بأقلامنا

هذه الايام أيام تشرين، تشرين الشهداء والدم والعطاء بقلم: أبو سامر موسى

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على رسول الله وعلى آل بيته الاطهار واصحابه الغُر الميامين.
بقلم: أبو سامر موسى / مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد في لبنان.
نعيش هذه الايام أيام تشرين، تشرين الشهداء والدم والعطاء، لنُحيي في نفوسنا وقلوبنا ومن ثم مع شعبنا ومحبي نهجنا الانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، بذكراها الخامسة والثلاثين هذه الحركة المجيدة التي انطلقت من رحم المعاناة والتمرد على الظلم الواقع على الامة وعلى الشعب الفلسطيني، بسبب زرع كيان غازٍ محتل قائم على الارهاب و المجازر هذه الحركة التي اعادت بانطلاقتها الجهاديـــة للقضية الفلسطينية رونقــها وبريقــها من خلال رفعها الشعار الذي غاب عن انطلاقة الفصائل الفلسطينية، وهو شعار الاسلام والجهاد لتحرير فلسطين، هذه الحركة التي انطلقت لا لزيادة عدد وكم الفصائل والحركات الفلسطينية لان الواقع الفلسطيني مكتظ بالفصائل ومزدحم بتفريعاتها والتي جميعها ركزت على البُعد الوطني والقومي، واختارت لنفسها رفع شعار يحاكي بعض الدول الاقليمية ويتماشى معها في كل الظروف حتى اصبحت قبلتها، والبعض ذهب بعيداً نحو الشرق بفكره وأيدولوجيته ورفعوا شعارهم لتحرير فلسطين على خلفية بتقديري تخالف الواقع ومكانة وقدسية فلسطين، فكانت حركة الجهاد الاسلامي الفصيل الاول الذي حمل القضية ببعدها الاسلامي مع الحفاظ على الابعاد الاخرى منها القومية، والوطنية، من خلال فهم المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي وأخوانه لأهمية البُعد الديني وترابطه مع القومية العربية والوطنية وكانت الحركة مثالاً يُحتذى به في نسج العلاقات مع كافة الافرقاء الفلسطينيين وغير الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين إضافةً لأحرار العالم على قاسم مشترك وهو العمل من اجل فلسطين والسعي لتطهيرها من دنس الاحتلال وكانت ولادة حركة الجهاد الاسلامي الجهادية في تشرين وهـــذا لا يتعارض مع التأسيس لانه ليس بالضرورة أنها لم تكن موجودة قبل بل كان وجودها كبيراً وفاعلاً في كل الميادين ومنها العسكريـــة وإطلاق النار على المستوطنين والطعن في شوارع فلسطين وغزة على وجه التحديد وأعتقل من أعتقل واستشهد من استشهد من الرعيل الأول الذي أمن بفكر وأهداف الشقاقــــي الذي عائد الى أرض الوطن في سنة 1981 ليبدئ العمل المنظم ويؤسس بشكل ممنهج لفكره وطرحــِـه وخاصـــة ان مرحلــــة عودتـــه لأرض الوطن شهدت حدثاً مهما رافضاً لكل أشكال الاتفاقيات مع الكيان تمثل باغتيال رئيس دولــــة على خلفية رفض المصالحة مع الكيان السارق للأرض والناهب للثروات ومفتعل المجازر ومنها مجزرة بحر البقر عام 1970 لذا ومن باب الخروج من أي تساؤلات كان لابد للحركـــة من تحديد تاريخ انطلاقة مع الحفاظ على مكانة كل فرد وشخص قدم وضحـــى وقاوم وأعتقل وأستشهد في سبيل إنجاح مشروع المقاومـــة بحِلتــه الإسلاميـــة، فأطلق أسم الانطلاقــــة الجهاديـــة وهذا لا يعني التأسيس مما يختزل في المضمون أن هناك انطلاقة سبقت ذلك وهي تأسيس و انطلاقة العمل التنظيمي والطلابــــي والنقابــي بل المشاغلـــة العسكرية رغــم تواضعها وإمكاناتها الى كثير من المسميات، فكــان تشرين الدم والشهادة تشرين المقاومة على وقـــع تخلي الامة عن رفع شعار الاسلام كمنطلق لتحرير فلسطين ، وتغيبها حتى من فكر بعض الحركات الاسلامية الاساسية أنداك، ونتيجة التدافع الفكري والنقاشات بين الشقاقي واخوانه فــي أواخــر السبعينيات من القرن العشرين، وبعد التحقق واليقين ووصلوهم لنتيجة مفادها أن الامة تنسلخ رويداً رويداً عن حمل الامانة، امانة الله التي اودعها في الامة واختارنا كشعب فلسطين لنكون رأس الحربة والعامل المحرض لنهضة الامة ، فكان اعلان الامين العام عن انطلاق حركة اسلامية فلسطينية جهادية، لتكون الحركة الاولى والطليعية بفهم المشروع الصهيوني، الذي لا يمكن مواجهته بأفكار متعددة ومتشعبة ووضعية، وتغيب الفكر الاساس أي الفكر ذات البُعد والمعتقد الديني، وواجهت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين منذ نشأتها، التحديات والصعاب الجمةُ الا أن إيمان ابنائها بصفاء ونقاء الفكرة ساهم في انتشارها ورسوخها في عقول ونفوس ابناء الشعب الفلسطيني، المؤيدين لها ولنهج المقاومة، وكان الحدث الأبرز لنمو الحركة وسرعة انتشارها بفضل الدماء التي اريقت على حب فلسطين ودفاعاً عن الاسلام والجهاد وسيلة، منذ نهايـــة السبعينات، وبعد أن وفق الله ومكن مجموعة من ابطال الجهاد الاسلامي الهروب من سجن غزة المركزي وهروبهم من السجن لا لمتعة الدنيا ونعيمها، بل للخروج من ضيق السجن وظلامه الدامس بكل المعانـــي والانطلاق للفضاء الاوسع والاشمل لخوض المعارك على أرض فلسطين وليسطروا تاريخاً مجيداً مشرفاً لحركتنا في 1987/10/6 مع من سبقهم ولتكون عامل قوي وفعال إضافة لعوامل اخرى في اتضاح الرؤية وتوجيه البوصلة من أبناء الجهاد الاسلامي نحو الهدف الصحيح ومقارعة الكيان الصهيوني والدفع بأبناء فلسطين للاشتباك بشكل كبير ومنظم من خلال الانتفاضة الاولى والتي كان للجهاد شرف اطلاق شرارتها وقيادتها وذلك بفضل دماء شهدائها وشهداء الرعيل الأول ولا أبالــغ إن قلت بفضل دماء شهداء فلسطين منذ الانتداب وصولاً لشهداء الثورة الفلسطينيــة وعلى وقــع الدماء والاشلاء والجرحــى والشهداء وضعت قيادة الحركـــة نصب عينيها وببصيرة ثاقـبــة وسعت سعيها لأوسع عملية استنهاض للشعب وتوسيع رقعت ومساحة الاشتباك الذي جهد من أجله أبطال وقادة الجهاد الاسلامي حتــى بلغت الانتفاضة ذروتها في شهر 12 لسنة 1987 وعَمِدت حركة الجهاد الاسلامي ووفاءً للدماء الزكية دماء شهداء معركة الشجاعية وكل الشهداء، اعتمدت وأرخت انطلاقتها الجهادية بتاريخ شهادة كل من الشهيد مصباح الصوري، ومحمد الجمل وزهدي قريقع، وسامي الشيخ خليل، والشهيد احمد حلس لتؤرخ الحركة انطلاقتها و جهادها بالدم، ولتدخل ميدان الفعل المقاوم والجهاد على حب الاسلام وعشق فلسطين كل فلسطين في لحظات كانت مفصلية وتعج بالمؤامرات على القضية الفلسطينية في محاولة لاستئصالها والدفع بالشعب الفلسطيني للاستسلام ورفع الرايات البيضاء فكانت الجهاد اول الطعنات واول الطلقات ببسم الله الرحمن الرحيم مستجيبين لنداء الله تبارك وتعالى ( انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
السبت الواقع 1/10/2022

 

زر الذهاب إلى الأعلى