بأقلامنا

أخصائية كفيفة في الدمج المدرسي بقلم راوية احمد لوباني

بسم الله الرحمن الرحيم

من خلال دراستي في مدرسة الضرير بعبدا حتى نهاية المرحلة الابتدائية ومن ثم اندمجت مع المبصرين لاستكمال دراستي ، ومتابعتي المرحلة الجامعية إلى أن تخرجت بتخصص الأدب الانكليزي ومن ثم تم اعتمادي كمدرسة ومعلمة للمكفوفين في مدارس الانروا في مخيم البداوي شمالي لبنان ، فأنا راوية احمد لوباني، من مواليد ١٩٨١، من بلدة الدامون قضاء عكا ،ولدت كفيفة منذ الولادة ولدي أشقاء مكفوفين أيضًا ، أتابع حياتي بشكل طبيعي وأتنقل بمفردي وسافرت أكثر من مرة إلى جمهورية مصر العربية، والاردن بغرض السياحة والمشاركة في المؤتمرات وإليكم تجربتي العملية في العمل فأنا معلمة متخصصة في مشروع الدمج المدرسي في مدارس الانروا مخيم البداوي شمال لبنان.

عندما نتحدث عن دور المعلمة الكفيفة في مجال الدمج، فإننا نشير إلى المعلمة التي تعاني من إعاقة بصرية وتعمل في بيئة تعليمية تضم طلابًا مبصرين وغير مبصرين. تعتبر المعلمة الكفيفة شخصًا فريدًا يمتلك مهارات فريدة وقدرات استثنائية تساعدها على تقديم تعليم شامل وجودة لجميع الطلاب في الصف. , إليك بعض النقاط التي تبرز دور المعلمة الكفيفة في مجال الدمج.

التمثيل المميز: بفضل خبرتي الشخصية في التعايش مع الإعاقة البصرية، اعتبر شخصيتي بأنني المعلمة الكفيفة قدوة للطلاب المبصرين وأعرض لهم نموذجًا حيًا للتغلب على التحديات. كما أستطيع توفير التمثيل المميز للطلاب ذوي الإعاقة البصرية، حيث أعرض لهم أنماطًا مختلفة للتعامل مع الصعوبات وأشجعهم على استكشاف إمكاناتهم الكامنة.

, توفير الدعم الفردي: واطلعكم بأن تميز المعلمة الكفيفة بالقدرة على توفير الدعم الفردي للطلاب. فأنا أفهم تمامًا التحديات التي يواجهها الطلاب المبصرون وأعرف كيفية توجيههم ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات وأستخدم تقنيات وموارد مختلفة مثل الكتب المسموعة والبرامج التعليمية المخصصة لتسهيل عملية التعلم وفهم المواد الدراسية.

تعزيز الشمولية: أساهم كمعلمة كفيفة في تعزيز الشمولية في الصف الدراسي. فأنا أعمل على توفير بيئة تعليمية مفتوحة ومتكافئة لجميع الطلاب، بغض النظر عن قدراتهم البصرية. أهدف كمعلمة كفيفة إلى تشجيع التعاون والتفاعل بين الطلاب وتعزيز الاحترام المتبادل والتفهم للتنوع.

, تطوير المهارات الحياتية: أعتبر المعلمة الكفيفة مصدرًا قويًا لتطوير المهارات الحياتية للطلاب. فأنا أعمل على تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية والقدرة على التواصل وحل المشكلات والتكيف مع البيئة المحيطة.

أتواجد كمعلمة كفيفة كموديل يلهم الطلاب ويشجعهم على تحقيق إمكاناتهم الكامنة وتطوير مهاراتهم الشخصية.

الوعي بالتوجيهات القانونية والأخلاقية: اقوم كمعلمة كفيفة دورًا مهمًا في ضمان الامتثال للتوجيهات القانونية والأخلاقية المتعلقة بالتعليم المتكامل. فأنا أعرف جيدًا حقوق الطلاب ذوي الإعاقة وأعمل على تعزيزها وحمايتها. كما أعزز قيم التساوي والعدالة والاحترام في الصف الدراسي وأشجع الطلاب على احترام وتقدير الاختلافات. ,

التعاون مع فريق الدعم: أعمل كمعلمة كفيفة على التعاون مع فريق الدعم المؤلف من المعلمين والمستشارين والأهل والمتخصصين الآخرين. يتم تبادل المعلومات والخبرات وتطوير استراتيجيات تعليمية مشتركة لتلبية احتياجات الطلاب بصورة فعالة.

في النهاية، يمكن القول إن المعلمة الكفيفة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الدمج الاجتماعي والتعليمي للطلاب ذوي الإعاقة البصرية. بفضل خبراتها الشخصية وقدراتها التعليمية، تستطيع توفير بيئة تعليمية شاملة وداعمة تمكن الطلاب من تحقيق تفوقهم الأكاديمي وتنمية مهاراتهم الشخصية والاجتماعية.

أخيرا وليس أخرا ، إن وجودي كمعلمة كفيفة مع زملائي المدرسين المبصرين زادني احتراما وتقديرا من قبلهم فهم ينظرون إلي صاحبة قدرات وخبرة عالية في التعامل مع الطلاب المكفوفين والمبصرين وجعلهم يتفاعلون في نفس الوقت فأحيانا تعتمد الإدارة عليا و اقوم بدور المدرس البديل اشاركهم في جميع الانشطة المدرسية وأكون إحدى أعضاء اللجنة الموكلة لتحضير مثل تلك الأنشطة هذا من جانب . ومن جانب آخر أترأس لجنة نور الامل للمكفوفين في الشمال وأنا عضوة ناشطة في رابطة نور الامل للمكفوفين الفلسطينيين أمثلها في المناسبات الرسمية مع زملائي في اللجنة

مع قبول فائق تحياتي اختكم رئيسة لجنة نور الامل للمكفوفين في الشمال راوية احمد لوباني
في ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٣

زر الذهاب إلى الأعلى