بأقلامنا

زلزال سوريا وكسر الحصار بقلم ابراهيم النجار

أطفال إدلب ونساء طرطوس وضحايا اللاذقية، خارج تصنيف البشر، ولا تنطبق عليهم الكوارث وصفة الإنسانية. أطفال تحت الأنقاض عائلات بلا مأوي. آلام هذا الشعب ليست على خريطة الاهتمامات الدولية، مساعدات تصطدم بحصار قيصر. وخطابات عنصرية وسياسية. إنسانية مجزأة تحكمها لعبة المصالح. كارثة طبيعية تفضحها زيف منظومة القيم الغربية.

 

هبة عربية لمساعدة سوريا، وهيمنة أمريكية على القرارات الغربية. فهل تشكل الكارثة الإنسانية مدخلا إلى كسر حصار قيصر. بين زلزال مدمر وحصار أكثر تدميرا، تلملم سوريا ضحاياها من تحت الركام. بالحديث عن سوريا وضحاياها، هنا يبرز النفاق الدولى، والإنسانية المجزأة، اللذان ظهرا بأبشع صورة منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة.

دمر الزلزال ما صدعته عقوبة قيصر. ولكنه لم ينجح فى تحريك ضمائر الغرب. غابت الحماسة الدولية نفسها فى تحدى العقوبات الأمريكية، وانتشال السوريين، من تحت أنقاض الحصار.

فى ظل حاجة سوريا الملحة للمساعدة، ينصاع الغرب مرة أخرى لأوامر واشنطن، التى تعرقل بعقوباتها أى أمل للسوريين فى إغاثة المنكوبين العالقين تحت الركام. الإنسانية المجزأة، لم تقف عند الحكومات المنصاعة للإملاءات الأمريكية، بل تعدتها إلى وسائل الإعلام الغربية، التى لم تحد عن ازدواجية معاييريها، إما فى تغييب تغطيتها لحجم الكارثة فى سوريا، وإما فى تصويبها خلال تغطيتها السهام إلى الدولة السورية، بدلا من إظهار حجم الأزمة الاقتصادية التى عمقت المأساة الحالية. أمام نفاق غربى وتنفيذا لأجندات سياسية كشفهما زلزال. أرسلت روسيا طائرات مساعدات إنسانية إلى دمشق. كما أن الدول العربية وعلى رأسها مصر هبت لمساعدة سوريا إضافة إلى العراق ولبنان وكذلك تونس والجزائر والأردن والإمارات.

الثلاثاء 23 من رجب 1444 هــ 14 فبراير 2023 السنة 147 العدد 49743\ الاهرام

زر الذهاب إلى الأعلى