بأقلامنا

نص كلمة الاسرى المحررين في الحزب الشيوعي اللبناني في الوقفه التضامنيه مع الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني

الأسير هو من اختبر طبيعة العدو العدوانية على جلده، وهؤلاء الأسرى هم أكثر الناس الذين لا يقبلون المساومة تحت اي ظرف كان ام ضغط من هنا أو هناك، لذلك علينا ان نفعل هذه الثقافة ويكون لهم مواقف في مواقع القرار.
ان مطلب اليهود قبل وعد بلفور كان البحث عن أرض خاصة بهم لبناء كيانهم الخاص، وتحقق ذلك عن طريق الاستعمار الإنكليزي في المنطقة العربية وكانت فلسطين من نصيب اليهود الصهاينة، فاستباحوا كل شيء خاص بالشعب الفلسطيني من تنكيل وتهجير ومجازر وذبح حتى باتوا يسيطرون على الجزء الأكبر من فلسطين.
وفي هذه المرحلة ان المشكلة التي يعتبرونها أزمة لهم في المرحلة القادمة هي وجود الفلسطينيين الذين لا زالوا يتوالدون في أراضي ١٩٤٨، ومع الازدياد في التوالد ستصبح الحالة الديمغرافية هي المشكلة للكيان الصهيوني، لذلك فهم ذهبوا في العام ١٩٩٨ الى اعلان الدولة اليهودية، وعلى هذا الأساس يتخلصوا من “الأغيار” داخل فلسطين المحتلة، الا ان الاتحاد الأوروبي لم يوافق على نشوء دولة دينية لأنها خارجة عن مفاهيمهم الديمقراطية في نوع الحكم. بعد ذلك ذهب الاسرائيليون الى إنشاء دين جديد في المذهب البرتوستنطي وعرفت بالبروتوستنطية الجديدة، وكان من اتباعها جورج بوش الابن الرئيس الاميركي الأسبق، وهم يعتقدون بان السيد المسيخ لا يظهر الا بعد نشوء الدولة اليهودية. ولكي تصبح إسرائيل دولة دينية بحكم أمر الواقع عليها ان تحول المنطقة بكاملها الى كيانات مذهبية متعددة، وكل ما حصل من حروب في المنطقة وما يحصل يهدف الى خلق المناخ لنشوء الكيانات الدينية والكنتونات المذهبية. وكل ذلك يعني ان المشروع لم يكتمل بعد لدى الاسرائيلي فهناك سيكون المزيد من الأسرى وهو مشروع قد يمتد الى فترات طويلة وهذا هو جوهر صفقة القرن الذي يهدف الى تدمير الثقافة من جذورها.
اما سبل المواجهة من جانبنا فهي التأكيد على هويتنا العربية وتطوير ثقافتنا العربية فهذه الثقافة التي تحتوي الأديان والثقافات المتعددة والعرقيات والاثنيات، وحدها هذه الثقافة التي تواجه مشروع التقسيم وتواجه المحتل أينما وجد.

القاها الدكتور داوود فرج

زر الذهاب إلى الأعلى