بأقلامنا

كلمة المحامي عمر زين يوم ازاحة الستار عن النصب التذكاري للقائد محمد الزيات

كلمة المحامي عمر زين

 يوم ازاحة الستار عن النصب التذكاري

للقائد محمد الزيات

 

 

تحية الحق والعروبة،

الاخوات والاخوة،

الحضور الكرام،

هو لقاء أم وداع،

شرف اللقاء معك ايها القائد، مع رفاقك ومحبيك حيث أراك في عيونهم وفي القلوب، فالابطال لا يموتون بل يغيبون.

ارثك باقٍ وذكراك دائما مع الأجيال المتجددة مترافقة مع جيل جمال عبد الناصر، حيث فاح أريجه وانتشر ليصبح لسان حال شعب أضفى على جيلكم وما بعده رونق الحياه وكرامتها،

هكذا رسم محمد زيات مشواره القصير، من نادي التضامن عرينه كلاعب كرة قدم موهوب من الطراز الاول، مناضلٌ عربي من صور الابية وهو ابنها البار، إلى النضال النزيه والشريف مع مسار فلسطين وشعبها.

في غضون سنوات عشر من عمره استطاع هذا القائد أن ينجح في قلب الموازين واعادة الاعتبار الى قيم الإنسان وكرامته، وهذا كان يتطلب رجلاً مثله آمن أن الانسان هو الوطن، ومحمد الزيات بدى كأنه مثقف أتى إلى السياسة أو سياسي راح الى الثقافة، لم تمنحه الطبيعة ملكة القلم والكتابة فاستبدل القلم بالمنبر، والكتابة بالخطابة فأبدع، انه رفيق الامس واليوم،الانسان المتوقد، والشاب المتحمس، والشخصية المتميزة، الصادق في قراره ووعده، الراهب العقائدي، الديمقراطي لأبعد الحدود.

وضع برنامج عمل لنضال طويل مع رفاقه، بنى تنظيماً كاد أن يكون الوحيد في المدينة والجوار، واظهر قدرات استثنائية على التنظيم واستقطاب الجماهير وكسب الانصار والمؤيدين مكنته ان يستوعب قطاعات واسعة من الشباب ومن مختلف العائلات والطوائف، ينتمون الى هويتهم الواحدة “القومية العربية” وهمهم الاول القضية المركزية للأمة العربية “القضية الفلسطينية”. آمن في حرية الإنسان والرأي، قارع الاقطاع السياسي المهيمن بصلابة خرجت عن المألوف حتى صارت قضية بحجم الوطن كما تابعناها نحن في حركة القوميين العرب من بيروت، حيث استطاع القائد محمد الزيات ان يؤطّر قوى شعبية وقوى قيادية تسير في نهج الحركة، ومن ضمن برنامج أعدّه بتلك المرحلة.

ان مدينته تخرج عن بكرة ابيها صارخة في وجه حكامها وجلاديها يوم رُفع رسم سعر المياه من عشرين ليرة إلى خمسين ليرة تحت شعار “ما بندفع ولو قوصونا بالمدفع”.

معك صُور كافحت بقوة وثبات ودفعت الثمن أربعة شهداء، ثلاثة معوقين والعشرات بين المستشفيات والسجون، وخرجت صور منتصرة، نعم، وقفت مع مساجين الرأي ومع المدينة والجوار ليكون شهر نيسان توأماً لشهر تموز عبد الناصر، وليبقى نيسان 1957 مطبوعاً في الذاكرة، وتتجدد حتى تكون علامة ترسم الطريق لمستقبل أفضل.

رحت الى عام 1958 ما سمي بالثورة واعتقدت الخلاص فيه، وفي 1960 خضت غمار الانتخابات منفردا تنشد التمثيل من شعبك دون غيره، وكاد الفوز ان يكون حليفك.

غادرت وعلى شفتيك مرارة الحب لهذا البلد ولا اعتقد ان الحديث وحده عنك يساعد في ابراز هويتك، فرفاقك ومحبوك وأهل بيتك، هذا البيت العريق الذي بنيته أعني نادي التضامن يعرفون أن ما تحملته هو أكبر من طاقتك.

اخي محمد،

لم ترهقك الأهوال، ولم توقفك المعوقات، نعم ارهقك المرض وكان عنيداً عليك، اخذك الى البعيد ونحن اليوم أحوج الى امثالك.

أيها الرفيق: نعم يوم كان النضال عذريا يكتسب طهارة العفة ونقاوة النفس، كنت رائداً يوم غادره الآخرون، رحت الى مكان يتسع لك دون ان تعبر الى مكان، رحت الى رحاب الإنسانية التي اخترتها تعمداً لانها من طينتك وان للفقراء عليك حقاً.

اخيراً أيها الرفيق: اود ان اخبرك عن احوالنا اليوم، اننا نعيش خواء لا ندري من اين نأتيه، نبحث في الافق البعيد عن ازر يشدنا، ولا نشد ازر بعضنا.

مهما قلنا ايها الاحبة ومهما نقول فيوشك ان يكون الكلام هو الميّت الوحيد في يوم الوفاء هذا.

وفي الختام،

نردّد ما قاله الرفيق المناضل الاممي الدكتور جورج حبش عنك: ” الشاب الذي رحل باكراً، فيبقى محمد الزيات خالداً في ذاكرتنا وذاكرة كل المناضلين الاوفياء، وسيبقى الدور الذي لعبه دوراً اساساً في التاريخ النضالي الذي نعتزّ به”.

شكراً لصاحب فكرة اقامة التمثال، وشكرا لكل من ساهم في انجازه، وفي اقامة هذه المناسبة وبالمقدمة بلدية صور ورئيسها، ونادي التضامن العريق.

لتبقى عروبتنا ووحدتنا هما الاساس والنبض الدائم لتحرير مجتمعاتنا والانتصار على اعدائنا.

ولتبقى ثقافة المقاومة طريقنا الدائم حتى الانتصار.

 

لن ننساك ايها القائد الفذ

والسلام عليكم

-صور-

في 30/4/2023

زر الذهاب إلى الأعلى