هذه الرسالة وإن كانت لشكر مثقف الدولة الصهيونية ، إلا أنها برسم المجتمعين في الرياض ، في حضرة خادم الحرميين الشريفين ، في زمن طوفان الأقصى وحرب الابادة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة .

زر الذهاب إلى الأعلى