أخبار فلسطين

مسؤول العلاقات الفلسطينية بـ”الجهاد”: الاعتقالات السياسية في الضفة تؤدي لمزيد من الشرخ على المستوى الفلسطيني

أكد مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الاسلامي في لبنان، يوسف موسى، اليوم الثلاثاء، أنه يترتب على السلطة في الضفة الغربية المحتلة، بوقف الاعتقالات السياسية بحق قادة المقاومة والمقاومين واصحاب الرأي الحُر، والعمل على إطلاق سراحهم والاحتكام للشعب.

واعتبر موسى، في حوار مع “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية“، هذا السلوك والانصياع من قبل المسؤولين في الاجهزة الأمنية التابعة للسلطة، هو سلوك خاطئ سيؤدي لمزيد من الشرخ على المستوى الفلسطيني وينذر بتطورات خطيرة لن تقف عند مستوى محدد.

إليك نص الحوار كاملاً

ما هو موقف الجهاد الاسلامي من الاعتقالات السياسية

بعد انتهاء معركـــة بأس جنين التي خاضها مجاهدو كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامـــي في مطلع شهر تموز وبعد أن سطرت الكتيبة انتصاراً كبيراً لصالح المقاومـة الفلسطينية وفي ظل الالتفاف الشعبي والحاضنة الكبيرة للمقاومـــة كان يجب على أن السلطة الفلسطينية أن تدرس هذا الانجاز وتنظر بجديــة للملم الصف الفلسطيني وتسير بإجراءات تؤدي لإنهاء حالة الانقسام وتعزيز الوحدة الداخليـــة على قاعدة حفظ المقاومـــة، لكن و للأسف لم تستطــع هذه الرموز المتحكمــة بمفاصل السلطــة التحرر من قيود اوسلو والتنسيق الامنــــي حتى سارعت الاجهزة الامنيـــة لمعاقبة واعتقال ابناء المقاومــة وفي المقدمـــة منهم فرسان الجهاد الاسلامــي واعتبارهم مصدر قلق لها وللكيان الصهيونــي وبادرت بتنفيد أجندات ومقررات الحكومــة الصهيونــية المصغرة لضرب المقاومـــة بيد السلطة بعد العجز الذي طال المؤسسة الامنيــة والعسكرية للكيان، لذا نعتبر هذا السلوك والانصياع من قبل رموز السلطة والاجهزة الامنية هو سلوك خاطئ سيؤدي لمزيد من الشرخ على المستوى الفلسطيني وينذر بتطورات خطيرة لن تقف عند مستوى محدد لان الشعب الفلسطيني، أصبح يمتلك القوة والقدرة على مواجهة الاساليب البوليسية وسيرفض مبدأ الاعتقالات السياسية ولن تمر هذه الجريمــة كما مرت جرائم سابقة من قتل واعتقال على خلفية المقاومـــة وحرية التعبير ونعتقد في الجهاد الإسلامي أن استمرار السلطة وأجهزتها الأمنية في سياسة الاعتقالات يمثل خروجاً عن الاجماع الوطني و من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على اجتماع الأمناء العامين المزمع عقده في القاهرة نهاية الشهر الحالي.

هل تكثيف عمليات الاعتقالات تؤثر على اداء وعمل المقاومين

قد يظن البعض واهماً أن تنفيذ الاجندات الصهيونـــــية وتكثيف عمليات الاعتقال والمداهمات للمجاهدين  واقتحام المنازل وترويع أهلها سيفض من عضد المقاومــــة وسيضعف ادائها في الميدان لان ثقافـــة المقاومـــة تجدرت في نفوس ابناء شعبنا وتعمقت فكرة رفض الاملاءات الصهيونــــية ويأس الشارع الفلسطيني من أداء السلطـــة الفلسطينية المُسلمة كامل أوراقها للكيان الصهيونــــي وعجز هذه السلطـــة عن حمايـــتهم سيؤدي الى مزيد من مناصرة المقاومــــة التي باتت غير مقتصرة على فئة من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة بل أصبحت ثقافـــة وامتداد لفكر الشهيد الشقاقــــي وحمل لرايــــة الامين الراحل رمضان شلح ومبايعةً للأمين العام للجهاد الاستاذ زياد النخالــــة الذي يعيش تفاصيل الحياة اليومـــية مع الاهل والمقاومــة التي دعا اليها ولتفعيلها من خلال عمليات المشاغلة وأمام هذا الواقـــع أعتقد أن إمعان السلطة بغيها سيُنقلب عليها وستفقد زمام الامور وما حصل من استجابـــة فوريـــة لعشرات الالوف والنزول للساحات في مسيرات رافضـــة للاعتقال السياسي هو خير دليل أن المقاومـــة تمتلك أوراق قوة تؤهلها لصدارة المشهد ومن تطور وسائلها وسلاحها الجديد  أسلوب الضغط الشعبي على السلطـــة التي سيضعها أمام شعبها عاريةً إضافـــة الى قوتها في الميدان وإنزال الهزيمـــة في أكبر وأقوى جيوش المنطقة وإظهار بعض مكامن القوة والتكتيك العسكري والإدارة الحكيمـــة للمعركــــة جنباً الى جنب مع تطوير العبوات ونقل التجربـــة الصاروخيـــة للضفــة .

برأيك عمليات الاعتقالات تأتي بضوء أخضر اسرائيلي

نستطيع القول بل التأكيـــــد أن ما حصل في مطلع تموز من اعتداء وحشي على الأمنيين في مخيم جنين ومنطقتـــــها وعلى مرأى ومسمع السلطة الفلسطينيـــة التي لم تحرك ساكناً ولم تأمر مجموعــــة لو استعراضياً لقطع الطريق على الاليات الصهيونــــية في مقابل تأمين أكثر من آلف عسكري مدرب ومجهز لحمايــــة موكب عباس إثناء زيارتــــه لمخيم جنين يدل أن الكيان الصهيونـــي وبالتوافق مع رموز السلطـــة واجهزتها الامنية المتورطــــة بالدماء الفلسطينيـــة والتي تعتاش على حساب أمن واستقرار أبناء الشعب الفلسطيني كانت على علم مسبق وتنسيق عالي لتطهير منطقــة ومخيم جنين من قوتها وإنهاء مكامن القوة المتمثلـــة بكتيبة جنين وأخواتها الى جانب فصائل المقاومـــــــة ومنهم شهداء الاقـــــصى الذين يعانون من سلوك السلطــة والاجهزة الامنية أيضاً ومن الطبيعــــي عند فشل الاصيل في  تحقيق أهدافـــه يلجأ للوكيل كما يحدث اليوم من عمليات اقتحام للمنازل والاعتقالات السياسية واعتبار المقاومين مصدر عبث واضرار بأمن الشعب الفلسطيني متناسين أن هؤلاء المجاهدين يجب تكريمهم وتقليدهم أوسمـــة من الدرجـــة الاولـــى عرفانا لعطاءاتهم وتضحياتهم.

كيف تؤثر هذه الاعتقالات على الشارع .. هل يحدث انفجار

أعتقــــد أن استمرار السلطــــة الفلسطينيـــة في سياسة الاعتقال والمداهمات خدمـــة للكيان الصهيونــــي من ناحيــــة ومن ناحيـــة أخرى حفظاً لمكتسباتهم وامتيازاتهم في كافـــة المستويات ومع وصول الشارع الفلسطيني لدرجـــة الاستياء والاستياء المطلق من رضوخ الاجهزة الامنيــة والسلطة بشكل عام لإدارة وتوجيهات الحكومـــــة الصهيونــــية من خلال الاغراءات المادية والامتيازات الموعودة، لا بد أن تتحرك الجماهير الفلسطينيـــة في الضفة دفاعاً عن أبنائها ومقاوميها وحقها المستباح من قبل الفاسدين الذين يقتلون ويعتقلون ويستبيحون حقوق الناس سواءً بقوانين أو غيرها وما حصل ليلة أمس من مسيرات ومظاهرات عمت الضفة والقطاع والشتات هو مؤشر واضح عن تراجع مكانة السلطـــة وابتعاد شرائح واسعة من مثقفين ومهنيين وقطاعات عامــــة وخاصة عن حضانــة السلطة التي بات يُنظر اليها أنها العصى الصهيونيـــة في الشعب الفلسطيني وانها تعمل ضمن وضيفة لخدمة الاحتلال الصهيوني كما حصل في بعض البلدان من خلال تشكيل مليشيات أستوجب استئصالها لاحقاً.

ما هو المطلوب من السلطة لوقف الاعتقالات السياسية

اتوجه للمعنيين وقبل فوات الاوان بدعــــــوة  السلطة الفلسطينية والاجهزة الامنــــية ولا شك أن فيهم من هو بالرشيد والحكيم ان يمعنوا النظر وأن يعودوا لتحكيم ضمائرهم والعودة لصفوف الشعب الفلسطيني وهو الوحيد القادر على حمايتهم والدفاع عنهم في مواجهة الكيان أن يتمرسوا في مربع المقاومة والعودة  للطلقـــــة الاولـــى لقيادة الشعب الفلسطيني على أسس واضحـــة وبرنامج مقاومــــة تجتمع تحتـــــه كافـــة الاطياف الفلسطينية بشتى الافكار والمعتقدات والفرصة سانحــــة من خلال تطبيق اتفاق القاهرة لعام  2005  وإعادة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينيـــة لتكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وإعادة اعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني أقلــــه ليُبنى على الشيء مقتضاه حتى بلورة إستراتيجــــية وآليات المواجهة المفتوحـــة مع الكيان وبكل الوسائل وفي مقدمتها العمل العسكري والذي يعتبر اليوم مؤثراً على مستوى الضفــــة وبالتكامل مع غزة ودعم الشتات والخطوة الاولـــــى حتى تتبلور بعض ملامح التوافق يجب على السلطــــة إطلاق كافـــة المعتقلين السياسيين والمعتقلين على خلفيـــة المقاومــــة لتكون رسالــــة إيجابــية وأنه يملك أمره ويستطيع تنفيذ دعوتــه للحوار، وإشارة للأمناء العامين بالمضي قدماً في عقد اللقاء المزمع في القاهرة نهايــــة الشهر الجاري والا لا مبرر للاجتماع وسنقرأ عدم الاستجابــــة للأصوات الفلسطينيـــة ومن ضمنهم أصوات الشرفاء في فتح هو مزيد من الخضوع للاملاءات الصهيونــية ضرب للوحدة الفلسطينية وتهديد للسلم المجتمعـــي والاهلي وهنا يجب أن يتحمل مسؤوليــــة ذلك اصحاب القرار في السلطة وعلى اعلى المستويات.

ما هي رسالــتك لأبناء الجهاد الاسلامي والمقاومين

أما رسالتـــــي لأبناء الجهاد الاسلامـــــي وللمقاومين من كتيبة جنين وشهداء الاقصى والقسام وأبو علي مصطفـــي وكل الكتائب على امتداد الضفـــة وغزة أقول لهم   قول الله تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل) واعلموا انكم على الحق من خلال تكالب الكثير عليكم ومن خلال تصويب سهام الاعداء لصدوركم ومن خلال الاعتقالات والتنكيل فكل ذلك يدل على صدق جهادكم فسيروا على بركـــة الله ولا تلتفتوا لصغار القوم الذين باعوا أنفسهم ودينهم مقابل فتات الدنيا وحطامها أقول لكم والله أنكم منارة هذا الزمن وعنوان العزة فيــــه {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فبصبركم وجهادكم تنتصر الامـــة ونسقط كافة المشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينيــة وفي القلب منها القدس والمسجد الاقصـــى.

زر الذهاب إلى الأعلى