بأقلامنا

نص كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حفل تكريم كوكبة من الاسرى المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني

حضرةُ راعي الاحتفال معالي وزيرُ الثقافةِ اللبنانيِ القاضي محمد وسام المرتضى

الأخوةُ والرفاقُ الأسرى المحررون المكرمون

السيداتُ والسادة

الأخوةُ والرفاق.

الأخواتُ والرفيقات

الحضورُ الكريمُ جميعاً

ممثلو الأحزابِ والفصائلِ اللبنانيةِ والفلسطينيةِ

ممثلو الهيئاتِ البلديةِ والاختياريةِ والفعالياتِ الرسميةِ والشعبيةِ

ممثلو اللجانِ والاتحاداتِ والهيئاتِ والمؤسساتِ الثقافيةِ والاجتماعيةِ والتربويةِ والإعلاميةِ

مساءُ الخيرِ … مساءُ النصرِ والحريةِ. من صورَ مدينةِ السيفِ والحرفِ، مدينةِ الطلقةِ والكلمةِ، مدينةِ المقاومةِ، مدينةِ الإمامين السيد عبد الحسين شرف الدين والسيد موسى الصدر، والمناضلِ القوميِ العربيِ محمد الزيات، ونصيرِ الفقراءَ رفلي أبو جمرة، والقافلةِ الطويلةِ من الشهداءَ الذين قدموا دماءَهم من أجلِ الحريةِ والكرامةِ .

من صورَ  قاهرةِ الغزاةِ على مدى التاريخِ، على شواطئِها تحطمتْ كلُ الغزواتِ، من الإسكندرِ المقدونيِ وصولاً إلى الثلاثينَ من نيسانَ عامَ 1985 تاريخِ هزيمةِ جيشِ الاحتلالِ الصهيونيِ، ووصولاً إلى اندحاره عن المدينةِ ومنطقتِها بفعلِ ضرباتِ المقاومةِ والخسائرِ التي ألحقتْها بجيشِهِ وآلتِهِ العسكريةِ. من صورَ مدينةِ التعايشِ الإسلاميِ المسيحيِ، وحاضنةِ الشعبِ الفلسطينيِ وقضيتِهِ العادلةِ، إلى فلسطينَ الأبيةِ، إلى سيلِ الدماءِ المتدفقِ يروي زهرةَ الحريةِ، إلى القدسِ العربيةِ إلى كلِ ذرةِ ترابٍ من أرضِ فلسطينَ الطاهرةِ من بحرِها إلى نهرِها، إلى الصامدين هناكَ في مدنِ وبلداتِ الضفةِ الغربيةِ، إلى المقاومين الأبطالِ فوقَ كلِ شبرٍ من قطاعِ غزةَ الباسلِ، إلى الصامدين الصابرين رغمَ الحصارِ والجوعِ والقتلِ والدمارِ يرفعون شارةَ النصرِ ورايةَ المقاومةِ دفاعاً عن عزةِ وكرامةِ شعبِهِم.

من جنوبِ لبنانَ المقاومِ، من جبلِ عاملَ الأشمِ، من أبناءِ  البلداتِ والقرى الواقعةِ تحتَ النارِ الصهيونيةِ، يسطرون بصمودِهم وتضحياتِهم صفحاتٍ مجيدةً من صفحاتِ العزةِ والكرامةِ، دفاعاً عن لبنانَ وعلى طريقِ تحريرِ القدسِ.

الأخوةُ والأخوات.

الرفاقُ والرفيقات.

الحضورُ الكريم…

نلتقي اليومَ في رحابِ الذكرى 39 لتحريرِ مدينةِ صور ومنطقتِها من رجسِ الاحتلالِ الصهيونيِ، لنكرمَ كوكبةً من الأسرى المحررين من سجونِ الاحتلالِ. وفي هذه المناسبةِ لايسعني إلا أن أتوجهَ بالتحيةِ والتقديرِ والشكرِ الجزيلِ إلى الأخوةِ والرفاقِ في ملتقى الجمعياتِ الأهليةِ في صورَ ومنطقتِها، والى جامعةِ المدينةِ، هذا الصرحُ التعليميُ المتميزُ في احتضانِه للعديدِ من الفعالياتِ والأنشطةِ الوطنيةِ والإجتماعيةِ والتربوية، ولكلِ منَ ساهمَ في رعايةِ ودعمِ تنظيمِ هذا الإحتفالِ التكريميِ السنويِ لكوكبةٍ من الأسرى المحررين، الذي يقيمُه الملتقى للعامِ السادسِ على التوالي، بمناسبةِ الذكرى السنويةِ لتحريرِ مدينةِ صورَ ومنطقتِها من رجسِ الإحتلالِ.

الحضورُ الكريم

ثلاثةُ أيامٍ بعد المئتين، وحملةُ الإبادةِ الجماعيةِ التي ينفذُها جيشُ الإحتلالِ الصهيونيِ بشراكةٍ ودعمٍ وتواطؤٍ أميركيٍ – غربيٍ وبتخاذلٍ وصمتٍ رسميٍ عربي، بهدفِ تصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ، كمقدمةٍ للانقضاضِ على كل المنطقةِ وشعوبِها وثرواتِها. ورغمَ سيلِ الدمِ المتدفقِ، رغمَ الدماءِ والأشياء، رغم الجوعِ والقهرِ والحصارِ، ورغم الخذلانِ والهوانِ. يرفضُ الشعبُ الفلسطينيُ رفعَ رايةِ الإستسلامِ وينهضُ من تحتِ الركامِ مؤكداً تصميمَهُ وإصرارَهُ على الإستمرارِ في المقاومةِ، مردداً بكل ثقةٍ وإيمانٍ (إما النصرُ او الموت) .

وفي هذا السياقِ، فإننا نؤكدُ على الموقفِ الفلسطينيِ الموحدِ، المتمسكِ بالوقفِ الفوريِ والدائمِ للعدوانِ، ورفعِ الحصارِ عن قطاعِ غزةَ، وفتحِ المعابرِ، وإدخالِ المساعداتِ الإغاثيةِ والطبيةِ الى عمومِ قطاعِ غزةَ، لاسيما إلى وسطِهِ وشمالِهِ، وتحريرِ الأسرى والمعتقلين مقابلَ الإفراجِ عن الأسرى الصهاينةِ من قبضةِ المقاومةِ. ونؤكدُ أن معركةَ طوفانِ الأقصى، إنما هي امتدادٌ طبيعيٌ لكفاحِ ونضالِ شعبِنا على مدى أكثرَ من 75 عاماً، وهي معركةُ الشعبِ الفلسطينيِ بكلِ مكوناتِهِ وأطيافِهِ، وأيُ حديثٍ لتحميلِ المقاومةِ وزرَ ما جرى بعد السابعِ من أكتوبرَ إنما يصبُ في خدمةِ الروايةِ الصهيونيةِ المعاديةِ. وفي هذا السياقِ فإننا نؤكدُ على المبادرةِ التي قدمتْها الجبهةُ الشعبيةُ لتحريرِ فلسطينَ مع بدءِ العدوانِ، المبادرةُ الداعيةُ الى تشكيلِ قيادةِ طوارئَ وطنيةٍ فلسطينيةٍ موحدةٍ لمواجهةِ العدوانِ وإسقاطِ أهدافِه السياسيةِ والعسكريةِ .

إننا ونحن نلتقي اليومَ في هذه الذكرى العزيزةِ على قلوبِ كلِ الشرفاءِ والأحرارِ والمقاومين. وفي حضرةِ كوكبةٍ من الأسرى المحررين. فإننا نتوجهُ بتحيةِ اعتزازٍ وإكبارٍ الى الحركةِ الوطنيةِ الفلسطينيةِ الأسيرةِ، التي قدمتْ على امتدادِ مسيرتِها الكفاحيةِ العشراتِ من الشهداءِ، الذين ارتقوا نتيجةَ التعذيبِ والإهمالِ الطبيِ في سجونِ الإحتلالِ. ونخصُ بالتحيةِ والوفاءِ فارسَ الكلمةِ الشهيدَ المفكرَ والقائدَ المتميزَ وليد دقة. الذي ارتقى شهيداً بعد 38 عاماً داخلَ معتقلاتِ الإحتلالِ الذي رفضَ الإفراجَ عنه، رغمَ إصابتِهِ بمرضِ السرطانِ ليرتقيَ شهيداً يعانقُ المجدَ. ومازال جيشُ الاحتلالِ حتى اليومَ يحتجزُ جثمانَه ويرفضُ تحريرَهُ حتى بعد استشهادِهِ. واسمحوا لي باسمِكُم جميعاً أن أتوجهَ بالتحيةِ والتقديرِ الى عائلةِ الشهيدِ وليد دقة، وزوجتِه وإبنتِه ميلاد بأسمى آياتِ الإعتزازِ والتقديرِ. مؤكدين أن تحريرَ جثمانِ الشهيدِ وجثامين كلِ الشهداءَ وتحريرَ كلِ أسرانا وأسيراتِنا المعتقلين في زنازين الإحتلالِ هي أولويةٌ وطنيةٌ جامعةٌ، وأمانةٌ في أعناقِ كل المقاومين الشرفاءَ من أبناءِ شعبِنا وأمتِنا.

ختاماً نجددُ التهنئةَ والتبريكَ  للأسرى المكرمين، ولعمومِ أبناءِ مدينةِ صور ومخيماتِها ومنطقتِها في ذكرى التحرير. مجددين العهدَ أننا سنواصلُ دربَ الكفاحِ والمقاومةِ حتى تحريرِ فلسطين كل فلسطين.

 

المجدُ للشهداء.

الحريةُ للأسرى.

الشفاءُ للجرحى.

والنصرُ حتماً حليفُ الشعوبِ المقاومةِ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  التي القاها الفؤيق هيثم عبدو في حفل تكريم كوكبة من الاسرى المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني في جامعة المدينة في صور يوم 26 نيسان 2024

احتفال حاشد في جامعة المدينة ــ صور ــ بدعوة من ملتقى الجمعيات الأهلية ورعاية وزارة الثقافة في ذكرى تحرير مدينة صور من الاحتلال وتكريم الأسرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى